- الانتهاك: مستعمرون يداهمون مساكن المواطنين ويحرقون مساحات واسعة من الأراضي.
- تاريخ الانتهاك: 12 آب 2013م.
- الجهة المعتدية: مستعمرو البؤر الاستعمارية "يش كودش" و "احيا".
- الجهة المتضررة: عائلة آل عباد من قرية جالود.
الانتهاك:
قام عشرات المستعمرين من مستعمرة "احيا و"يش كودش" صباح الاثنين 12 آب 2013م باقتحام منطقة بيت آل عباد الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من قرية جالود والواقعة بين مستعمرتي "يش كودش" و"احيا". يشار إلى أن المستعمرين المتطرفين قاموا بشن اعتدائهم صباحاً على بيوت المواطنين المتواجدين في منازلهم وقاموا برمي الحجارة على البيوت، في محاولة منهم لإحراق السياج المحيط بالمنازل، حيث هب الأهالي لصد هذا الاعتداء وملاحقتهم مما أدى إلى إشعال النيران في الجبال القريبة من البيوت، واستهداف أشجار الزيتون في الأراضي القريبة، ومن ثم لاذوا بالفرار إلى المستعمرة القريبة. يشار في نفس السياق إلى أن جيش الاحتلال وبعد اقتراب النيران من المستوطنة قاموا بإحضار سيارة الإطفاء التابعة لهم ليتمكنوا من إبعاد النيران عن بيوت المستعمرة.
الصور 1-7: مشاهد من عملية حرق الأراضي والى الخلف تظهر البؤرة الاستعمارية "أحيا"
يشار إلى أن هذا الاعتداء ليس بالأول على عائلة آل عباد ، بل يعد ضمن سسلة من عشرات الاعتداءات التي تشن ضد هذه العائلة المنكوبة، والتي تعيش في حالة رعب وإرهاب متكررة من قبل المستعمرين الحاقدين على تلك المنطقة، في محاولة منهم للاستيلاء على أراضيهم وبيوتهم القريبة، مع الإشارة إلى أن عدد البيوت التي يمتلكها آل عباد هي 7 بيوت تبعد مسافة 200 متراً عن البؤرة الاستعمارية "يش كودش"، مع العلم أن هذه المنازل الفلسطينية يقطنها (53) فرداً من بينهم (32) طفلاً.
صورة 8: الهجوم الذي شنه المستعمرون على أراضي قرية جالود
صورة 9: الحاجة فريزة عباد وقد أصيبت أثناء على الهجوم على أراضي عائلتها
عائلة "عباد".. بين فكي الاستيطان والمستعمرين المتطرفين:
إلى الجنوب الشرقي من قرية جالود الواقعة جنوب محافظة نابلس، شاءت الأقدار أن يكون للقرية جيران لا يعرفون للإنسانية طريقاً ولا للبشرية معنى، دينهم الظلم والعنصرية والحقد والإجرام بعد أن سلبوا الأرض والحرية وقد يأتي يوم يسلبون فيه الهواء أيضاً من عائلة آل عباد.
الصور 10-12: مساكن عائلة آل عباد التي تضررت بفعل اعتداءات المستعمرين
بين فكي كماشة أحد أطرافها مستعمرة والأخرى مستعمرة (يش كودش) تسكن عائلة عباد المكونة من أكثر من 50 فرداً، ينحدرون من أب واحد حيث الأشقاء الذين يواجهون أشرس عصابات المستعمرين القاطنة في تلك المستعمرات المقامة أصلاً على أراضيهم المصادرة منهم.
فصول تلك المعاناة ليست وليدة اللحظة بل تعود إلى بداية انتفاضة الأقصى، حيث بدد هدوء تلك العائلة مشهد أرقهم قبل أن يتحول إلى كابوس، فتلك البؤر الاستيطانية التي بدأت ببيت واحد سرعان ما تحولت إلى سرطان استيطاني ينهش في أراضيهم ويدمر طموحاتهم ويعيق حريتهم.
لا يكاد لأي زائر لحي آل عباد أن يتوقع أن يكون في تلك البيوت أناس يسكنوها، فالنوافذ كافة مكسرة ومحطمة والأبواب يبدو عليها آثار الدمار ومحاولة الإزالة وحتى حجارة البيوت نفسها لم تسلم من القنابل الحارقة والمعاول والآلات التي يستخدمها المستعمرون أثناء اعتداءاتهم على تلك البيوت الآمنة.
وأوضح كمال عباد كبير العائلة، والذي بات شغله الشاغل حراسة حيّه مع أبنائه الذين لم يذوقوا طعماً للنوم منذ أعوام: "منذ أن جثمت تلك المستعمرات على أراضينا بتنا بين جيران من طرفين يتسابقون في إذلالنا، لم نعرف للراحة مكان ولم نعد نفكر سوى في أمننا وأمن بيوتنا وعائلاتنا فكل ما نملك بات هدفاً لهم ولعنصريتهم ولإجرامهم".
وذكر عباد أنه ومع أي احتقان أو تصعيد من قبل المستعمرين على نطاق الضفة الغربية باتجاه الفلسطينيين ، فإنهم يكونون أول من يدفع الثمن بفعل إجراءات المستوطنين الذين يتمتعون بعقلية لا تحمل إلا الإجرام والعنصرية ولغة القتل والدمار. وأشار عباد إلى أن عائلته وفي محاولة لتخفيف الأضرار في حال حدوث أي اعتداء، وبعد أن بات الزجاج لا يفي بالأمن اضطرت جميع العائلات إلى وضع حراسات حديدية وشبك حول النوافذ حوّل بيوتهم إلى غرف أشبه ما تكون بالسجون. "نحن في حالة ترقب ليل نهار, الأمر الذي حتم علينا أن يكون هناك مجموعات ليلية ونهارية تحرس المنطقة، فنهاراً يكون هناك مجموعة من الأشخاص في البلدة يتصدون للمستوطنين وآخرون يذهبون إلى العمل أشبه بنظام المناوبة".
وحتى لقمة العيش باتت هي الأخرى صعبة المنال في ظل هذه الحالة كما يقول عباد، مضيفاً:"من أجل الدفاع عن البيوت من أي اعتداء قد يقع، لجأ سكان تلك البيوت إلى وضع الحجارة على أسطح المنازل باعتباره السلاح الوحيد المتاح لديهم للدفاع عن أنفسهم لحماية بيوتهم ورد اعتداءات المستعمرين القاسية والتي تتم على مرأى من عيون جيش الاحتلال الذي في أغلب الأحيان يقوم هو الآخر بتوفير الغطاء لتلك الاعتداءات بل ويشارك فيها". يذكر أن حال هذه العائلة يعكس حال عشرات العائلات الفلسطينية في الريف الفلسطيني الذي بات كل بيت فيه وكل شجرة معرضة لاعتداءات المستعمرين الذين يمثلون أجندة الاحتلال على ارض الواقع.
اعداد: