الانتهاك: الاحتلال يفرض قيودا على استعمال المراعي لتجمع عرب الرشايدة.
تاريخ الانتهاك: 22 آب 2013م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: تجمع عرب الرشايدة في منطقة النويعمة.
تقديم:
تتعرض الأغوار الفلسطينية منذ احتلالها عام 1967م إلى هجمة شرسة ومزدوجة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين المتطرفين المنتشرين على أكثر من 21 مستوطنة وبؤرة استيطانية على امتداد الأغوار الفلسطينية، ويسلبون أخصب الأراضي الزراعية تحت تهديد السلاح وبأوامر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال الإعلان عن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. فمنطقة الأغوار التي اصطلح على تسميتها (سلة الغذاء في فلسطين) محرمة على أصحابها من أبسط الخدمات، وتتخذ إجراءات عقابية ضدهم لأقل الأسباب بحيث منع أصحابها الحقيقيين من زراعتها واستغلال مراعيها ومياهها أو حتى مجرد بناء بيت بسيط من الخشب والخيش وسقف من صفيح يقي أصحابه حر الصيف وبرد الشتاء، وحتى المراعي يمنع من استغلالها تحت أسباب يسميها الاحتلال أمنية من خلال الإعلان عن 46%من مساحة الأغوار مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق مزروعة بالألغام الأرضية.
الانتهاك:
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وكوسيلة للضغط على السكان، أقدم على منع رعاة الأغنام من تجمع عرب الرشايدة في منطقة النويعمة من رعي الأغنام في المنطقة الغربية من التجمع والتي تشمل معظم الأراضي الرعوية في منطقة التجمع.
صورة 1+2: تجمع عرب الرشايدة – النويعمة
وقد برر الاحتلال هذا القرار بأن معظم الأراضي الرعوية تقع بالقرب من معسكر لجيش الاحتلال وبهذا يحذر على الفلسطينيين من سكان التجمع الاقتراب أو حتى رعي الأغنام في تلك المنطقة.
من جهته، أكد رئيس التجمع البدوي في عرب الرشايدة الحاج محمد فيصل الرشايدة (71)عاماً لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: "هناك استهداف حقيقي ليس للمراعي فقط، فقبل أسابيع قليلة نفذ الاحتلال عملية هدم طالت ما يزيد عن 10 منشآت سكنية وزراعية في التجمع، بالإضافة إلى إخطارات أخرى بالهدم، بالإضافة إلى عمليات المداهمة الليلية للتجمع، والتنكيل بالشبان فيه وإخافة الأطفال والنساء". وأضاف: "تجمع عرب الرشايدة محروم من ابسط مقومات الحياة، من كهرباء و ماء أو حتى بنى تحتية رغم ان التجمع قائم قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، إلا أن سكانه يعانون الويلات بسبب سياسة الاحتلال، واليوم يحرم السكان من استغلال مراعيهم، في مؤشر على تنامي روح الصراع لدرجة حرمان السكان من مصدر دخلهم الأساسي والوحيد، لصالح معسكر جيش الاحتلال الذي أقيم قبل أربعة سنوات ليكون وسيلة لاعاثة الخراب في المنطقة".
يشار إلى أن عرب الرشايدة كباقي الكثير من التجمعات البدوية الفلسطينية المنتشرة على سفوح وتلال الأغوار الفلسطينية، تعتبر هدفاً لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين وإخلاء منطقة الأغوار الفلسطينية من سكانها الأصليين خدمةً لمصالح الاحتلال التوسعية على حساب الأرض والإنسان الفلسطيني. يذكر أن عرب الرشايدة شهدوا منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م نكبتين الأولى تهجيرهم من أرضهم الأصلية من منطقة عين الجدي في بئر السبع عام 1948م، حيث تشتت سكان التجمع إلى عدة مناطق بالضفة الغربية فمنهم من استقر في منطقة بيت لحم ومنهم من أقام في سفوح الأغوار الوسطى الفلسطينية وقسم آخر استقر في منطقة رامون شرق محافظة رام الله.
لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يترك عرب الرشايدة وشأنهم حيث يصر الاحتلال على ملاحقة سكان التجمعات البدوية بصفتهم إسفين يقف في وجه المخططات الإسرائيلية في الأغوار الفلسطينية، ففي عام 1984م تم تهجير عرب الرشايدة مرات عديدة لعدة مناطق في قرى رام الله والأغوار الفلسطينية.
وفي عام 1997م استقر قسم كبير من عرب الرشايدة في منطقة الديوك الفوقا وذلك لما تتمتع به المنطقة من وفرة المياه والمراعي، ولكن رغم من ذلك يواصل الاحتلال الإسرائيلي مطاردة سكان التجمع والتعرض لهم ورعاة الماشية بهدف التضييق عليهم أينما توجهوا، فما حدث من هدم 10 بيوت وبركسات تعود إلى آل زايد التابعين لعرب الرشايدة إلا حلقة من مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية بحق عرب الرشايدة بشكل خاص والتجمعات البدوية في الأغوار بشكل عام، يذكر انه يبلغ عدد سكان عرب الرشايدة في منطقة النويعمة في محافظة أريحا ما يقارب 320 نسمة -المصدر: شيخ التجمع -عدنان لافي الرشايدة-.
اعداد: