الانتهاك: مواصلة السيطرة على نبعي مياه في ريف نابلس.
الجهة المعتدية: مستعمرو "يتسهار" الإسرائيلية.
الجهة المتضررة: أهالي قريتي عصيره القبلية ومادما.
الانتهاك:
تعد الينابيع المائية المنتشرة بكثرة في أريافنا الفلسطينية، رافدا أساسيا من روافد المياه المستخدمة في الزراعة و قسم منها يذهب للشرب. الا أن الاحتلال الإسرائيلي و عبر مستوطنيه الذين ينفذون أجندة الاحتلال على ارض الواقع، ما انفكوا يوما من ممارسة أساليب الخداع والعربدة في سرقة الارض و مقدرات الأمة، بل الاستيلاء على جميع الروافد المائية في الضفة الغربية و تحويلها لصالح المستوطنات الإسرائيلية، حتى باتت حصة المستوطن الواحد عشرة أضعاف حصة المواطن الفلسطيني. يذكر أن نبعه الشعرة في قرية مادما و نبعه الظهور في قرية عصيرة القبلية لم تكن بأحسن حال، فمنذ قرابة السبعة أعوام و حتى تاريخ اليوم و جيش الاحتلال و المستوطنين يمنعون أهالي القريتين من الوصول إلى تلك النبعتين، بحجة قربهما من مستوطنة يتسهار.
نبعه الظهور:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي في منع المجلس القروي في قرية عصيرة القبلية من الوصول إلى ‘نبعه’ عصيرة القبلية لصيانتها والتي هي أيضا تقع في منطقة الظهرة والتي كانت حتى عام 2004م تزود ثلثي أهالي قرية عصيرة القبلية بالمياه الصالحة للشرب، وكان اعتماد أهالي قرية عصيرة القبلية على تلك النبعة كبير لسد حاجاتهم الأساسية من المياه من خلال ربط النبعة بأنبوب ضخ يصل إلى حاووز مركزي في القرية ومنه إلى بيوت القرية، التي إلى اليوم تعتمد على مياه آبار الجمع كونها تفتقر إلى وجود شبكة مياه قطرية فيها.
صورة 1: موقع نبعة الظهور
يشار إلى انه وبعد عام 2005م، قام الاحتلال الإسرائيلي بإحاطة النبعة وتحويلها لصالح مستوطنة ‘يتسهار’ ومنذ ذلك التاريخ فقدت القرية المصدر الأساسي لمياه الشرب، حيث حاول المجلس القروي حل المشكلة ومعرفة مصير البئر من خلال منظمات حقوقية والصليب الأحمر دون أي فائدة تذكر، وبالتالي أصبح اعتماد القرية على الآبار الخاصة بالجمع حيث يتم تغذيتها من خلال صهريج نقل المعدة لذلك والتي تنقل المياه من قرى بورين وحواره إلى آبار الجمع في بيوت عصيرة القبلية علماً بأن تكلفة كوب الماء بهذه الطريقة يقارب 15 شيكل/كوب وهذا ثمن باهظ بالنسبة لأهالي القرية الذين يعتبر 60% منهم مسجلون على بند البطالة.
يعقب رئيس مجلس قروي عصيرة القبلية: ‘ نبع ماء عصيرة القبلية كان لفترة غير بعيدة مصدر الماء للقرية وهو السبب الذي دفع أهالي القرية إلى استغلال منطقة الظهرة بزراعة الحبوب والخضار، حيث كانت القرية تعتبر من القرى التي تتميز بالاكتفاء الذاتي من مياه وغذاء من خلال الزراعة ولكن الاحتلال منذ إقامة مستعمرة ‘يتسهار’ صادر أراضيه ومنع المزارعين من استغلالها علاوة على ذلك صادر نبع المياه، ليحول القرية إلى قرية منكوبة تفتقر إلى المياه وإلى الأراضي الزراعية الخصبة القابلة لزراعة الخضروات .’
نبعه الشعرة:
يذكر أن نبعة الشعرة في قرية مادما لا تعد بأفضل حال، حيث أقدم مستعمرو مستعمرة "يتسهار" على تسييج النبعة عام 2003م، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم والسكان ممنوعون من مجرد الوصول اليها، إلا من خلال التنسيق مع الارتباط الإسرائيلي ولساعات محدودة بهدف صيانة القنوات المائية الناقلة للمياه للقرية والتي يدمرها المستوطنون بين الفترة و الأخرى. يشار إلى أن نبعة الشعرة، تزود قرية مادما البالغ عدد سكانها قرابة 2140 نسمة بنحو 30% من حاجتهم لمياه الشرب في فصل الشتاء، بالإضافة إلى 10% من حاجتهم للمياه في فصل الصيف. ويتم نقل المياه عبر قنوات خاصة تنقل المياه إلى أطراف القرية، إلا أن هذه القنوات تعرضت مرات عديدة لعملية ردم أو تلويث من قبل المستعمرين. ورغم هذا يواصل المجلس القروي تقديم الشكاوى إلى شرطة الاحتلال والتي لم تحرك ساكناً إلى اليوم لوقف اعتداءات المستعمرين العنصرية.