الانتهاك: إتلاف 78 شجرة معمرة بشكل كامل.
الموقع : خلة أعمر شرق قرية قريوت / محافظة نابلس.
تاريخ الحدث: الثلاثاء 12 اذار 2013م.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة ‘هيوفال رحيل’.
المتضررين: أسرة فلسطينية زراعية مكونة من 11 فرداً.
الانتهاك:
في خطوة جديدة تضاف إلى رصيد المستعمرين ضمن مسلسل استهداف شجرة الزيتون المباركة بعمليات الخلع والتخريب وحرق الأشجار، أقدمت مجموعة متطرفة من المستعمرين المتطرفين انطلاقاً من البؤرة الاستعمارية ‘هيوفال راحيل’ التابعة لمستعمرة ‘شفوت راحيل’ على قلع وتخريب 78 شجرة زيتون يقدر عمرها بنحو 70- 90 عاماً في المنطقة المعروفة باسم ‘ خلة أعمر’ شرق قرية قريوت.
يذكر أن المستعمرين استخدموا أدوات حادة في تنفيذ فعلتهم، حيث عمد المستعمرين إلى قطع أغصان الأشجار بشكل كامل وإلى إتلاف الأشجار لدرجة أنها تصبح غير منتجه ولا يستفيد منها المزارعين على المدى القريب بأي شكل من الأشكال.
يشار إلى أن الأشجار المتضررة تعود في ملكيتها للمزارع محمد احمد شحادة مقبل (48) عاماً من قرية قريوت، حيث وان سبق أن تم استهداف أراض المزارع المذكور عدة مرات متتالية خلال العامين الماضيين من نفس البؤرة الاستعمارية التي تبعد مسافة كيلومتر واحد عن ارض المزارع المذكور في منطقة خلة أعمر.
من جهته أكد المزارع محمد احمد مقبل لباحث مركز أبحاث الأراضي:
‘منذ أكثر من عامين ونحن نتلقى تهديد مستمر من قبل المستعمرين المتطرفين لنا بالقتل والتنكيل في حالة التواجد بأرضنا الزراعية القريبة من البؤرة الاستعمارية، ولكن ورغم كل التهديدات فنحن مصرون على البقاء في الأرض التي ورثناها أباً عن جد، وفي يوم الأحد الفائت العاشر من الشهر الحالي داهمنا جنود الاحتلال والمستعمرين الذين حاولوا التحرش بنا أثناء قيامنا بحراثة الأرض التي اعتدنا على الاعتناء بها، وأمرنا جنود الاحتلال بالخروج بعد ذلك بيوم واحد أقدم المستعمرون كرد انتقامي على قطع وتخريب 78 شجرة زيتون تعود لعائلتي المكونة من 11 فرداً، وكانت عملية استهداف أشجار الزيتون تدل على الحقد الدفين في نفسية هؤلاء المستوطنين الذين تجاوزوا جميع الخطوط الحمراء في استهدافهم للشجر و الحجر وحتى المساجد و المدارس لم تسلم من شرهم وحقدهم’.
الصور 1-5: زيتون قريوت بعد أن تم إتلافه على أيدي مستعمرين يهود
يذكر أن منطقة خلة أعمر تعد من المناطق التي تشهد نشاطاً من قبل المستعمرين المتطرفين فهذه المنطقة تعد مرتعاً لجنود الاحتلال والمستعمرين عبر محاولاتهم العديدة لسرقة الأرض وفرض حقائق عليها خدمة لمشروعهم التوسعي في تلك المنطقة القريبة من البؤرة الاستعمارية ‘هيوفال راحيل’.
قرية قريوت وصراع البقاء:
يشار إلى أن أهالي قرية قريوت يعانون الخوف والقلق على مستقبل وجودهم في القرية كل يوم نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مصادرة أراضيهم لصالح المشاريع الاستعمارية ونشر البؤر الاستعمارية العشوائية على سفوح القمم الجبلية، بالإضافة إلى شق الطرق الاستعمارية والتي كان أحدثها مصادرة ألف دونم في أواخر العام المنصرم لشق طريق استعماري جديد يربط مستعمرتي ‘هيوفال’ و’شيلو’ المقامتين على أراضي القرية بطول ثلاثة كيلومترات.
والطريق الذي ابتلع 1000 دونم من أراضي القرية، هو عبارة عن مرحلة أولى من مشروع إسرائيلي يسعى الاحتلال من خلاله إلى ربط المستوطنات الإسرائيلية المجاورة بشبكة واحدة، وهو ما يعني مصادرة المزيد من أراضي المواطنين. وكان الاحتلال قد شرع في الوقت نفسه، بشق طريق آخر بين مستوطنتي ‘هيوفال’ و’عيلي’ بطول كيلو واحد و600 متر.
وتعد قرية قريوت التي تبعد 26 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة نابلس من أكثر قرى المحافظة إحاطة بالمستوطنات فقد أقيمت ثلاث مستوطنات على أراضيها. فإلى الجنوب من القرية، تتربع مستعمرة ‘شيلو’ على أراضي خربة سيلون، إحدى الخرب الأثرية التي كانت تضم العديد من الآثار الرومانية والكنعانية والإسلامية. ومن بين هذه المعالم ‘المسجد العمري’ وهو أحد المساجد القديمة الذي يقال إنه بني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب. وتحاصر القرية من الجهة الغربية مستوطنة ‘عيلي’ التي تمتد على سلسلة من الجبال والتلال المحيطة بالقرية والقرى المجاورة لها.
أما المستوطنة الثالثة ‘هيوفال راحيل’ فهي تحاصر القرية من الجهة الجنوبية الشرقية، حيث تسيطر على المنطقة السهلية التابعة للقرية والتي كانت تشكل أحد أهم المناطق الزراعية لزراعة القمح والعدس والشعير والخضراوات.
وتبلغ المساحة الإجمالية لقرية قريوت نحو 8471 دونما، منها 394 دونما عبارة عن المسطح العام للبناء في القرية و منها 25% منها خاضعة للمستوطنات الإسرائيلية الثلاث وتحيط بها أراضي قرى تلفيت، ترمسعيا، جالود ، واللبن الشرقية، و تشتهر القرية أيضا -التي يبلغ عدد سكانها قرابة 3 آلاف مواطن- بالزراعة، ومن أهم محاصيلها الزراعية الخوخ والعنب والتين والزيتون، إلى جانب الخضراوات والبقوليات.
لمزيد من المعلومات حول الانتهاكات الإسرائيلية التي تعرضت لها قرية قريوت خلال العام 2012م، راجع التقارير الصادرة عن قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية في مركز أبحاث الأراضي:
مخطط بتحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية لصالح مستعمرة شيلو، 28/11/2012م، (التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية).
الاحتلال الإسرائيلي فرض إجراءات تعسفية بحق أهالي قرية قريوت / محافظة نابلس، 28/11/2012م، (التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية).