- الانتهاك: الاحتلال ينذر شفوياً بهدم عدد كبير من الآبار الارتوازية قيد الإنشاء.
- تاريخ الانتهاك: 15 آب 2013م.
- الجهة المعتدية: ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية.
- الجهة المتضررة: ما يزيد عن 40 عائلة زراعية.
- الموقع: سهل مرج ابن عامر / قرية كفر دان / محافظة جنين.
الانتهاك:
أقدمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال في صباح الخميس 15 من شهر آب 2013 على مداهمة سهل مرج ابن عامر شمال قرية كفر دان، حيث أنذرت ما تسمى الإدارة المدنية عدداً كبيراً من المزارعين من مغبة الاستمرار في حملة التنقيب عن المياه في سهول القرية، والتي تهدف بالأساس لسد النقص الشديد في المياه المستخدمة للأغراض الزراعية ولأغراض الشرب في القرية والتي تشكو العطش الشديد فوق نهر جاري. تجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً كبيراً من المزارعين في قرية كفر دان وكوسيلة لإنقاذ ما تبقى من أراض زراعية لديهم، فقد شرعوا في عملية حفر آبار عشوائية للبحث عن المياه في سهل مرج ابن عامر المحاذي للقرية، حتى بلغ عدد الآبار العشوائية بحسب السجلات التابعة لجمعية كفر دان للري والزراعة قرابة 67 بئراً عشوائياً، تستخدم اليوم في سد العجز إلى حد ما في مياه الشرب والزراعة وتربية الماشية في القرية، وتنتج تلك الآبار ما يقارب 600 ألف متراً مكعباً سنويا.ً
الصور من 1-4 تبين سهل مرج ابن عامر وتظهر بعض الآبار الارتوازية فيه
لكن رغم هذا وذاك، تواجه الآبار العشوائية استهدافاً ملحوظاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فعلى الرغم من وجود تلك الآبار ضمن المنطقة المصنفة B من اتفاق أوسلو، إلا أن هذا الاتفاق أعطى الاحتلال كامل الصلاحيات بإدارة الموارد المائية في الضفة الغربية، في موازاة ذلك لا تمتلك سلطة المياه الفلسطينية أي قدرة في ترخيص بئر ارتوازي واحد جديد في المنطقة، لذلك لا يتوانى الاحتلال عن مداهمة سهل ابن عامر وتدمير تلك الآبار ومصادرة الحفار والمعدات عليها، فمنذ بداية العام الماضي وحتى اليوم، جرى استهداف الآبار العشوائية في قرية كفر دان ثلاث مرات متتالية: الأولى في شهر شباط عام 2011م وذلك بهدم 6 آبار عشوائية، ثم في نفس العام في شهر تموز تم هدم 8 آبار عشوائية، ثم توالت عمليات الاستهداف عام 2012م بتدمير 6 آبار عشوائية في شهر أيلول من العام الماضي. رغم هذا، يجد المزارع الفلسطيني في قرية كفر دان من هذه الآبار العشوائية وسيلة وحيدة للحفاظ على ما تبقى من القطاع الزراعي في ظل استهداف الاحتلال له، وفي ظل اليأس والإحباط من دور الجهات الرسمية في إنقاذ القرية من مشكلتها الرئيسية في المياه.
يذكر أن مساحة قرية كفر دان بحسب معطيات المجلس القروي تقدر بنحو 8 آلاف دونم، كان يستغل منها في السابق قبل عام 2000م ما يقارب 3000 دونم عبر زراعة الخضار المكشوفة، والتي كانت تزرع على مدار العام بواقع أربع دورات زراعية، بالإضافة إلى ذلك، تميزت كفر دان بوجود أكثر من 600 دونم مزروعة بالبرتقال الذي كانت القرية تتميز به ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى الضفة الغربية، ناهيك عن وجود 3000 دونم مزروعة بالزراعات الحقلية المختلفة، وهناك 650 دونماً مزروعة بالزراعات المحمية، وكانت قرية كفر دان مصدر تصدير لأصناف عديدة من الخضار والفواكه لاسيما البطيخ والشمام والبرتقال، وكان إنتاجها ذو شعبية واسعة في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر بالإضافة إلى الدول العربية المجاورة.
كما كانت قرية كفر دان مقصداً لعددٍ كبير من العمالة في قطاع الزراعة، حيث كان يؤمها عشرات العمال من قرى محافظة جنين ومحافظة نابلس وذلك قبل عام 2000م. ولكن اليوم وبعد الأزمة المائية التي تعصف بالقرية، انخفض الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ وملفت للانتباه، حيث تقلصت الزراعات المختلفة بنسبة 70% مما كانت عليه بالسابق، ناهيك عن تحولٍ بالأنماط الزراعية، فبات المزارع يعتمد على دورة واحدة في الإنتاج تبدأ من شهر شباط حتى بداية شهر تموز، وذلك لعدم توفر المياه بشكل كافٍ ما يرفع ثمنها. وهناك أصناف زراعية كانت قرية كفر دان تتباهى بها وخاصة برتقال كفر دان، والذي أصبح شبه معدوم بالقرية نتيجة أزمة المياه.
اعداد: