قررت اللجنة الوزارية المكلفة بشرعنة البؤر الاستعمارية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي منح محلات تجارية في سوق الخضار القديم بالبلدة القديمة من الخليل وما يعرف ب ‘ الحسبة ‘ لمجلس المستعمرات الإسرائيلية في الخليل. وجاء هذا القرار كرد على القضية المرفوعة لدى ‘ المحكمة العليا الإسرائيلية ‘ والتي تقدمت بها ‘ حركة السلام الآن ‘ بالتعاون مع لجنة اعمار الخليل والتي تطالب بإخلاء المستعمرين من بعض محلات السوق، وجاء فحوى القرار بأنه ‘ سيتم إخلاء المستعمرين المقتحمين لهذه المحال ومن ثم تسليمها لمجلس المستعمرات ‘ .
لجنة اعمار الخليل وفي معرض ردها على هذا القرار فقد أدانته بشدة وقالت في بيان لها، أن هذا القرار يأتي في سياق المخطط الاستعماري لتهويد البلدة القديمة من الخليل وتعزيز وجود المستعمرين فيها وإفراغها من سكانها الأصليين بعد السيطرة على ممتلكاتهم دون مسوغ شرعي، واعتبرت أن هذا القرار يهدف للقضاء بشكل نهائي على جميع الإمكانيات القانونية والسياسية لإعادة فتح سوق الخضار القديم باعتباره المركز التجاري الأساسي لمدينة الخليل وإعادة المحلات التجارية المسلوبة هناك لمالكيها الفلسطينيين .
وكانت لجنة اعمار الخليل قد حصلت على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية في شهر آذار 2011 يقضي بإخلاء المستعمرين فوراً من محلات آل العويوي الواقعة في سوق الخضار القديم بالقرب من البؤرة الاستعمارية ‘ ابراهام افينو ‘، وان هذا القرار جاء تأكيداً على قرار لجنة الاعتراضات العسكرية في مستعمرة ‘ عوفر ‘ عام 2008 والذي قضى بإخلاء المستعمرين من المحلات المذكورة . تجدر الإشارة إلى أن أطماع المستعمرين في الاستيلاء على سوق الخضار القديم ‘ الحسبة ‘ في البلدة القديمة قد بدات في العام 1982 حيث استولى المستعمرون على بعض المحال التجارية هناك وحولوها الى بؤرة استعمارية اطلق عليها اسم ‘ ابراهام افينو ‘ .
وفي العام 1994 وبعيد المجزرة التي نفذها المستعمرون في الحرم الإبراهيمي استولى المستعمرون على 4 محلات تجارية في السوق ، وفي العام 1997 استولوا على 7 محلات أخرى ، وفي العام 2001 تم إغلاق المنطقة بالكامل، من خلال الأوامر العسكرية الإسرائيلية.
إجراءات المستعمرين في المحال التجارية :
نفذ المستعمرون المستولون على المحال التجارية في سوق الخضار ‘ الحسبة ‘ اعتداءات عدة على هذه المحال، تتلخص في تكسير أبواب بعض هذه المحال – والتي تعد ملكاً لبلدية الخليل– والدخول إليها والإقامة فيها، كما قام المستعمرون بهدم الجدران الخلفية للمحال والدخول إليها وعمل أبواب خلفية لها حتى لا يظهر للعيان إزالة الأبواب المقفلة، كما قام المستعمرون بتحويل بعض هذه المحال إلى حظائر لأغنامهم فضلاً عن إحراق بعض الأغراض التي تركها مالكي المحلات فيها.
الهدف من كل هذا :
لا يخفى على احد أن ما يقوم به المستعمرون من عمليات استيلاء على ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة، اذ يتلخص الهدف في التوسع الاستعماري في هذه الممتلكات وخاصة توسعة البؤرة الاستعمارية ‘ ابراهام افينو ‘ .
من آثار إغلاق السوق :
ترك إغلاق سوق ‘ الحسبة ‘ آثاراً سلبية على المواطنين في مدينة الخليل ، ومنها :
1- الأثر الاقتصادي: إذ حرم عشرات التجار من مزاولة أعمالهم في متاجرهم بعد الاستيلاء عليها .
2- الحد من حرية الحركة: حيث أدى الاستيلاء على سوق الحسبة وتواجد المستعمرين وجنود الاحتلال في المنطقة إلى الحد من حرية الحركة والتنقل بين أحياء البلدة القديمة.
3- التهجير: عمل الاستيلاء على سوق الحسبة إلى تهجير بعض السكان عن محالهم ومنازلهم في ظل اعتداءات المستعمرين عليهم .
4- أفسح المجال أمام المستعمرين للتغلغل والاستيلاء على مناطق أخرى من البلدة القديمة.