كشف معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) أن جرافات الاحتلال الاسرائيلي قد شقت طريقا استيطانيا جديدا خلال الشهرين الماضيين يلتف حول مستوطنة أبو غنيم الاسرائيلية من الجهة الجنوبية الشرقية. ويهدف الطريق الاستيطاني الجديد الموضح بالخارطة المرفقة الى ما يلي:
أولا:- خلق تواصل جغرافي داخل المستوطنة نفسها وتهيئة المناطق المفتوحة التي تحيط بالمستوطنة لتنفيذ المخططات الاستيطانية المقترحة من قبل الحكومة الاسرائيلية التي تكشف عن وجود مستوطنتين جديدتين في المنطقة المجاورة لمستوطنة أبو غنيم (مستوطنة هار حوما) في محافظة بيت لحم، الأولى تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمستوطنة هار حوما (مستوطنة أبو غنيم – ‘هار حوما ج’) حيث تم شق الطريق الاستيطاني الجديد بينما تقع الثانية في الجهة الشمالية الغربية للمستوطنة (‘هار حوما د’). وجاء الطريق الالتفافي الجديد ليستبق الاحداث حيث سوف يتم ربطه مع الطريق الاستيطاني الرئيسي التابع للمستوطنة سواء للمستوطنين القادمين من مدينة القدس (شمال غرب) أو أولئك القادمين من المستوطنات الاسرائيلية في تجمع غوش عتصيون الاستيطاني (جنوب شرق). صورة رقم 1
ثانيا:– ان شق الطريق الاستيطاني الجديد سوف يعزز من تنفيذ المخططات الاستيطانية المستقبلية حول مستوطنة أبو غنيم (مستوطنة هار حوما) الواقعة جنوب مدينة القدس, اذ أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لطالما سعت الى تعزيز الوجود الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في محيط مدينة القدس لتحقيق مخططها المنشود والمعروف باسم ‘مخطط القدس الكبرى’ الذي من خلاله سوف تعمل اسرائيل على ضم التجمعات الاستيطانية الاسرائيلية الكبرى التي تحيط بمدينة القدس الاسرائيلية الى اسرائيل وتخلق واقع جغرافي وديموغرافي يصعب تغييره في المستقبل باعادة رسم حدود مدينة القدس لتضم أكبر عدد ممكن من المستوطنات الاسرائيلية الى حدودها الجديدة من خلال بناء جدار العزل العنصري في الوقت نفسه استبعاد 12 تجمعا فلسطينيا خارج حدود مدينة القدس وعزل ما يقارب 120 ألف فلسطيني عن المدينة.
ثالثا: تشهد المنطقة العمرانية في محيط مستوطنة أبو غنيم الاسرائيلية توسعا استيطانيا ملحوظا يهدف في مضمونه الى الاستيلاء على أراضي اضافية في تلك المنطقة والتي منها ما تم مصادرتها وأخرى عزلها جدار الفصل العنصري. كما يهدف هذا الزحف الاستيطاني الرهيب الجاري في المستوطنة حاليا, بالرغم من انتقادات المجتمع الدولي لهذه التوسعات, يهدف الى خلق تواصل جغرافي بين المنطقة العمرانية القائمة وتلك المخطط لها في المستقبل. وبحسب المخطط الهيكلي المقترح لمستوطنة أبو غنيم الذي أعدته بلدية القدس الإسرائيلية فان المستوطنتين الجديدتين المقترحتان في المخطط الهيكلي الاستيطاني التابع لمستوطنة أبو غنيم سوف تحتلان ما مساحته 1080 دونما اخرى الامر الذي سوف يزيد من مساحة المنطقة العمرانية للمستوطنة (مستوطنة جبل أبو غنيم) لتصبح 1516 دونما. وسوف تحتل مستوطنة جبل أبو غنيم (هار حوما) و المستوطنتين الجديدتين (حال الانتهاء من بنائهما) ما مساحته 2500 دونما من أراضي محافظة بيت لحم. فيما يلي صورة توضيحية للتوسع الاستيطاني الحاصل لمستوطنة أبو غنيم الاسرائيلية ما بين الاعوام 2007 و 2012.
رابعا:- ان شق الطريق الاستيطاني الجديد يعتبر الخطوة الاولى نحو تنفيذ المخطط الاستيطاني في المنطقة والمعروف باسم ‘هار حوما ج’. والجدير الذكر أنه في الرابع من شهر نيسان من العام 2012, أعلنت دائرة أراضي اسرائيل عن طرح عطاءات لبناء 800 وحدة استيطانية جديدة في المنطقة المعدة للبناء في منطقة ‘هار حوما ج’.
خامسا:- ان بناء جدار العزل العنصري حول مستوطنة أبو غنيم وضمها لمدينة القدس قد مهد الطريق امام الحكومة الاسرائيلية للمضي قدما في مخططاتها لتأمين حياة أفضل للمستوطنين في الضفة الغربية وخصوصا أولئك القاطنين في المستوطنات الاسرائيلية داخل مدينة القدس ومحيطها بغض النظر عن العواقب المترتبة على تنفيذ هذه المخططات والتي تتمثل في عزل مدينة القدس عن باقي محافظات الضفة الغربية وقطع التواصل الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية المحيطة بالمدينة هذا بالاضافة الى مصادرة الاراضي الفلسطينية الزراعية والمناطق المفتوحة في خطوة من شأنها ان تحد من التوسع العمراني الفلسطيني في المستقبل وتلحق خسائر فادحة بالمزارعين الفلسطينيين نتيجة لخسارتهم أراضيهم التي كانت تمثل مصدر رزق لهم.
ملخص:-
لا تنفك الحكومة الاسرائيلية عن تنفيذ مخططاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة في انتهاك واضح وصريح للقوانين والاعراف الدولية منها قرارت مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة و معاهدة جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب الصادرة المؤرخة بتاريخ 12 آب من العام 1949 والاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين. وفيما يلي بعض منها: (1) قرار مجلس الامن رقم 242 لسنة 1967: و الذي يدعو الى انسحاب القوات الإسرائيلية المسلحة من الأراضي التي احتلتها في العام 1967, و يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، والحاجة إلى العمل من اجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة ان تعيش فيه بامان. وقرار مجلس الامن رقم 446 لسنة 1979 الذي اكد على عدم شرعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس و اعتبارها عقبة خطرة في وجه السلام في الشرق الأوسط. وقرار مجلس الامن رقم 452 لسنة 1979 الذي يدعو فيه مجلس الأمن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 بما فيها القدس. والقرار رقم 465 لسنة 1980 : الذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك, وطالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات. كذلك نصت الفقرة 6 من المادة 49 من معاهدة جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب الوؤرخة بتاريخ 12 آب من العام 1949 على انه ‘ لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءاً من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها‘ . كما تنتهك إسرائيل البنود الأخرى لمعاهدة جنيف الرابعة و خصوصاً المادة53 التي ‘تحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير’.
:::::::::::_
[1] المخطط الهيكلي الاستيطاني الاسرائيلي الذي أعدته بلدية القدس الإسرائيلية – المخطط الهيكلي 2020
[2] مجمع مستوطنات غوش عتصيون في الجنوب, ومجمع مستوطنات معاليه أدوميم في الشرق و مجمع مستوطنات جفعات زئيف في الشمال هذا بالاضافة الى مستوطنة أبو غنيم و مستوطنتي غيلو وهار جيلو.
اعداد: