الانتهاك: هدم بركس للسكن وحظيرة أغنام.
الموقع: خربة الطويل – محافظة نابلس.
التاريخ: 14 شباط 2012.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: المزارع رافع عبد الله عبد الغني بني جامع.
الانتهاك:
‘ لا يوجد أي مكان أرحل إليه ماذا يريدون مني ومن أولادي، إلى أين سأذهب، أينما اذهب أجدهم أمامي، هل أصبح منزلي يشكل خطر على جيش الاحتلال ‘بهذه الكلمات المختصرة والبسيطة تحدث المزارع رافع عبد الله عبد الغني بني جامع من خربة الطويل شرق بلدة عقربا بكلمات يعصرها الألم الشديد والحرقة وهو ينظر إلى جرافة الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزله البسيط المصنوع من الصفيح والخشب، والذي أراد به أن يكون مأوى لعائلته المكونة من 9 أفراد من بينهم 7 أطفال وذلك من البرد الشديد الذي يعصف بالمنطقة في موسم الشتاء القارص، لكن يبدو أن آلة الاحتلال كانت تهدم وتجرف دون أي رحمة أو شفقة عما سيحل بهؤلاء الأطفال وما هو مصيرهم بعد هدم مسكنهم الوحيد، فلم يترك الاحتلال لهم أي شيء حتى المطبخ البسيط والمتواضع لم يسلم هو الآخر من عمليات الهدم والاستهداف.
الصور 1-3 : مشاهد من الدمار الذي حلّ بعائلة بني جامع بعد تدمير منشآتهم
ولكن الخراف لم تكن بأحسن حال، فالحظيرة الوحيدة التي كانت تشكل مأوى لهم أيضاً كانت هدفاً للاحتلال الإسرائيلي، فلقد تم تجريف الحظيرة بالكامل وحتى الأعلاف تم تخريبها حيث كان جنود الاحتلال بشكل متعمد يخلطون التراب بالأعلاف مما أدى إلى تخريب ما يزيد عن طن من الشعير هناك، وبهذا أصبحت الخراف والحملان الصغيرة بلا مأوى أيضاً.وفوق هذا كله، قام جنود الاحتلال بالاستيلاء على الجرار الزراعي الذي يملكه المزارع رافع بني جامع، هذا الجرار الذي يستخدمه المزارع المذكور في نقل الماء لأطفاله ولعائلته المتواضعة حتى الماشية، حيث فرض الاحتلال على المزارع غرامة تقدر بنحو 3 آلاف شيكل بدل أرضية مصادرة للجرار الزراعي، وبهذا حرمت العائلة من السكن والماء حتى الغذاء حرمت منه.
يقول يوسف يرية وهو احد النشطاء في مجال حقوق الإنسان في منطقة عقربا لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ أن هناك في الفترة الأخيرة استهداف ملحوظ للتواجد الفلسطيني في منطقة الطويل، فهناك تضييق حقيقي على المزارعين ومنعهم من الحراثة واستغلال أراضيهم الزراعية، بل وصل الحد إلى تهديدهم بالقتل ليس بأي سبب سوى أن هؤلاء المزارعين يصرون على البقاء في أراضيهم الزراعية، فما حدث اليوم مع عائلة بني جامع هو سيناريو لمسلسل الاعتداءات التي ينفذها الاحتلال في منطقة الطويل فجميع العائلات الزراعية في الطويل مصيرها مثل مصير عائلة بني جامع بسبب استهداف الاحتلال للوجود الفلسطيني هناك .’
وعلى الجهة الأخرى من خربة الطويل ترقد مستوطنة ‘جيتيت ‘، حيث ينعم هناك المستوطنين بخدمات مميزة سواء من تسهيلات في السكن وفي مجال الزراعة أو حتى الخدمات الأخرى كالتعليم والسكن بصورة تعكس واقع العنصرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي. يشار إلى أن خربة الطويل تلك المنطقة الشفاغورية ارتبط اسمها لفترة ليست ببعيدة بالخضرة ووفرة المراعي والسهول الزراعية بسبب مناخها الشفاغوري الجميل، مما أهلها لتكون مقصد لعدد كبير من المزارعين ولمراعي الماشية في بلدة عقربا والقرى المجاورة، حيث يتم زراعة أرضها واستثمار مراعيها الزراعية.
ولكن ومنذ حرب عام 1967م والسكان البدو يمرون بصراع يومي مرير مع الاحتلال، هذا الاحتلال الذي دمر الأخضر واليابس وصادر مساحات شاسعة من أراضي خربة الطويل لصالح النشاطات الاستيطانية، فكانت مستوطنة ‘جيتيت’ المقامة على أراض الطويل من أولى المستوطنات الزراعية التي جرى تأسيسها في عقد السبعينات من القرن الماضي ومع مرور الوقت و الأزمنة أخذت المستوطنة بالتمدد والتوسع حتى باتت تشكل خطر حقيقي على تواجد المزارعين أصحاب الأرض في المنطقة، وعلى الأرض نفسها بسبب عملية التمدد والتوسع التي تمر بها المستوطنة.
لكن ومع هذا كله يصر سكان الطويل الاستمرار في التواجد في أراضيهم رغم انف الاحتلال، ورغم كل التحديدات التي يضعها الاحتلال للحد من التواجد الفلسطيني في الطويل وفي مناطق الأغوار، فرغم ما يقوم به الاحتلال من عمليات منظمة من هدم وتجريف وتخريف يبقى الإنسان الفلسطيني صامداً في وجه جميع مخططات الاحتلال حيث يستمد عزيمته وإرادته من الأرض التي تربطه بها تاريخ عريق وصلة قوية تقوم جرافات الاحتلال بتدميرها بأي شكل من الإشكال.
إن قوات الاحتلال ارتكبت انتهاكاً صارخاً بهدمها لمنشآت عائلة بني جامع وخاصة بعد أن أفقدتهم مأوى أطفالها ومصدر الزرق الوحيد، ويعد خرقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية منها اتفاقية جنيف الرابعة في المادة رقم 53 والتي نصت على: يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا اذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير)).
اعداد: