الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يخطر بوقف البناء لبئري و مسكن في الأغوار الشمالية.
الجهة المعتدية: لجنة التفتيش الفرعية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: أهالي المنطقة.
تاريخ الانتهاك: 13 آذار 2012.
مقدمة
تعتبر المياه الفلسطينية عصب الحياة في الضفة الغربية بشكل عام وفي مناطق الأغوار بشكل خاص، حيث تتميز مناطق الأغوار بكونها واقعة على الحوض المائي الشرقي وبأنها سلة فلسطين الغذائية لوفرة المساحات الشاسعة القابلة للزراعة وطبيعة المناخ الغوري الذي يناسب تلك الزراعات كذلك المياه عصب الحياة هناك. لكن مع قدوم الاحتلال الإسرائيلي تبدد حال الأغوار الفلسطينية، حيث فرض الاحتلال الإسرائيلي قيوداً شديدة على حق الفلسطينيين في الحصول على المياه فاحتكر لنفسه حق التنقيب عن المياه ومنع أهالي الأغوار من التنقيب، حتى الآبار الارتوازية القديمة التي كانت قائمة قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م سعى الاحتلال على تجفيفها وتحويل مياهها إلى مياه ضحلة ومالحة لا تصلح لأنواع كثيرة من النباتات.
و النتيجة النهائية كانت ضرب قطاع الزراعة هناك بالإضافة إلى ضرب الوجود الفلسطيني في الأغوار وحرمان السكان من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم المواثيق والأعراف الدولية. في المقابل وعلى الجهة المقابلة هناك انتعاش ملحوظ لقطاع الزراعة في المستوطنات الزراعية في الأغوار، تلك المستوطنات التي أقيمت بالأساس لإحكام سيطرة الاحتلال على المنطقة، فهي يوماً بعد يوم تتمدد وتلتهم الأراضي الزراعية على حساب المزارع الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن ما تسمى لجنة التفتيش الفرعية التابعة للاحتلال الإسرائيلي أخطرت صباح الاثنين 12 من شهر آذار 2012 بوقف العمل في تأهيل نبعتين للمياه في منطقة الأغوار الشمالية، حيث أن الأولى تقع في منطقة عين حلوة والأخرى تقع في منطقة حمامات المالح وذلك بحجة البناء دون الحصول على ترخيص في المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو. حيث بحسب الإخطارات العسكرية أمهل السكان هناك حتى 29 من شهر آذار 2012 وهو موعد جلسة البناء والتنظيم في محكمة بيت ايل التابعة للاحتلال وذلك للنظر في قانونية تأهيل النبعتين هناك.
منطقة عين حلوة في الأغوار الشمالية
تعتبر منطقة عين حلوة في واد المالح التابعة لمناطق الأغوار الشمالية من المناطق التي تشتهر بوفرة الينابيع المائية هناك، حيث تبعد عن مدينة طوباس مسافة 18كم شرقاً، حيث كانت تعرف بالماضي بأنها عصب الحياة في منطقة المالح وتعد في الوقت ذاته عصب الزراعة هناك.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وكنتيجة حتمية لحفر عدد من الآبار الارتوازية بالقرب من منطقة عين حلوة تم تجفيف الينابيع المائية هناك في منطقة عين حلوة، مما أدى إلى انحسار كمية الماء في الينابيع, وباتت المياه شحيحة لدرجة أنها لا تلبي الحد الأدنى من حاجة السكان من مياه الشرب ولا تفي سد عطش الأغنام والماشية هناك. وعلى الرغم من هذا حصل أهالي الأغوار على الدعم من عدد من المؤسسات المانحة ‘مؤسسة كير الدولية’ لعمل مساطب مائية تنظم ما تبقى من مياه المنطقة في محاولة للاستفادة من المياه في ما تبقى من مياه الوادي، وهذا بدوره أثار حفيظة الاحتلال الإسرائيلي الذي بدوره اصدر إخطاراً عسكرياً بوقف العمل في تلك المساطب عبر الإخطار الأخير سالف الذكر.
تقع في الجهة الشرقية من قرية التياسير على مسافة 4 كم شرقاً حيث كانت في الماضي تشتهر بوفرة المياه الساخنة والباردة هناك وكانت مقصد للباحثين عن الراحة والسياحة العلاجية في الماضي، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 200 دونم مزروعة بالقمح كانت تعتمد على الري من تلك التبعة. و بسبب تجفيف الينابيع الحارة والباردة هناك من قبل الاحتلال الإسرائيلي أدى ذلك إلى انحصار المياه هناك وتحويلها إلى مياه ضحلة تستخدم فقط لسد عطش الأغنام بعد يوم حار في المراعي الحيطة.
يذكر انه تم التبرع من قبل أحد المؤسسات الدولية بإقامة مساطب مائية في المكان تخدم السكان البدو ورعاة الأغنام، لكن الاحتلال سلّم إخطاراً عسكرياً بوقف البناء بهدف تعطيل أي محاولة للنهوض بتلك المنطقة من جديد.
الانتهاك:
في السياق ذاته سلمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الثلاثاء 13 آذار 2012 المزارع ساطي أحمد زامل من منطقة الحمة في منطقة واد المالح إخطاراً عسكرياً يتضمن وقف البناء لمسكنه المصنوع من الصفيح بحجة البناء دون ترخيص في المنطقة C من اتفاق أوسلو . يشار إلى أن عائلة المواطن المذكور تتكون من 11 فرداً من بينهم 7 أطفال يقطنون في تلك المنطقة، حيث تندرج عملية الإخطار العسكري بوقف البناء ضمن مخطط الاحتلال لإفراغ المنطقة لصالح النشاطات الاستيطانية هناك.
اعداد: