الحدث: إجبار نحو 200 فرداً على إخلاء مساكنهم بهدف إجراء التدريبات العسكرية.
المكان: منطقة الأغوار الشمالية – خربة الميتة.
تاريخ الحدث: 6 حزيران 2012.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي خربتي يرزا والميتة.
الانتهاك:
منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية أعلن الاحتلال الإسرائيلي على أن منطقة الأغوار الفلسطينية عبارة عن حدود دولة الاحتلال الشرقية ولا يمكن التفاوض عليها تحت أي سبب كان فهي في نظر الاحتلال لا تقل أهمية عن منطقة القدس، ومن هنا شرّع الاحتلال القوانين والأنظمة التي تضمن السيطرة التامة على مناطق الأغوار الفلسطينية.
يذكر أن الاحتلال قد سبق وأعلن عن ما يزيد عن 70% من مناطق الأغوار مناطق تدريب لجيش الاحتلال ومناطق مغلقة عسكرياً عدى عن كونها مناطق ألغام أرضية يمنع تواجد الفلسطينيين فيها، فكان الخاسر الوحيد ضمن هذه المعادلة هو المزارع الفلسطيني الذي تعتبر أرض الأغوار مصدر الدخل والغذاء له ولأطفاله عبر استغلال أراضي الأغوار بالزراعة وتربية المواشي رغم قلة الإمكانيات المتاحة و تضاؤل المراعي يوماً بعد يوم بسبب مسلسل مصادرة الأراضي الذي لا يقف عند حد معين، ورغم هذا يصّر المزارع الفلسطيني على غرس جذوره بالأغوار فهو يتخذ الصفيح والخيش بيت له ومن تربية المواشي مصدر للدخل والغذاء له وهو بذلك عبر بيته البسيط يشكل شوكة حادة في حلق الاحتلال وهو يعّطل ويفّشل إلى حد كبير مشاريع الاستيطان والتهويد في الأغوار الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم صباح الثلاثاء 6 حزيران 2012 على إجبار سكان خربة يرزا البالغ عددهم (128 نسمة) وخربة الميتة البالغ عددهم (67 نسمة) على النزوح من خيامهم بحجة إجراء تدريبات عسكرية في المناطق التي يقع فيها التجمعين، مع الإشارة هنا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر مناطق التي توجد فيها المضارب البدوية مناطق إطلاق نار ومناطق مغلقة عسكرياً.
صورة 1: جيب عسكري يقوم بالدورية للتأكد أن السكان البدو قد نزحوا
صورة 2+3: عمليات النزوح صوب حمامات المالح
صورة 4+ 5: تبين آثار جنازير الدبابات في محيط خربة الميتة
من جهته أكد المحامي احمد الملاح المستشار القانوني في محافظة طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘هناك استهداف مقصود للوجود الفلسطيني في الأغوار وما تمارسه سلطات الاحتلال في الأغوار الفلسطينية يندرج تحت مسمى جريمة حرب ضد الإنسانية وخرق واضح للقوانين الدولية الداعية إلى حماية المدنين زمن الحرب، ورغم هذا فإن هذا الاحتلال يلقى الدعم من المجتمع الدولي الذي يقف عاجز إلى اليوم عن اتخاذ قرارات تحمي الفلسطينيين من بطش الاحتلال’.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقدم الاحتلال على تحويل بيوت الفلسطينيين إلى ثكنات عسكرية كما هو في الأغوار بل تكرر المشهد نفسه مرات عديدة على مدار سنوات الاحتلال، و والنتيجة الحتمية سقوط المئات ما بين شهيد وجريح وأسير بيد الاحتلال.
فلعل المزارع مفلح خالد بني عودة ابن التسعة عشر ربيعاً لأكبر شاهد على الجرائم التي يقترفها الاحتلال في كل يوم، حيث فقد شقيقه الأكبر مروان قبل عام ونصف أثناء قيامه هو وشقيقه برعي الأغنام في المنطقة المعروفة باسم عين حلوة في قلب الأغوار الشمالية، حيث أن رصاصه خرجت من بندقية احد جنود الاحتلال أثناء عملية التدريب العسكري في ربيع عام 2010م لتستقر في صدر مروان والذي نقل على الفور إلى مستشفى جنين الحكومي وليستشهد هناك، بلا أي ذنب سوى انه يقطن في بيته وفي أرضه التي لطالما احتضنته ولكن هذا لا يروق للاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة التهديد والوعيد.
يذكر أن المتابع لأمور الأغوار يدرك تماماً أن الاحتلال الإسرائيلي يتصيد الفرص المناسبة والكفيلة في ضرب الوجود الفلسطيني في الأغوار ومحاولة كسر عزيمته وإصراره على البقاء على ما تبقى من تراب الأغوار الفلسطينية، ففي كل عام يسعى الاحتلال إلى تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى إفشال مشروع تربية الأغنام وإلى ضرب المحاصيل الزراعية الصيفية عبر جنازير الدبابات وأجيج الرصاص التي تنطلق على أمل إلحاق أكبر ضرر بالفلسطينيين والتسبب في إلحاق الأذى والخسائر المادية عبر إتلاف المحاصيل التي انتظر نموها يوماً بعد يوم وكرّس أوقاتاً طويلة في متابعتها والعناية بها، كذلك قتل أغنامه مصدر الدخل لديه وإلحاق الضرر بالمواليد الجديدة ومصادرة المراعي التي تعتمد عليها في سد جوعه.