الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يهدم منزلا و يخطر عدد من المنشات.
الموقع: خربة بيت نوبا / محافظة رام الله.
تاريخ الانتهاك: 12 كانون أول 2012م.
الانتهاك:
يعد تجمع بيت نوبا السكاني جنوب غرب رام الله شاهداً على جرائم تدمير وتهجير سكان قرى اللطرون الفلسطينية عام 1967 وامتداداً لمأساة عمرها عشرات السنين. فعلى الرغم من المأساة التي لحقت بهم نتيجة تهجيرهم من قريتهم عام 1967م لصالح خدمة المخططات الإسرائيلية إلى أراض قرية بيت لقيا أقاموا هناك مجدداً تجمعاً أطلق عليه بيت نوبا نسبة إلى قريتهم المهجرة والتي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنهم ورغم هذا مازالوا في كل يوم يعيشون قصة جديدة تعكس الواقع المرير الذي آلو إليه من تشريد وهدم للبيوت والمساكن.
ففي صباح يوم الأربعاء 12 كانون أول 2012 داهمت قوة من جيش الاحتلال برفقة جرافة عسكرية تجمع خربة بيت نوبا غرب مدينة رام الله، حيث هدمت قوات الاحتلال جزءاً من منزل تبلغ مساحته 20 متراً تم إضافته في شهر آذار من عام 2010م إلى منزل بنيَ قبل أكثر من 20عاماً تبلغ مساحته 100م يعود في ملكيته للمواطن شريف محمد إبراهيم القاضي (33عاماً) حيث يأوي البيت 7 أفراد من بينهم 5 أطفال.
الصور 1+2: المسكن المهدوم
من جهته أكد المزارع شريف القاضي لباحث مركز أبحاث الأراضي انه في شهر نيسان من عام 2011م تلقى إخطاراً بوقف البناء بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو، حيث جرى توكيل محام لمتابعة الموضوع وبعد عدة جلسات في محكمة بيت آيل الإسرائيلية تم رفض الترخيص، وأقرت المحكمة أن المنطقة التي بني عليها المنزل هي منطقة مغلقة عسكرياً، ففي 12 كانون أول 2012 جرى تنفيذ قرار الهدم الصادر عن المحكمة دون رحمة أو شفقة.
قرارات جديدة بالهدم:
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال لم تكتف بهدم جزء من المنزل، بل سلمت إخطاراً عسكرياً بهدم مزرعة لتربية عجول التسمين تبلغ مساحتها 220م2 وتحتوي على 22 عِجلاً حيث تعود ملكية المزرعة للمواطن حسام احمد محمد ريان وتعد المزرعة وسيلة لإعالة 4 معاقين حركياً.
الصور 3-5 : المزرعة والإخطار الموجه لها
يذكر أن الاحتلال برر عملية الإخطار بالهدم بالبناء في منطقة مغلقة عسكرياً بحسب وصف الاحتلال، حيث تبعد المزرعة مسافة 80متراً عن الجدار العنصري. كما وسلم الاحتلال إخطاراً بالهدم للنصب التذكاري لشهداء الجيش المصري الذين خاضوا معركة الدفاع عن قرى اللطرون ( بيت نوبا، يالو، عمواس) عام 1967م، مع الإشارة إلى أن النصب الذي تم بناءه في الأول من تموز 2012 موجود على بقايا مقبرة الجيش المصري هناك.
الصورة 6 النصب التذكاري المهدد
عملية ترحيل جماعية للسكان:
تجدر الإشارة إلى أن عملية الترحيل الجماعية للسكان في خربة بيت نوبا لا تعد الأولى وليست الأخيرة، فهي تعتبر ضمن سلسلة من العمليات التي تهدف في نهاية المطاف إلى تهجير السكان بالكامل من خربتهم، فخلال السنوات القليلة الماضية تم هدم وتهجير العديد من البيوت في القرية التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء. حيث نستذكر من البيوت التي تم هدمها في خربة بيت نوبا منزل عائلة حسن مصطفى ريان، محمود عبد الرحيم ريان، محمد اشرف القاضي، موسى الحديدي والانتهاء في شهر نيسان من عام 2011م بهدم الجمعية التعاونية في بيت نوبا والتي كانت مصدر دخل 12 عائلة زراعية في خربة بيت نوبا، حيث كانت الجمعية تستخدم في تربية 5 آلاف طير من الدجاج اللاحم، مع الإشارة إلى أنها شيدت في عام 1979م
صورة7: الجمعية الزراعية المهدومة
و قد برر الاحتلال الإسرائيلي عمليات الهدم والتهجير بالبناء العشوائي ضمن منطقة مغلقة عسكريا و لا يوجد بها أي مخطط هيكلي معتمد لدى الاحتلال الإسرائيلي.
قرية بيت نوبا في سطور:
ويعيش في خربة بيت نوبا اليوم 200 فلسطيني من اللاجئين في تجمع سكاني يحمل اسم قريتهم الأصلية، وهي إحدى قرى اللطرون المدمرة، والتي تبعد عن مكان لجوئهم 40 مترا لا أكثر.. ففي عام 1967م بعد احتلال الضفة الغربية مباشرة، دمر الاحتلال الإسرائيلي قرى اللطرون وهجر السكان بالكامل الذين كانوا يتوزعون على ثلاث قرى هي عمواس و يالو و بيت نوبا و تم تهجير السكان بالكامل إلى قرى بيت سرا و خربثا مصباح و بيت لقيا.
أما بالنسبة لأهالي بيت نوبا فقد هجر معظمهم إلى خارج حدود فلسطينين التاريخية، و قسم قليل سكن في الجزء الغربي من أراض قرية بيت لقيا أطلقوا عليها اسم بيت نوبا نسبة لقريتهم التي جرى تهجيرهم قسرا عنها و تبعد مسافة 40مترا عنهم. تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي في عام 1969م أنشا مستوطنة ميفو حرون على أنقاض قرية بيت نوبا المهجرة و تم تحويل مسجد القرية إلى منتزه لهؤلاء المستوطنين. في حين حول أراض قرية يالو إلى مزارع للأبقار أما قرية عمواس فقد تحولت إلى مستوطنة أطلق عليها بارا كندا.
يعاني السكان في بيت نوبا اليوم من قوانين الاحتلال الجائرة التي منعتهم من البناء في المنطقة وكدست أكثر من 60 عائلة في 20 منزلا فقط، تفتقر لمتطلبات الحياة الأساسية، لكن سكانها يتمسكون بالصمود وحلم العودة. حيث ينحدر السكان من عائلتين رئيسيتين هما: القاضي وريان.