الحدث: الاحتلال الإسرائيلي يحول أكثر من 5000 دونم محاذية لنهر الأردن لصالح المستعمرين اليهود.
تاريخ الانتهاك: التاسع من شهر أيلول 2013م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضرره: المزارعون في مناطق الاغوار الفلسطينية.
الانتهاك:
كشفت ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، بقيامها بالسماح للمستعمرين باستغلال ما يزيد عن 5000 دونم من الأراضي الزراعية الفلسطينية والمحاذية لنهر الأردن لصالح النشاطات الاستعمارية الزراعية. يذكر أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع شروع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وفي ظل تأكيدات حكومات الاحتلال المتعاقبة ببقاء منطقة الأغوار الفلسطينية إلى الأبد في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، والذي بدوره أكد أكثر من مرة رفضه المطلق لوجود تواصل جغرافي بين الضفة الغربية والأردن.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسهل على المستعمرين الوصول إلى المنطقة المستهدفة لاستغلالها، مع العلم أنها تعود إلى ملكية فلسطينية خاصة، وكانت قبل عام 1967م تستغل في الزراعات الحقلية والخضار، وكان قسم كبير من إنتاجها يصدر إلى الأردن لبيعه هناك. وتقع الأراضي المستهدفة على طول الشريط الحدودي ابتداءً من المنطقة المعروفة باسم عين جدي على البحر الميت شرق مدينة أريحا وحتى شرق قرية بردلة شرق محافظة طوباس، وبعرض 2-3 كيلومتر، وفي بعض المناطق ما يزيد عن 5كم.
حيث أعلنت سلطات الاحتلال عشية حرب عام 1967م عن تلك المناطق مناطق ألغام ومناطق مغلقة عسكرياً ووضع الاحتلال سياج عازل في محيط تلك الأراضي لفصلها باعتبارها مناطق عازلة، إلا انه بدأ حديثاً بالسماح للمستعمرين باستغلال تلك الأراضي زراعياً بدعم وتأييد من قبل قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومن الجدير بالذكر أن مناطق الأغوار الفلسطينية استحقت تسمية سلة غذاء فلسطين لمساحتها الواسعة ( حيث أنها تشكل حوالي 25% من مساحة الضفة الغربية ) وتربتها الخصبة ولوفرة المياه فيها وبالعديد من المقومات والخصائص الأخرى، تلك المنطقة لو تم استغلالها بشكل سليم لشكلت البنية التحتية الأساسية لاقتصاد فلسطيني مستقل. ولكن للأسف الشديد عانت هذه المنطقة من استهداف مبرمج من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي بدوره وضع عقبات كثيرة تحول دون استغلال أراضي الأغوار أو حتى الاستفادة منها.
منذ نكسة عام 1967م والاحتلال الإسرائيلي يستهدف منطقة الأغوار بقصد تدمير وإيقاف التطور السكاني والتنمية الاقتصادية للفلسطينيين من خلال استهداف كامل الخيرات الموجودة في الأغوار وتحويلها لصالح المستوطنات، وبالتالي تفريغ الأغوار من اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وتحويل المتبقي من المزارعين إلى عمالة رخيصة في المزارع والمصانع المقامة في المستوطنات وذلك من اجل تحويل المزارعين الفلسطينيين إلى عمال أجراء في المستوطنات الإسرائيلية، ليتركوا أرضهم وبالتالي يسهل للمحتلين مصادرتها والاستيلاء عليها، ومع تشديد الخناق على المزارعين الفلسطينيين في مناطق الأغوار اتجهت سياسات معظم الحكومات الإسرائيلية إلى تشجيع الاستيطان واستنزاف كامل المصادر الاقتصادية الفلسطينية الموجودة في الأغوار بما في ذلك الأراضي الزراعية والمياه لصالح تطوير وتنمية الاستيطان.
فزرع ما يزيد عن 20 مستوطنة زراعية في الأغوار الفلسطينية، ودعمها بكل مقومات البقاء بل أعطاها من الامتيازات ما تفوق تلك الموجودة في الضفة الغربية، وفوق هذا وذاك فقد حوّل الاحتلال أكثر من نصف أراضي الأغوار التي ينتفع منها الفلسطينيين لأغراض عسكرية بعيداً عن المستعمرات الإسرائيلية المنتشرة، كما أنه يستهدف كامل التجمعات البدوية المنتشرة في الأغوار بسياسات الهدم والتهجير القسري العنصرية.