سلمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اهالي قرى بيت اكسا وبيت سوريك والنبي صموئيل شمال غرب مدينة القدس في الثامن والعشرين من شهر كانون أول من العام 2012 أمرا عسكريا يحمل رقم 89/06/ت (تمديد سريان 2) يقضي بتمديد مصادرة 456 دونما الاراضي الفلسطينية في القرى السابقة الذكر (بيت اكسا وبيت سوريك والنبي صموئيل) حتى الحادي والثلاثين من شهر كانون أول من العام 2015 من أجل استكمال بناء جدار العزل العنصري في تلك المناطق. والجدير بالذكر ان الامر العسكري الاسرائيلي رقم 89/06/ت قد صدر لاول مرة في العام 2006 وقضى بمصادرة 565 دونما من أراضي قرى بيت اكسا وبيت سوريك والنبي صموئيل لاغراض اقامة جدار ‘أمني’ في المنطقة بحسب ما جاء في الامر العسكري. ويبين الجدول رقم 1 تفاصيل الامر العسكري الاسرائيلي الصادر
جدول رقم 1: تفصيل الاراضي المستهدفة في كل من قرى بيت اكسا وبيت سوريك والنبي صموئيل شمال غرب مدينة القدس |
|
|
رقم الحوض |
الموقع |
1 |
النبي صموئيل |
2 |
موقع ظهر عمران |
2 |
بيت اكسا |
2 |
موقع الجريس |
3 |
موقع ارض خربة علوان |
4 |
موقع مرج الكنر |
5 |
موقع الكروم, الغربة |
6 |
موقع وعر أبو اسماعيل راس الرسن, حبيل سطليب, عرق عودة الوعر, زقيق الحسيني, حريقة العتب |
7 |
موقع ظهر يدو وناموس خطب |
8 |
موقع قطعة الطبيش, حريقة العروب |
9 |
موقع البرنس |
11 |
موقع خلة الفسد وحريق كسيم وشعب حمدان وحريق السيخة |
13 |
موقع حبل عقلة |
3 |
بيت سوريك |
3 |
موقع وادي الجوز |
المجموع |
456 |
المصدر: مجلس قروي بيت اكسا, كانون أول 2012
صورة رقم 1 & صورة رقم 2: الامر العسكري الاسرائيلي رقم 89/06/ت
مخطط جدار العزل العنصري الإسرائيلي شمال غرب مدينة القدس
(أولا): قرية بيت إكسا ومخطط جدار العزل العنصري الإسرائيلي:
تعرض مسار جدار العزل العنصري في قرية بيت إكسا لعدة تعديلات من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكان التعديلات الحاصلة قد تركزت في مناطق أثارت معضلات جغرافية لمسار الجدار في القرية حيث ارتكزت على حل مشاكل اعتبرت عثرة أمام سعي إسرائيل الاستمرار في بناء الجدار. فيما يلي تفصيل للتعديلات الخاصة على مسار جدار العزل العنصري في قرية بيت إكسا والأثر السلبي والمدمر على الأراضي والممتلكات في القرية:
تشير الخرائط التي نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية على صفحتها الالكترونية في كل من 30 حزيران 2004 و20 شباط 2005 إلى أن مسار الجدار سوف يضع قرية بيت إكسا بمعزل عن القرى الفلسطينية المجاورة لها في منطقة شمال غرب القدس، داخل منطقة العزل التي سوف تضم تجمع جفعات زئيف الاستيطاني وتجمعات استيطانية أخرى حول مدينة القدس إلى إسرائيل.
في الثلاثين من شهر حزيران من العام 2006، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية على صفحتها الالكترونية تعديلا جديدا على مسار جدار العزل العنصري في قرية بيت إكسا، حيث يقضي باستبعاد قرية بيت إكسا من منطقة العزل، ليحيطها الجدار من جهاتها الثلاث، الشرقية والجنوبية والغربية بينما تبقى الجهة الشمالية من القرية مفتوحة ليتسنى لأهالي القرية الخروج والدخول إلى القرية في أي وقت كان. إلا أن التعديل الصادر لا يصب في مصلحة أهالي قرية بيت إكسا بالرغم من أن المنطقة العمرانية في قرية بيت إكسا أصبحت خارج منطقة العزل، إلا أن الجدار يعزل غالبية أراضيها الزراعية والمناطق المفتوحة فيها التي تعتبر مصدر الرزق للعديد من العائلات الفلسطينية في هذه القرى هذا بالاضافة الى الأراضي التي تقوم عليها المستوطنات.
وبحسب ما ورد بالتعديل الأخير لمخطط جدار العزل العنصري (التعديل الصادر في الثلاثين من شهر نيسان من العام 2007) تبين أن الجدار من المفترض أن يمتد بطول 9 كم على أراضي قرية بيت إكسا ويعزل 7838 دونما (98% من مساحة قرية بيت إكسا الكلية والبالغة 7989 دونما) من الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية للقرية. وتشمل الأراضي المعزولة المناطق المفتوحة والأراضي الزراعية في القرية والأراضي الفلسطينية التي تقوم عليها المستوطنات الإسرائيلية وجزء صغير من المنطقة العمرانية في القرية. إلا انه على أرض الواقع، ما زالت قرية بيت إكسا بمعزل عن القرى الفلسطينية المجاورة في منطقة شمال غرب القدس، داخل تجمع جفعات زئيف الاستيطاني بحسب مخطط جدار العزل الصادر بتاريخ 20 شباط 2005، وانه بالرغم من التعديل الصادر على مسار الجدار الذي أقرته وزارة الدفاع الإسرائيلية في العام 2006 والعام 2007 إلا أنه لم يتم تنفيذ أي شيء على أرض الواقع كما و أن المدة التي تم تحديدها في الامر العسكري لاقامة الجدار قد انتهت, الامر الذي دفع بجيش الاحتلال الاسرائيلي باصدار أمر تمديد مصادرة للاراضي حتى يتسنى له تنفيذ المسار الجديد للجدار في المنطقة بحسب المخطط الاسرائيلي الصادر في الثلاثين من شهر حزيران من العام 2006 و مخطط 2007 واحكام عملية عزل القرى الفلسطينية السابقة الذكر عن مدينة القدس بعد ان كانت مدينة القدس القبلة الوحيدة لهم. والجدير بالذكر انه لا يسمح لأهالي القرية بالوصول إلى مدينة القدس، هذا بالإضافة إلى أن المخرج الوحيد لأهالي القرية هو عبر حاجز عسكري إسرائيلي تم إقامته على مدخل القرية الشمالي الغربي، ويسمح فقط لحملة هوية القرية (هوية بيت إكسا) بالدخول إليها والخروج منها (جدول رقم 3).
جدول رقم 2: تصنيف الأراضي المعزولة غرب جدار العزل العنصري في قرية بيت إكسا بحسب التعديل الصادر 30 نيسان 2007– محافظة القدس |
المساحة (بالدونم) |
تصنيف الأراضي |
العدد |
424 |
أراضي زراعية |
1 |
675 |
مناطق مفتوحة |
2 |
522 |
مستوطنات إسرائيلية |
3 |
145 |
منطقة الجدار |
4 |
1766 |
المجموع |
المصدر: قاعدة بيانات وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج 2012 |
مدينة رام الله بديل عن مدينة القدس
منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في شهر أيلول من العام 2000، فقد المواطنون القاطنون في قرية بيت إكسا والقرى الفلسطينية المجاورة ارتباطهم بمدينة القدس بعد أن كانت القبلة الوحيدة التي يقصدها المواطنون للاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية والعمل في المدينة، وأصبحت مدينة رام الله المكان الوحيد الذي يقصدونه لسد احتياجاتهم هذه من خلال السفر على الشارع الالتفافي الإسرائيلي رقم 443 حتى العام 2002. ومن ثم حظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين السفر على الشارع الالتفافي الإسرائيلي رقم 443 مما اضطر المواطنين في قرية بيت إكسا والقرى الفلسطينية المجاورة من السفر عبر طرق بديلة وملتوية وفقيرة للبنية التحتية بين القرى المختلفة وداخلها وتبعد أضعاف المسافة عن الشارع الالتفافي الإسرائيلي رقم 443 الذي كان يقصده الفلسطينيين للسفر بين القرى الفلسطينية شمال غرب القدس. وقد تم تطبيق حظر السفر على الفلسطينيين عبر الشارع الالتفافي الإسرائيلي رقم 443 بإقامة المعيقات الإسمنتية والحديدية والحواجز الطيارة وتحرير مخالفات وفرض غرامات على الفلسطينيين الذين يستعملون الشارع الالتفافي بالرغم من الحظر الإسرائيلي، الأمر الذي دفع بالكثير من المواطنين في قرية بيت إكسا والقرى الفلسطينية المجاورة إلى الهجرة إلى مدينة رام الله لتفادي المعيقات الإسرائيلية التي غالبا ما تسببت في تعطيل وتأخير في حركة المواطنين من والى عملهم هذا بالإضافة إلى الإهانات التي كان يتعرض لها المواطنين من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه الحواجز.
(ثانيا): قرية بيت سوريك ومخطط جدار العزل العنصري الإسرائيلي:
كان لخطة العزل العنصرية الإسرائيلية والمتمثلة ببناء الجدار اثر سلبي على بلدة بيت سوريك. فبحسب ما ورد بالتعديل الأخير لمخطط جدار العزل العنصري الذي تم نشره على الصفحة الالكترونية لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الثلاثين من شهر نيسان من العام 2007، تبين أن الجدار يمتد بطول 8 كم على أراضي بلدة بيت سوريك ويعزل 1766 دونما (30.6% من مساحة بلدة بيت سوريك الكلية ) من الجهة الجنوبية الشرقية والشمالية الغربية للبلدة. وتشمل الأراضي المعزولة المناطق المفتوحة والأراضي الزراعية في البلدة التي تشكل مصدر دخل للعديد من العائلات الفلسطينية في البلدة والأراضي الفلسطينية التي تقوم عليها المستوطنات الإسرائيلية وجزء من المنطقة العمرانية في البلدة (جدول رقم 3).
جدول رقم 3: تصنيف الأراضي المعزولة غرب جدار العزل العنصري في بلدة بيت سوريك – محافظة القدس |
المساحة (بالدونم) |
تصنيف الأراضي |
العدد |
424 |
أراضي زراعية |
1 |
675 |
مناطق مفتوحة |
2 |
522 |
مستوطنات إسرائيلية |
3 |
145 |
منطقة الجدار |
4 |
1766 |
المجموع |
المصدر: قاعدة بيانات وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج 2012 |
قرية النبي صموئيل ومخطط جدار العزل العنصري الإسرائيلي:
بحسب ما ورد بالتعديل الأخير لمخطط جدار العزل العنصري الذي تم نشره على الصفحة الالكترونية لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الثلاثين من شهر نيسان من العام 2007، تبين أن جدار العزل العنصري يعزل أراضي قرية النبي صموئيل بشكل كامل عن القرى الفلسطينية المحيطة المجاورة ويضعها ضمن تجمع ‘جفعات زئيف’ الاستيطاني الاسرائيلي, ضمن منطقة العزل. وتشمل الاراضي المعزولة في القرية الاراضي الزراعية والمناطق المفتوحة والمستوطنات اسرائيلية وغيرها (جدول رقم 4).
جدول رقم 4: تصنيف الأراضي المعزولة داخل جدار العزل العنصري في قرية النبي صموئيل – محافظة القدس |
المساحة (بالدونم) |
تصنيف الأراضي |
العدد |
652 |
أراضي زراعية |
1 |
544 |
مناطق مفتوحة وغابات |
2 |
467 |
مستوطنة إسرائيلية |
3 |
564 |
غابات |
4 |
18 |
منطقة عمرانية فلسطينية |
5 |
6 |
منطقة جدار |
6 |
10 |
منطقة إنشاءات |
7 |
2261 |
المجموع |
المصدر: قاعدة بيانات وحدة نظم المعلومات الجغرافية – أريج 2012 |
معاناة أهالي قرية النبي صموئيل جراء بناء جدار العزل العنصري
أظهر مخطط جدار العزل العنصري أن جدار العزل العنصري يضع قرية النبي صموئيل في معزل عن القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة وذلك بتطويقها بجدار العزل العنصري وضمها إلى تجمع ‘جفعات زئيف’ الاستيطاني، حيث تم فصل القرية عن قرى الجيب وبدو وبيت حنينا البلد وبيت اكسا التي تحيطها من جهاتها الأربع حيث كان سكان القرية يقصدونها للحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية. وتجدر الاشارة الى انه بعد أن قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار العزل العنصري في منطقة شمال غرب القدس, تم فصل الكثير من البلدات المحيطة بمدينة القدس عن المدينة نفسها، مما دفع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى إنشاء نفق طويل تحت الأرض بطول 1.5 كم تقريبا لربط شمال القدس مع شمال غربها حيث يربط هذا النفق بين تجمعات شمال القدس (وعددها حوالي ستة) من خلال قرية الجيب مع تجمعات شمال غرب القدس (وعددها حوالي تسعة) من خلال قرية بدو ويضطر الفلسطينيون يوميا للتنقل من خلاله للوصول إلى شمال القدس والى مدينة رام الله. أما قرية النبي صموئيل فقد كانت مرتبطة ارتباطا تاما مع تجمعات شمال القدس وشمال غرب القدس حيث أنها تقع في وسط المسافة بينهما، ولكن بعد أن قامت سلطات الاحتلال بقطع الطريق الواصل وحفر النفق تحت الأرض، فقد سكان قرية النبي صموئيل طريقهم الرئيسي ومدخل قريتهم مما زاد من معاناتهم وأصبحت طريقهم من خلال المستوطنات الإسرائيلية.
خاتمة
اعتادت دولة الإحتلال الإسرائيلي على سياسة فرض الامر الوقائع على الأرض وتنفيذ مخططاتها الإحتلالية والتوسعية بشكل أحادي الجانب بشكل لا يتماشى مع ما يحصل في محيطها من أحداث وتغييرات بذريعة حماية نفسها بالجدران العازلة ظنا منها أنها تجلب الأمن لدولة تحتل بالقوة العسكرية شعبًا لاكثر من خمسة أربعين عامًا.
ان الاعمال الاستيطانية بجمبع أنواعها التي تقوم بها دولة الاحتلال الاسرائيلي تتعارض والشرعية الدولية والقانون الدولي ولن تقود إلى سلام عادل مع الفلسطينيين وهي ايضا تجسيد حقيقي لعقيدة العزل المتغلغلة في السياسات الإسرائيلية للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة الامر الذي لا يترك مجالا للشك بان جدار العزل العنصري الإسرائيلي لا يعدو كونه خدعة إسرائيلية لمصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية لصالح الاغراض الاستيطانية والتوسعية المختلفة والتي تهدف في النهاية الى اعادة رسم حدود دولة الاحتلال من جديد للانقضاض على فرص السلام مع الفلسطينيين.