الانتهاك: الاستيلاء على نبعة ماء في عين الحلوة.
تاريخ الانتهاك: الأول من شهر شباط 2014.
الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة "مسكيوت".
المكان: وادي المالح.
تفاصيل الانتهاك:
في الوقت الذي تعاني منه منطقة الأغوار الفلسطينية من نقص حاد في المياه، وفي ظل شح المياه وانحسار الموارد المائية، يحاول سكان الأغوار الفلسطينية لملمة ما يمكن استغلاله من المياه في تلك الأراضي التي حرم سكانها من أبسط مقومات الحياة على أمل استمرار حياتهم فيها، فالمصادر المائية باتت في قبضة الاحتلال الإسرائيلي والتي لا يمكن استغلالها من الفلسطينيين بأي شكل يذكر. يذكر أن نبعة عين الحلوة في وادي المالح تعد واحدة من ضمن الينابيع المائية الفلسطينية الكثيرة التي يسيطر عليها الاحتلال في الأغوار الفلسطينية ويحاول المستعمرون الاستفادة من تلك النبعة لغاياتهم الشخصية عبر إقامة سياج يحيط بالنبعة.
يذكر أن أهالي منطقة وادي المالح شرق طوباس حرموا منذ بداية شهر كانون الثاني2014 من الاستفادة من مياه تلك النبعة في ظل انحصار الموارد المائية وانحصار الأمطار، مما ألقى ذلك بظلاله السلبية على قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة، وتكبد المزيد من الأسى للسكان. فكما أكد المزارع أحمد الزامل من سكان خربة عين الحلوة بينما هو متوجه إلى مياه النبعة قبل نحو شهر تقريباً لسقي أغنامه تفاجأ بقيام المستعمرين انطلاقاً من مستعمرة مسكيوت بمنعه من الاقتراب من النبعة بصفتها – كما يدعي المستعمرون – بأنها ملك لهم، مع الإشارة إلى أن عمر النبعة يعد بمئات السنين وكانت مصدراً لرفد المنطقة بالمياه بهدف استخدامها في مجال الزراعة و سقي الأغنام، مع الإشارة إلى أنه يوجد ما لا يقل عن 1500 رأس للأغنام كانت تعتمد على تلك النبعة بالإضافة إلى ثلاث تجمعات بدوية في منطقة وادي المالح. وتقع تلك النبعة تحديداً على مسافة لا تتجاوز 500متراً عن مستعمرة مسكيوت في قلب وادي المالح.
وفي المقابل, تتوفر المياه وكل مقومات الحياة للمستعمرات ومعسكرات الجيش التي تنتشر في الأغوار بينما تستمر معاناة سكان التجمعات والمضارب البدوية. وقال السيد عارف دراغمة لباحث مركز أبحاث الأراضي: " إنها قمة المأساة أن نحرم حتى المياه فما الذي يريده الاحتلال منا بعدما صادر كل منافذ المياه في المنطقة وجفف الينابيع وحرم السكان من مياههم وأرضهم لتنعم بها المستعمرات ومعسكرات الجيش؟!!"، وأضاف أن دوريات مشتركة للاحتلال والإدارة المدنية داهمت مضارب السكان في منطقة عين الحلوة مرات عديدة في المالح للاستيلاء على الصهاريج ولدى اعتراض الأهالي ورفضهم ومحاولة منع تلك العملية اعتدى الجنود عليهم بالضرب. يذكر أن دولة الاحتلال تمارس أسلوباً جديداً لتهويد الأغوار وترحيل سكانها الذين صمدوا في مواجهة كل الإجراءات القسرية على مدار 45 عاماً فالسكان الفلسطينيون باتوا الآن في العطش بسبب السياسة الجديدة من دولة تحتضنها المحافل الدولية في مجلس الأمن كدولة إنسانية. تلك الدولة اعتقلت المزارعين وحاكمتهم بغرامات باهظة لزراعة أراضيهم، ولاحقت صهاريج المياه واحتجزتها وفرضت غرامات باهظة على أصحابها وهددت باعتقالهم لمنعهم من توزيع المياه مرة أخرى بالتوازي مع العطش الشديد الذي يطارد الصغير والكبير وحتى الماشية والدواجن.
1+2: صور دالة على المستعمرين وهم يسيطرون على النبعة ويحيطون بها.