الانتهاك: الاحتلال يشرد عائلتين من منطقة الرأس الأحمر.
الموقع: خربة الرأس الأحمر.
تاريخ الانتهاك: الأحد 30 حزيران 2013م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي .
الجهة المتضررة: عائلتين فلسطينيتين (12) فرداً من بينهم (6) أطفال.
الانتهاك:
لم يتمالك الحاج حسن عبد الله بني عودة (47) عاماً من منطقة الرأس الأحمر أنفاسه وهو يرى جنود الاحتلال الإسرائيلي يشردون عائلته، وذلك عبر مصادرة الخيمة التي حصل عليها من احد المنظمات الإنسانية كحل بديل ومؤقت لإيواء عائلته التي أنهكتها اعتداءات جنود الاحتلال عليهم، وذلك بعد أن أقدم جيش الاحتلال على هدم جميع بركساتهم وحظائرهم التي تستخدم كمأوى لهم ولمواشيهم، وذلك في 27 من شهر حزيران 2013م، حيث أدت العملية في نهاية المطاف إلى تشريد كامل لعائلة في العراء دون رحمة أو شفقة.
يأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عمليات تجريف الأراضي الزراعية وتوسعة المستوطنات القائمة في الأغوار، بالتوازي مع تنفيذ عمليات هدم واسعة في الأغوار دون مراعاة ظروف الأطفال والشيوخ والنساء.
يذكر انه في الثلاثين من شهر حزيران 2013م، وبعد اقل من 36 ساعة على عملية الهدم الواسعة التي نفذها جنود الاحتلال في منطقة الأغوار الشمالية، أقدم جيش الاحتلال على مصادرة الخيام والعتاد التي تبرعت به احد المنظمات الإنسانية لإيواء المشردين من عملية الهدم الأخيرة، بل وفوق هذا وذاك أقدم جنود الاحتلال على نقل الخيام المصادرة عبر سيارة خاصة من نوع مرسيدس شحن تعود ملكيتها للمواطن عصام حسين بني عودة وهي من نوع مرسيدس (306) حيث اقتادت السيارة إلى احد معسكرات الجيش القريبة ومن ثم احتجاز السيارة بما فيها.
هذا المشهد وغيره، بات مألوفاً في مناطق الأغوار الفلسطينية، هذه البقعة من الأرض التي أصبحت هدفاً للاحتلال ولمخططاته التصعيدية وفيها يتجسد واقع الاحتلال الإسرائيلي المرير ومخططاته التصفوفية التي تشمل عمليات التشريد وسرقة الأرض وتدمير وحرق الزرع، في المقابل الاستيلاء على الأرض وتزييف التاريخ وسرقة الموارد الطبيعة. فالزائر إلى منطقة الرأس الأحمر على سبيل المثال لا للحصر، يرى حجم المأساة التي حلت على سكان المنطقة الأصليين نتيجة ممارسات الاحتلال العنصرية، ففي الوقت التي تظهر به المضارب البدوية على أنها أراض جرداء يابسة تظهر المستعمرات الزراعية على أنها مناطق خضراء وراء سياج المستعمرة في وضع يشير إلى التناقض في علامات الحياة بين الأرض التي خربتها جرافات الجيش وكان يسكنها الرعاة، والأرض التي يسيطر عليها الـمستعمرون حيث يزرعون فيها العنب والزيتون.
و في الوقت الذي يُمنع استصلاح الأراضي و/أو حتى البناء والعيش بأمن وكرامة، وحتى الـمساكن الهشة التي تبنى تهدم مثلـما حصل في الرأس الأحمر وفي مناطق مجاورة في سهل البقيعة قبل أشهر، نرى المستعمرات الزراعية آخذة بالتوسيع والتطور بشكل مخيف في وضع يبعث القلق كأنهم في صراع وسباق مع الزمن ينتهزون به كل ساعة في بناء المزيد من البيوت الجاهزة داخل المستعمرات وبشكل عشوائي، في حين يمنع الإنسان الفلسطيني مجرد إضافة قطعة خيش إلى بيته البسيط المصنوع من الصفيح، والذي يعتبر هدفاً بحد ذاته للاحتلال الذي يسعى إلى طرد أصحابه وتهجيرهم بشتى الطرق والوسائل التي تتنافى مع القوانين الإنسانية، في دولة تدعي الإنسانية ومراعاة حقوق الإنسان.
ورغم هذا يصر أصحاب الأرض على البقاء فيها وعدم الانصياع لتعليمات الاحتلال رغم تهديدات جيش الاحتلال المستمرة لهم، كونهم هم أصحاب الأرض ويمتلكون أوراق طابو رسمية تثبت جذورهم في المنطقة، وبناءً عليه قرروا البقاء وعدم تسليم المنطقة لجيش الاحتلال الذي يهدف إلى ابتلاع اكبر قدر ممكن من أراض الأغوار وضمها إلى نفوذ المستعمرات القائمة فيها والتي تشهد في ظل حكومة اليمين المتطرف نمواً ملحوظاً يوماً بعد يوم على حساب الخرب البدوية القائمة في المنطقة.
صورة 1: الأغوار قاحلة بفعل إجراءات الاحتلال
الصور 2-4: المستعمرات الزراعية الإسرائيلية المقامة على أراضي مصادرة في الأغوار