الانتهاك: سرقة آثار تزوير للحقائق والتاريخ.
تاريخ الانتهاك: 10 نيسان 2013م.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الموقع: خربة سمعان شمال بلدة كفر الديك في محافظة سلفيت.
تقديم:
تشكل عملية استهداف الآثار التاريخية خلال سنوات الاحتلال المتعاقبة جزءاً أساسياً من الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وذلك في محاولة لطمس الهوية الثقافية والحضارية الفلسطينية وإخفاء معالمها، حيث أن الاستهداف الإسرائيلي للآثار نابع من كونها تشكل جزءاً من الهوية الثقافية والحضارية الفلسطينية، وأن الاحتلال بات يعتقد أنه حسم أمره على الأرض ويريد حسمه الآن في التاريخ، ضارباً بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية لاسيما اتفاقية لاهاي عام 1954م، واتفاقية اليونسكو وغيرهما الخاصة بالحفاظ على الآثار التاريخية بصفتها معلم تاريخي لا يجوز بأي حال من الأحوال تغيير مكانته، يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الآثار الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل العنصرية من سرقة الآثار الفلسطينية وتغيير معالمها لدرجة وصفها أنها احد المعالم اليهودية، كل ذلك لطمس كل ما هو يدل على عروبة وأصالة الثقافة الفلسطينية وذلك باستهداف المساجد القديمة والقبب والبيوت القديمة في مدينتي نابلس والخليل والأراضي المحتلة عام 1948م.
الانتهاك:
تعتبر منطقة ‘دير سمحان’ الواقعة على أراضي بلدة كفر الديك الشمالية الغربية معلم من معالم الآثار الرومانية في المنطقة، حيث بحسب دائرة الآثار في محافظة سلفيت فإن المنطقة تلك تقع على أنقاض مدينة رومانية قديمة تدل على أن المنطقة كانت يوماً تعج بالحياة، إلا أن وقوع تلك المنطقة ضمن المناطق المصنفة C من اتفاق أوسلو وصعوبة وصول الفلسطينيين إليها نتيجة وقوعها بمحاذاة مستوطنة ‘علي زهاف’ دفع سلطات الاحتلال من خلال مستوطنيه إلى التنقيب عن الآثار في تلك المنطقة وسرقتها، بل تعدى الأمر إلى سرقة الآثار والحجارة القديمة من تلك المنطقة ونقلها إلى داخل المستوطنة والمستوطنات المجاورة بهدف استعمالها في بناء البيوت والمرافق العامة داخل المستوطنة في محاولة لخداع الرأي العالمي بقانونية تلك المستوطنة ووجود جذور تاريخية لها من خلال عملية تحريف الآثار ووصفها بأنها احد المعالم اليهودية بشكل يخالف القوانين والأعراف الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة دير سمحان تعتبر كغيرها من المواقع الأثرية والتي يزيد عددها عن 22 ألف موقع اثري منتشرة في فلسطين التاريخية تعتبر عرضة للاندثار والتدمير بفعل سياسة الاحتلال الإسرائيلي والذي احكم قبضته على تلك المواقع وحدّ من نشاط السلطة الفلسطينية فيها من خلال الإعلان عنها مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق مصنفة C حسب اتفاق أوسلو، أو من خلال تدميرها بالصواريخ والدبابات كما حدث في البلدة القديمة من مدينتي الخليل ونابلس.
أعمال توسعة واسعة النطاق في مستوطنة ‘علي زهاف’ ومستوطنة ‘بدوئيل’:
من جهة أخرى تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي أعمال التجريف وتسوية الأراضي الزراعية في بلدة كفر الديك تحديداً ضمن مناطق ( خلة الشوك، السروان ، المدورة الشعب) الواقعة على أراضي البلدة وذلك بهدف توسعة مستوطنتي ‘علي زهاف’ و ‘بدوئيل’. تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التوسعة التي تشهدها المستوطنتين في الآونة الأخيرة تعد الأوسع من تاريخ إقامتهما في المنطقة، حيث جرى خلال الأشهر الثلاث الماضية تجريف عشرات الدونمات الزراعية لبناء عدد كبير من الوحدات السكنية بدعم وتشجيع من قبل حكومات الاحتلال المتعاقب.
مشاهد من عملية تجريف الأراضي وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية