الانتهاك: ضخ مياه الصرف الصحي باتجاه الأراضي الفلسطينية في واد قانا.
تاريخ الانتهاك: الأول من شهر آذار 2012.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة رفافا الإسرائيلية .
الجهة المتضررة: المزارعون في منطقة واد قانا.
تقديم:
تعتبر منطقة واد قانا من أكثر المناطق في شمال الضفة الغربية التي تشهد التنوع الحيوي ووفرة النباتات الطبية، حيث أهّلها هذا لتكون مقصداً للباحثين في مجال التنوع الحيوي، كذلك الباحثين عن يوم جميل في ظل الطبيعة المميزة. إلا أن الاحتلال الإسرائيلي من خلال المستوطنات الإسرائيلية السبع القائمة على امتداد منطقة واد قانا، حوّل المنطقة إلى منطقة موبوءة بالاستيطان والتلوث الناتج عن بعض المستوطنات الإسرائيلية التي تضخ مياه الصرف الصحي لتلقى طريقها في وديان منطقة واد قانا، مما انعكس ذلك بشكل سلبي على جمال المنطقة، وعلى التنوع الحيوي بها.
فإلى الجنوب الغربي من منطقة واد قانا حيث مستوطنة ‘رفافا’ والتي تعتبر بؤرة لنشر التلوث والأمراض المختلفة، فعلى الرغم من النداءات المستمرة الداعية إلى حل مشكلة الصرف الصحي الصادرة عبر العّبارات المهترئة التابعة لمستوطنة ‘رفافا’ . والتي تضخ مياهها في واد قانا متسببة كوارث بيئية حقيقية، بل تعدى هذا إلى إغراق مساحات شاسعة من الأراضي بمياه الصرف الصحي مؤدياً ذلك إلى موت العشرات من الأشجار و تحويلها من أشجار مثمرة معطاءة إلى أشجار يابسة بفعل مياه الصرف الصحي.
صورة (1+2) واد قانا المستهدف
تبقى مشكلة واد قانا دون حل إلى اليوم بل زاد هذا إلى درجة تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم، ففي صباح يوم الخميس الأول من شهر آذار 2012 أقدم المستوطنون من مستوطنة ‘رفافا’ على ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي باتجاه وديان منطقة واد قانا، والتي تقدر مساحتها ب70 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون حيث ساعدت الأمطار الغزيرة إلى جريان مياه الصرف الصحي لمسافات بعيدة مشكلة مكرهة صحية في المنطقة ومؤدية إلى تلوث مساحات واسعة من الأراضي على امتداد 4 كم من مجرى مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي الملوثة.
من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا لباحث مركز أبحاث الأراضي ‘ إن ضخ مياه الصرف الصحي من قبل مستوطنة ‘رفافا’ لا يعد المرة الأولى، فهؤلاء المستوطنون يتحججون بالعّبارات المعطلة التي تربط شبكة الصرف الصحي للمستوطنة بداخل الخط الأخضر بأنها هي السبب في ضخ مياه الصرف الصحي نحو الوديان، وأن الموضوع يتم متابعته من قبل سلطات الاحتلال ولكن الواقع عكس ذلك، فالعبارات لم يتم إصلاحها منذ زمن طويل ونحن مجلس بلدي ديرستيا تقدمنا بعدة شكاوي للجانب الإسرائيلي ولكن دون أي جدوى فقط نحصل على مجرد وعود ليس أكثر، بل علاوة على ذلك لا يفوت المستوطنين موسم الأمطار إلا وضخوا كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي باتجاه الوديان انطلاقاً من المستوطنة المذكورة وذلك بحجة تلويث الوادي الجميل غير آبهين بقوانين حماية الطبيعة التي يحاول الاحتلال فرضها كحقائق على الأرض على الفلسطينيين، بينما المستوطنون يتجولون ويغرسون الدمار والخراب على الأرض’.
تجدر الإشارة إلى أن مياه الصرف الصحي لها بالغ الأثر السلبي ليس فقط على النباتات بل إذا زاد تركيزه فان ذلك سيترك تأثيراته السلبية على التربة نفسها من خلال رفع نسبة السمية بالتربة وبالتالي جعلها غير صالحة للزراعة على المدى القريب. علاوة على الأثر السلبي للمياه على انتشار الحشرات والقوارض بالإضافة إلى الخنازير البرية التي تساهم في انتشار الأمراض المختلفة.
تشهد مستوطنة ‘رفافا’ المقامة على أراضي بلدة ديرستيا ( حوض رقم 7) ازدياداً ملحوظاً في عملية البناء والتوسع بشكل واسع النطاق، بحيث تشمل أعمال التوسع بناء عشرات الوحدات السكنية الثابتة، بالإضافة إلى وضع عدد كبير من الكرفانات المتنقلة على الأراضي المحيطة بالمستوطنة تمهيداً لاستيعاب عدد جديد من المستعمرين فيها، بالإضافة إلى ذلك تشهد المستوطنة أعمال بناء كنيس ديني للمتطرفين اليهود بحيث يكون هذا الكنيس مركز لتغذية روح الكراهية والعداء ضد العرب والفلسطينيين وكذلك ليصبح مركزاً لتجميع المتطرفين في المنطقة.
تأسست مستوطنة ‘رفافا’ عام 1991م على أراضي قرية دير ستيا في محافظة سلفيت، وبلغ عدد المستعمرين 703 مستعمراً، وبلغت مساحة البناء 436 دونماً. يذكر أن مستوطنة ‘رفافا’ كغيرها من المستوطنات الواقعة على أراضي بلدة ديرستيا تساهم في ابتلاع وسرقة الأراضي الزراعية من البلدة بالإضافة إلى كونها مصدر تلويث للبيئة الفلسطينية من خلال ضخ النفايات السائلة والمجاري في الأراضي الزراعية في المنطقة، حيث حولتها من مناطق خلابة إلى مكرهة صحية بفعل تلك المستوطنات في المنطقة، حيث أن حكومة الاحتلال والمستعمرين لا يتقيدون بالقوانين والأعراف الدولية التي توضح كيفية التعامل والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة، حيث يظهر هذا جلياً في قيام المستعمرين بإلقاء النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي دون معالجة في وديان بلدة ديرستيا والقرى والبلدات المجاورة.
اعداد: