تقديم :
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عنوة ‘ بلدية بيت أولا ( شمال غرب الخليل ) في السابع من شهر شباط من العام 2013 وتقوم بتكسير الأبواب وتجري تفتيشاً استفزازياً.
تفاصيل الاعتداء:
في حوالي الساعة الثالثة من فجر يوم الخميس الموافق السابع من شباط لسنة 2013م, قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بصورة مفاجئة بتطويق مبنى بلدية بيت أولا بعدد يزيد عن الثلاثين جندياً معهم آليات وعربات عسكرية وقاموا بتحطيم الأبواب الخارجية والأبواب الداخلية واقتحموا المبنى من كل الجهات ودخلوا بصورة همجية – وكان معهم جنود ملثمون- وقاموا بإجراء تفتيش استفزازي أدى لتخريب وتحطيم الكثير من موجودات في البلدية . واستمروا لفترة تزيد عن الساعة قبل إن يغادروا المكان قبل بزوغ الشمس.
هذا وقد هرع بعض أعضاء البلدية ورئيس البلدية للمبنى فور معرفتهم بذلك, وبدلاً من أن يتعامل الجنود معهم بالاحترام الواجب بصفة أعضاء المجلس البلدي أصحاب الحق و المسؤوليين البلدية, سارع الجنود لإيقافهم بصورة مهينة واحتجازهم طيلة فترة وجود الجنود في المكان . وأفاد عضو البلدية إبراهيم حسين العدم، بأنه استيقظ عند الساعة ( 3:15 ) فجراً على أصوات جنود الاحتلال وهم يطرقون أبواب البلدية، فتوجه بسيارة البلدية إليهم، فعمل الجنود على إيقافه وتفتيشه واحتجازه ثم طلبوا منه الدخول إلى مبنى البلدية والبقاء فيها لحين مغادرة الجنود . وأشار العدم إلى أن نحو ( 30 ) جندياً كانوا منتشرين في محيط البلدية، وعدد من الجنود دخل إلى البلدية وقاموا بتحطيم كافة الأبواب والدخول إلى المكاتب وإجراء تفتيش فيها، موضحاً أن عدداً من الجنود كانوا مقنّعين.
رئيس بلدية بيت أولا السيد محمد عبد الرحيم العملة أفاد بأنه تم إبلاغ الجهات الرسمية الفلسطينية – الارتباط العسكري والمدني ومديرية وزارة الحكم المحلي, ومركز الشرطة الفلسطينية في بلدة نوبا المجاورة ومكتب محافظة الخليل-, وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة في ظل هذا الاعتداء غير المبرر.
وفي تعليقه على الموضوع أشار العملة أن هذا الاعتداء على بلدية بيت أولا يأتي في إطار تصعيد الاعتداءات على حرمة المؤسسات الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، حيث لم تكتفي سلطات الاحتلال بالاعتداء على أراضي المواطنين في البلدة بل تعدى ذلك ليصل إلى الاعتداء على المؤسسات الخدماتية في البلدة, ويأتي ذلك في إطار التحدي الإسرائيلي للاعتراف الدولي بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الصور 1-6: آثار اقتحام بلدية بيت أولا
خطورة وأبعاد هذا الاعتداء:
بلدية بيت أولا تقع في المنطقة المصنفة (B) حسب اتفاقية أوسلو- وهذه من مسؤوليات السلطة الفلسطينية.
مبنى بلدية بيت أولا هو مؤسسة فلسطينية عامة رسمية لا يجوز إجراء أي تفتيش امني بها إلا بوجود رئيس البلدية أو من ينوب عنه وتبليغه رسمياً عبر الارتباط الفلسطيني وبحضور ممثلين عن هذا الارتباط.
في حال الحاجة لإجراء تفتيش امني – لا يجوز تحطيم الأبواب أو الأثاث بأي حال من الأحوال, وعليه يعتبر هذا الإجراء اعتداءاً سافراً على السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها, ويعتبر انتهاكاً للمواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
تعريف ببلدية بيت أولا :
تقع بلدة بيت أولا إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل وتبعد عنها مسافة 14 كم وتتبع إدارياً لمحافظة الخليل.
وتبلغ مساحة القرية بأراضيها الزراعية حوالي 24 ألف دونماً, معظمها مصنفة ضمن المنطقة (B).
ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي 13 ألف نسمة.
ويدير البلدة مجلساً بلدياً تم انتخابه خلال شهر أكتوبر في نهاية عام 2012م.
تشتهر بلدة بيت أولا بزراعة الزيتون والخضروات وببعض الصناعات المتميزة مثل الحديد والأثاث المعدني والأبواب ومصانع الطوب والبلاط والحجر.
تعرضت بلدة بيت أولا للكثير من الانتهاكات الاحتلالية الإسرائيلية, من مصادرة أراضي لصالح جدار الفصل العنصري عام 2004م, حيث اقتطع حوالي 2000 دونماً من أراضي البلدة, وخلال السنوات الماضية قامت قوات الاحتلال بتدمير وتجريف عشرات الدونمات الزراعية وقلع آلاف الأشجار والأشتال المثمرة وهدم حوالي 5 آبار وخزانات مياه جمع أمطار ومصادرة العديد من الآليات والمعدات والتراكتورات.
كل ذلك من أجل دفع مزارعي القرية لترك أراضيهم في الأراضي المصنفة (C) , لكن أصحاب الأراضي متمسكون بأرضهم وقد تقدموا بالعديد من الاعتراضات على قرارات المصادرة والهدم والإخلاء التي أصدرتها سلطات الاحتلال مبرزين وثائقهم الثبوتية تحدياً لسياسات الاحتلال غير الشرعية, وما زالت معظم هذه القضايا أمام لجان الاعتراضات والمحاكم.