الحق في السكن الملائم… هدم مساكن ومنشآت
إجبار مواطن على هدم محله التجاري في واد حلوة بسلوان: في الأول من شباط 2012 قام المواطن أكرم العباسي مجبراً بهدم محله الخاص بالألمنيوم في حي وادي حلوة ببلدة سلوان, وقال العباسي إنه تلقى إنذاراً من بلدية الاحتلال تخطره فيه بأن البناء غير قانوني وغير مرخص وصدر بحقه قرار إزالة وهدم، وتم تخييره بين هدم المحل بنفسه أو قيام البلدية بتنفيذ ذلك مقابل دفع أجرة العاملين والآليات، وتكلفتها عالية جداً، ما دفعه لهدم محله بيده.
بلدية الاحتلال في القدس تهدم مسكناً وبركساً في بيت حنينا:
في يوم الخميس الموافق 9 شباط 2012 قامت بلدية الاحتلال بهدم مسكناً وبركساً في حي واد الدم الكائن في بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، ويعودان للمواطن عز الدين عبد الحميد أبو نجمة (61عاماً)، حيث تم تشريده وعائلته المكونة من 12 فرداً 2 منهم أطفال.
وأفاد المواطن أبو نجمة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، حضرت جرافة تابعة لبلدية القدس يُرافقها موظفون من البلدية، وما يقارب 30 شُرطياً (من القوات الخاصة) لحمايتهم، وقام عدداً من الأشخاص الذين أتوا برفقة البلدية بإخراج بعض من أثاث المنزل قبل أن تشرع الجرافة بهدمه كلياً، ويتكون المسكن من غرفتين وحمام ومطبخ وممر وتبلغ مساحته 100م2، وتم هدم أيضاً بركساً للخيول، حيث كان يأوي الخيل، إضافة إلى سور استنادي حول المنزل على قطعة الأرض البالغة مساحتها 200م2، واستغرق الهدم حوالي ساعة ونصف الساعة.
وأضاف أبو نجمة: أعتبر نفسي مُستهدفاً، فهذا هو الهدم الرابع لمسكني، الأول كان عام 1996، والثاني عام 2002، والثالث في العام 2008 واليوم نحن في العام 2012 ليكون الهدم الرابع، وإن الذي يقف وراء هدم مسكني بشكل مباشر ومتعمد موظف حكومي يُدعى ‘ميخا’ ويعمل في بيت ايل، حيث كان يهددني بهدم مسكني بكل مرة، وبالفعل كان يهدم، واليوم بعد الهدم ، كان يقف على مسافة بعيدة ويراقب موقع الهدم. ويضيف المواطن أبو نجمة :في كل مرة يُهدم فيها مسكني تكون الحِجة مُختلفة، فمرة يعود السبب كون البناء بدون ترخيص من البلدية، فتقدمت بعدها بطلب رُخصة بناء، فرفضت البلدية وطلبوا مني شهادة ملكية للأرض، فأحضرت لهم شهادة ملكية للأرض وإثباتات قانونية من مجلس قروي بيت حنينا، وبعد رؤيتهم للوثائق الثبوتية أعلنوا أنه لا يجوز البناء في هذه المنطقة، والآن يعتبرون أن المسكن غير مسكون وغير مستعمل، فإذا كان كذلك، لمن هذا الأثاث، وهذه الثلاجة المملوءة بالطعام ؟
إن قوات الاحتلال ارتكبت انتهاكاً صارخاً بهدمها لمساكن وبركسات عائلة أبو نجمة وخاصة بعد أن أفقدتهم مأوى أطفالها، ويعد خرقاً للاتفاقيات والمعاهدات الدولية منها اتفاقية جنيف الرابعة في المادة رقم 53 والتي نصت على: يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا اذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير)).
الاحتلال يهدم مسكناً في الصُوانة ويُشرد أباً وطفله:
في يوم الاثنين الموافق 13 شباط 2012 توجهت جرافة بلدية الاحتلال إلى حي الصُوانة، تُرافقها قوات كبيرة من الشُرطة الخاصة وحرس الحدود، حيثُ شرعت بهدم مسكن يعود للمواطن أحمد محمد ناصر البغدادي (34) عاماً، وتًبلُغ مساحة المنزل 85م2 والمُكون من غرفتين نوم وصالة ومنافعهم، ويسكن فيه المواطن أحمد (مُطَلَق) وولدهُ الوحيد طاهر (3) سنوات.
ويقول أحمد البغدادي لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: لقد بُني المنزل قبل 17 عاماً، أي في العام 1995 ولكنني سكنته قبل أربع سنوات (2008) والذي كان يُستخدم قبل ذلك كحظيرة للأغنام ولتربية الدجاج، حيث قُمتُ بتنظيفه واتخذته كمأوى، بعدها قامت البلدية بتصوير المسكن أكثر من مرة، ثُم وجهت لي البلدية إنذاراً بِالهدم بِحجة البناء دون ترخيص، وتم عرض الأمر على المحكمة التي حكمت بتغريمي 200 ألف شيقل، كل شهر 500 شيقل, وأي تأخير يُقابل بـ سجن 5 أيام.
بعدها تقدمت من خلال المُهندس يوسف عويسات لطلب رُخصة بناء، لكن الطلب قوبل بالرفض من قِبل البلدية والسبب أن هذه الأرض يُحظر البناء فيها، وبعد قرار المحكمة تم توجيه إنذارين بالهدم، على الرُغم من صُدور أمر المحكمة، وتابع القضية المُحامي مُهند جبارة.
ويًضيف قائلاً: لكن اليوم عند الساعة التاسعة صباحاً وبدون سابق إنذار حضرت قوات كبيرة من القوات الخاصة وحرس الحدود والخيالة، وقاموا بإغلاق المنطقة من كافة الجِهات، وطلبوا منا الخروج من المسكن، وكان معهم عُمال أثيوبيون حيث قاموا بِإخراج بعض الأثاث من المنزل قبل أن تقوم جرافة جنزير بهدم المنزل بصورة كُلية، والآن ليس لي ولطفلي مأوى نسكُنه, فبيتُنا قد هُدم، وخسائري تُقدر بحوالي 450 ألف شيقل، عدا عن تكاليف أجرة الهدم التي سأتكبدُها.
تحت جنح الظلام …. الاحتلال يهدم منزلين في بلدة جبع وشرد ساكنيه
في يوم الأحد الموافق 26 شباط 2012 قامت جرافات الاحتلال بهدم منزلين في منطقة جبع، وتعود ملكيتهما للشقيقين موسى سالم موسى كعابنة، وشقيقه أحمد سالم موسى كعابنة، وذلك بحجة عدم الترخيص والسكن ( غير القانوني ) في المنطقة.
وأفاد الشيخ موسى كعابنة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي : في حوالي الساعة الرابعة عصراً من مساء يوم السبت حضرت قوة عسكرية وقامت بجولة حول مساكننا دون أن يسألوننا أو يحدثوننا، فقط قاموا بجولتهم وانسحبوا، وعند الساعة 11:30 مساءً، سمعنا أصوات مُحركات الجرافات والآليات العسكرية التي أتت من أجل أن تقوم بهدم منزل أخي أحمد كعابنة (متزوج وله 4 أطفال ). وكانت برفقتهم الإدارة المدنية وضابط من مستوطنة ‘آدم’ القريبة من المساكن، وأكثر من 60 جُندياً قاموا بمحاصرة المساكن ومنعوا أحد من الاقتراب منها، وقاموا بتهديد شقيقي أحمد بالاعتقال حينما حاول الاعتراض على الهدم. ويضيف الشيخ موسى :وكان برفقة الجنود عُمال، حيث قاموا بإخراج الأثاث من داخل المسكن بشكل جزئي، بعدها شرعت جرافات الاحتلال والبالغ عددها 2 بهدم المسكن المبني من الإسمنت والمسقوف بالصفيح، والذي تبلغ مساحته 50 متراً مربعاً، والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام.
وبعد الانتهاء من عملية هدم منزل أخي ، تقدمت آليات الاحتلال نحو منزلي، وتوقفت أمامه، وأمروا العُمال بإخلاء المنزل من الأثاث، حيث قاموا بإخراج عائلتي المكونة من 7 أفراد 5 منهم أطفال ، أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 6 أشهر، وكان هذا في حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل ثم هدمت جرافات الاحتلال المنزل الذي تبلغ مساحته 55 متر مربع، والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام وبرندة صغيرة.
واستمر الهدم لغاية الساعة الواحدة والنصف فجراً. وبعد الانتهاء أخبرهم الضابط العسكري أنه سيعود قريباً لهدم ما تبقى من مساكن. هذا وتُقدر خسائر المنزلين بـ 50,000 شيقل، وهم الآن يسكنون الخيام التي قدمتها لهم وكالة الغوث في الأمم المتحدة . وهذا ليس الهدم الأول ، فقبل 4 أشهر تم هدم بركسين ومنزل للعائلة .ويضيف الشيخ موسى: إن مُعاناتنا لا يمكن وصفها، فنحن نسكن والقلق يُحيطنا من كل صوب، فأثناء الليل تكون المنطقة شبه عسكرية من كثرة وجود جنود الاحتلال في محيطنا وداخل أراضينا، عدا عن أن المضايقات التي يقوم بها مستوطنو ‘آدم’ الذين يحاولون الوصول لمساكننا والاعتداء عليها، إن أطفالنا يُعانون من الوصول إلى مدارسهم، فشارع الموت ( وهو شارع حزما الذي شهد العديد من الحوادث التي أودت بحياة الكثير من المواطنين) يفصل بين مساكننا والمدارس التي تقع في بلدة جبع، فطريقهم الوحيد للوصول إلى المدرسة يتم من خلال (قناة) ارتفاعها حوالي متر واحد من أجل أن يصلوا إلى الشطر الآخر من بلدة جبع. وهذه القناة تكون بالشتاء ‘طين’ وبالحر تكون وكراً للأفاعي والزواحف السامة.
هذا ويسكن عرب الكعابنة منطقة جبع منذ السبعينيات، قبل أن تُقام مستوطنة ‘آدم’ والتي تتوسع شيئاً فشيئاً على أراضي جبع، وتحاول سلطات الاحتلال إزالة مساكنهم وطردهم من المنطقة من أجل توسيع المستوطنة وضم أكبر جزء ممكن والسيطرة عليه.
ويختم الشيخ موسى كلامه بالقول: مهما حاولوا أن يمارسوا ضغطاً علينا، سواء هدم مساكننا أو اعتقالنا، فلن نرحل عن أرضنا، نحن السُكان الأصليين …وسنبقى باقون.
هدم وتجريف
قوات الاحتلال تهدم ملعب ومقهى ثقافي للأطفال والناشئين في واد حلوة – سلوان: عند الساعة السادسة والنصف صباح يوم الاثنين 13 شباط 2012، قامت قوات من الشُرطة الإسرائيلية في مُحاصرة حي واد حلوة في سلوان، ومنعت الدخول إليه من كِلا جِهتيه، وما هي بلحظات حتى قامت جرافة تابعة لبلدية الاحتلال بمُداهمة ملعب واد حلوة الذي تبلغ مساحته 800 م2، وشرعت بتكسير محتوياته .
وكانت قوات من الشرطة الخاصة يُقدر عددها 50 شُرطياً وموظفون من بلدية الاحتلال وسُلطة الطبيعة قد داهموا الموقع، وكان برفقتهم عدداً من المسؤولين يضعون أقنعة على وُجوههم، وكانوا يُشرفون على عملية المُداهمة والتحطيم، عُرف منهم ‘أفيتار كوهن’ المسؤول في سُلطة الطبيعة بعد أن خلع قناعه عند الانتهاء من الهدم، وأيضاً موظف من جمعية العاد الاستيطانية، وقد عُرف من مناداة المسؤولين لهُ بعد الانتهاء من الهدم حيث قامت الشُرطة بنقله معهم بعدما قال لهُم ضابط من الشُرطة: (إنَه من العاد).
ويقول جواد صيام المسؤول في مركز واد حلوة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي : إن بلدية الاحتلال تسعى مُنذ سنوات إلى مُصادرة قطعة الأرض (الملعب) وتحويله إلى موقف لسيارات اليهود الذين يأتون لزيارة البُؤر الاستيطانية في الموقع، وأشهرها جمعية ‘عير ديفيد’ الإسرائيلية، وتُحاول البلدية التلاعب من أجل السيطرة عليها، وتم رفع دعوى في المحكمة ضد بلدية الاحتلال، وأعربنا من خلالها عن رفضنا لإقامة موقف للسيارات، وأن يتم استبدال الفِكرة في ملعب أو أمور خدماتية تُقدم لِأهل الحي وذلك للاستفادة منها، خاصةً وأن البلدة معدومة من الخدمات المُقدمة من البلدية، مع أن المواطنين يدفعون ضريبة الأرنونا التي – من المفروض -مُقابلها تكون الخدمات، وتقتصر الخدمات في البلدة على تنظيف الشوارع. وتفتقد للملاعب والأماكن العامة وغيرها.
وأضاف: قبل عامين تم جمع تبرُعات من سُكان البلدة من أجل بناء الملعب، وكان يحتوي أيضاً على مقهى ثقافي بسيط، وتفعيل نشاطات رياضية مثل كرة التنس إضافة إلى إسطبل صغير للخيل، لكن اليوم تم تدمير كل شيء في الموقع من أجل عدم إعادة استخدامه، والذي يُعتبر المَنفذ الوحيد لِأطفال الحي والذي أقاموه على حساب أهل البلدة، عدا عن ذلك فقد حاولوا مُصادرة طاولة تنس وأمور أخرى، حيث تم تحميلها في شاحنة قبل أن يتصدى لهُم شُبان من الحي وأرغموهم على إرجاعها.
مصادرة واستيطان
مُصادرة أرض في حي الصوانة لصالح الحدائق التلمودية: في 13 شباط 2012 صادرت بلدية الاحتلال بالقدس أرضاً تقع في حي الصوانة قُرب مُستشفى الهلال الأحمر في القٌدس، وتعود للمواطن سمير فروج، وذلك من أجل تحويلها إلى حديقة توراتية. فعند الساعة 11:30 توجهت جرافة تابعة لبلدية الاحتلال إلى الموقع وقامت بهدم السور الذي يحيط بقطعة الأرض والتي تبلغ مساحتها 3 دونم، كما قام موظفو البلدية بإزالة السياج المُحيط بالأرض، وتم وضع أكياس ثقيلة مليئة بالأتربة في قطعة الأرض المُصادرة لضمان عدم استغلال الأرض من أصحابها.
وأثناء عملية المُصادرة، توجه المواطن سمير فروج هو وعائلته إلى أرضهم، وتجمع عدد من المواطنين في قطعة الأرض، وقام المواطنون بحجز سيارة تابعة لسُلطة الطبيعة، حيث كانت تقوم بالمراقبة على العمل. وحضرت الشُرطة الإسرائيلية واعترض لها أصحاب الأرض والمواطنين. وقال الضابط ‘منير جابر’ لصاحب الأرض، إن عليه التوجه إلى مركز الشرطة لاستيضاح الأمر لكن الدولة لها الحق في مُصادرة الأرض التي تراها صالحه لها. كما حضر للمكان مسؤول يعمل في مكتب أراضي إسرائيل وقال: إن هذه الأرض تمت مُصادرتها لصالح سلطة الطبيعة من أجل إقامة حديقة تلمودية بالمكان.
الاعتداء على الأماكن الدينية:
( سنصلبكم … الموت للمسيحية )…. تهديدات وشعارات مُسيئة على جدران الكنيسة المعمدانية / القدس المحتلة :
في 20 شباط 2012 أقدم مُتطرفون يهود على كتابة شعارات استفزازية ومُعادية للديانة المسيحية على جدران الكنيسة المعمدانية في القدس الغربية، وذلك تحت شعار ‘دفع الثمن’ وهي مجموعة إرهابية من المُتطرفين اليهود الذين يعتدون على المُقدسات الإسلامية والمسيحية خاصة وعلى الممتلكات الفلسطينية عامة في كافة مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة.
حيث قاموا بكتابة شعارات مُسيئة وإهانات تمس بالسيد المسيح ومريم العذراء، إضافة إلى تهديد المسيحيين من خلال ما كتبوه ‘ سنصلبكم ..الموت للمسيحية’. كما قاموا بثقب عجلات 3 سيارات كانت تقف على مدخل الكنيسة، وأيضاً لم تسلم من الكتابات العُنصرية ضد المسيحيين، وهذا ثاني اعتداء على كنائس المسيحية في القدس، ففي 7 شباط قامت نفس المجموعة التي تُطلق على نفسها شعار ‘دفع الثمن’ بكتابة شعارات مُسيئة ضد المسيحيين على جدران دير وادي الصليب، وهي نفسها التي قامت أيضاً بالاعتداء على مسجد النبي عُكاشة ومقبرة مأمن الله في القدس المحتلة.
ووصفت بطريركية اللاتين الحدث بأنه إرهابي وأنه يمس بالديانة المسيحية، لما حملته الشعارات من كراهية وتحريض وحقد ضد المسيحية وكنائسها. وطالبت الجهات المسؤولة بفتح تحقيق بهذا الاعتداء بحق الكنيسة، ومعرفة الفاعلين. وتُهاجم هذه العصابات ما تبقى من أملاك فلسطينية في القدس الغربية المُحتلة عام 1948 وتعتدي عليها بالكتابات وإشعال النيران كما فعلوا بمسجد عُكاشة، إضافة إلى الاعتداءات على المواطنين العرب وممتلكاتهم .
وفي كُل اعتداء على المُقدسات، تعلن الشُرطة بأنها ستُلاحق الفاعلين، لكنها تقوم بصرف النظر عن الموضوع، والتستر على الفاعلين. ولو أن كنيساً يهودياً تعرض لمثل هذه الاعتداءات لكان الأمر مُختلفاً، واتهموا العرب بِالديباجة المعهودة ‘ مُعاداة السامية ‘!!!
اعتداءات متكررة بحق المسجد الأقصى
شهد المسجد الأقصى المبارك انتهاكاً صارخاً واعتداءات متواصلة، وذلك من خلال الاقتحامات المُنظمة التي يقودها المُتطرفون اليهود والأحزاب اليمينية المُتطرفة، تمهيداً للسيطرة عليه باعتباره جبل الهيكل المزعوم وبناء الهيكل فوق أنقاضه، فكانت اقتحامات المستوطنين لباحاته والاعتداء على المُصلين من قِبل شرطة الاحتلال ومنعهم من الوصول إليه من خلال إقامة الحواجز على أبوابه.
ففي يوم الأحد المُوافق 12 شباط 2012 دعا حزب الليكود المُتطرف أعضاءه ومُناصريه إلى اقتحام ساحات المسجد الأقصى وذلك للتأكيد على سيطرتهم على ما أسمونه ‘جبل الهيكل’ وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه. وكان على رأس المُقتحمين ‘موشيه بيغلين’ العضو الليكودي المُتطرف والذي تنافس مؤخراً مع بنيامين نتنياهو على زعامة حزب الليكود.
هذا وقد وزعت على مواقع الإنترنت صورة للإعلان الذي أطلقه حزب الليكود لاقتحام المسجد الأقصى في الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد. وقد جاء في الإعلان :
معاً، مع آلاف المُشاركين، وبرئاسة الزعيم الليكودي موشيه بينغلين ، ندعوكم إلى الصعود إلى جبل الهيكل، لنعلن للعالم من هناك عن قيادتنا الصحيحة وتأكيداً على سيطرتها على جبل الهيكل. ولِنُطهر المكان من سارقي الأراضي, ولنبني البيت المُقدس (الهيكل) فوق أنقاض المسجد، وليس هُنالك داعي للخوف مُطلقاً.
وقد حذر المُفتي العام الشيخ محمد حسين من خطورة هذه الخطوة الاستفزازية التي تمس بحرمة وقُدسية المسجد الأقصى، خاصة وأن هذه الدعوات تأتي مِن قِبل حزب الليكود الذي يترأس حكومة الاحتلال حالياً، وما يترتب على هذه الحملة من انعكاسات خطيرة.
وفي يوم الأربعاء الموافق 15 شباط 2012 اقتحم عدد من جنود الاحتلال ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، وقاموا بالتجوال فيه بحماية الشرطة الإسرائيلية، وكان معهم دليلهم الذي كان يشرح لهم عن المكان، ويُقدر عدد الجنود بحوالي 13 جندياً، منهم ضباط.
وقال أحد المُرابطين في المسجد الأقصى والذين تواجدوا منذ ساعات الفجر داخل المسجد لباحث مركز أبحاث الأراضي: إن هذه الاقتحامات المتكررة لجنود الاحتلال للمسجد الأقصى وبالزي العسكري، ما هو إلا استفزاز للمواطنين، وإثبات سيطرتهم على المكان. فقبل أيام قليله ، كانت هنالك دعوات لإقتحام ساحات المسجد من قبل متطرفين عن حزب الليكود , وأيضاً دعت نِساء يهوديات مُتطرفات لاقتحام المسجد الأقصى . لكن تواجد المُصلين في المسجد الأقصى وتكثيف وجودهم ، أفشل هذه المُخططات ، والتي تُعتبر بنفس الوقت اختبار لِمدى ردة فعل المواطنين في حال تم السماح للمُتطرفين باقتحام المسجد.
وفي يوم الأحد الموافق 19 شباط 2012 كانت هُنالك دعوات لاقتحام المسجد الأقصى مرةً أخرى من قِبل المتطرفين، وعند ساعات الفجر، قامت شُرطة الاحتلال بنصب حواجز على مداخل المسجد الأقصى، والبلدة القديمة، وتم نشر قوات مُعززة من الشرطة في مداخل البلدة وحولها، وقامت بالتدقيق في بطاقات المواطنين القادمين للمسجد الأقصى للصلاة فيه، وقامت بحجز بطاقاتهم عند الأبواب، وكان هُنالك انتشار كثيف لقوات الشرطة داخل ساحات المسجد الأقصى، وعند حوالي الساعة 08:45 قامت الشرطة بإدخال عدد من المُتطرفين إلى داخل باحات المسجد الأقصى، مما أدى إلى استفزاز مشاعر المُعتصمين داخل المسجد الذين ردوا في التكبير والهتافات وإلقاء الحجارة نحو المُتطرفين الذين كانوا بحماية الشُرطة، ثُم قامت قوات إضافية من الشرطة في اقتحام ساحات المسجد ومُحاصرة المواطنين في داخل المسجد الأقصى وإطلاق القنابل الصوتية والغاز المُسيل للدموع على جموع المُعتصمين. واعتدت على عدد من المُصلين بالضرب وقامت باعتقال 15 شاباً كانوا متواجدين على أبواب المسجد الأقصى وقامت بنقلهم إلى مخفر القِشلة في باب الخليل.
وفي يوم الثُلاثاء الموافق 21 شباط 2012 قامت قوات الشرطة بالسماح للمُتطرفين بالدخول للمسجد الأقصى بعد أن منعت دخول المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 50 عام من الدخول للمسجد الأقصى، حيث قامت بنصب الحواجز على مداخل المسجد الأقصى وسمحت للمُتطرفين (البالغ عددهم 22 فرداً) بالدخول إلى ساحات المسجد بحماية قوة معززة من الشُرطة، وجرت هنالك مواجهات بين المُصليات الفلسطينيات والشُرطة اُعتقل فيها 4 فتيات واقتيدوا إلى مركز شُرطة القشلة.
وفي يوم الأربعاء 22 شباط 2012 دعا مستوطنو ‘كريات أربع’ المستوطنين للتوجه إلى ما أسموه جبل الهيكل عبر حافلات مجانية من أجل اقتحام المسجد الأقصى والصلاة فيه، وعند الساعة الثامنة مساءاً، توافد عدداً كبيراً من اليهود المُتطرفين بمناسبة الشهر العبري إلى حائط البراق عبر مسيرة استفزازية بالبلدة القديمة، حيث كانوا يقومون باستفزاز المواطنين الفلسطينيين بهتافاتهم العنصرية وكانت قوات كبيرة من الشرطة ترافقهم لتوفير الحماية لهم. كما قامت الشرطة بإرغام أصحاب المحلات التجارية على إغلاق محلاتهم أثناء مرور المسيرة الصهيونية.
وعند الساعة التاسعة والنصف كانوا قد تجمعوا عند باب المغاربة، وكانوا ينادون عبر مكبرات الصوت من أجل جمع التبرعات لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى .
وفي يوم الخميس 23 شباط 2012 عند الساعة 08:30 صباحاً، قامت قوات الاحتلال بالسماح للمستوطنين من ‘كريات أربع’ – والمقامة عنوة على أراضي مدينة الخليل- (والذين كان عددهم 36 مُتطرف) بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى عبر بوابتين الأولى باب المغاربة، والثانية باب السلسلة وقامت بإغلاق 3 بوابات بوجه المواطنين لتمنع دخولهم للمسجد، وحاول المُعتصمون داخل ساحات المسجد الأقصى – والذين استطاعوا الوصول إليه – التصدي للمُتطرفين عبر التكبير والهُتاف، وقامت قوات الشُرطة باعتقال عدد من المُعتصمين داخل ساحات المسجد، لكن لم يستطيع المُتطرفون استكمال جولتهم الاستفزازية نتيجة التصدي لهم من قِبل المُعتصمين، فقامت الشرطة بإخراجهم من باب السلسلة، ثُم قامت بحملة اعتقالات على بوابات المسجد الأقصى لمن تواجد بداخله، واقتادتهم للتحقيق، وكان حوالي 100 مواطن من بينهم نساء وكبيري السن قد توجهوا إلى شرطة القشلة في باب الخليل للتحقيق معهم قبل تسلمهم بطاقات هوياتهم التي احتجزتهم باب المسجد عند دخولهم.
في يوم الجمعة 24 شباط 2012 إندلعت مواجهات بين المُصلين وقوات الاحتلال عقب انتهاء الصلاة، حيث قامت قوات الاحتلال باقتحام ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة وباب السلسلة وباب الأسباط، وقامت بإلقاء كميات كبيرة من قنابل الغاز والقنابل الصوتية اتجاه المواطنين، والاعتداء عليهم بالهراوات والضرب المُبرح، مما أدى إلى وقوع عدة إصابات بين المواطنين الذين قاموا بإلقاء الحجارة ضد قوات الشرطة.
وأفاد الحاج إسماعيل الرازم لباحث مركز أبحاث الأراضي: بعد الانتهاء من صلاة الجمعة سمعنا أصوات قنابل الصوت وهي تنهمر على المُصلين من باب المغاربة، وتبين أن قوة من الشرطة قد اقتحمت المسجد من ثلاث جهات، حيث قاموا بضرب المُصلين بالهراوات ودفعهم، ثُم قاموا بإلقاء قنابل الغاز على أبواب قبة الصخرة حيث كانت النساء بداخله.
وقال آخر : كان هُنالك أعداد كبيرة من الشرطة تقوم بمُلاحقة المُصلين داخل ساحات المسجد الأقصى وتقوم بالاعتداء عليهم بشكل وحشي، فقد كان بالقرب مني شاب يحاول الهرب والابتعاد عن الشرطة لكنهم قاموا باللحاق وضربه بشكل مُبرح وهو مُلقى على الأرض. كما كانت الشرطة تلقي القنابل الصوتية باتجاه المواطنين بمسافات قريبة (بشكل مُتعمد) من أجل تفريقهم، مما أدى إلى إصابة العديد من المُصلين نتيجة ذلك، والذين تم نقلهم إلى مستشفى المقاصد في الطور.
هذا وامتدت المواجهات إلى أحياء البلدة القديمة في باب حطة وباب المجلس وشارع الواد، حيث قام الشُبان بإلقاء الحجارة اتجاه شُرطة الاحتلال التي ردت بإطلاق الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية اتجاههم، ثم انتقلت المواجهات لتشمل أحياء معظم أرجاء مدينة القدس، فقد اندلعت مواجهات في كلِ من سلوان ورأس العامود والعيسوية والطور وعناتا ومخيم شعفاط، والرام ومخيم قلنديا، والتي استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، والتي كان حصاد ذلك اليوم الشهيد طلعت عبد الرحمن رامية 25 عام من بلدة الرام والذي أستشهد إثر إصابته بعيار ناري في الصدر كان قد أطلقه عليه جنود الاحتلال الذين تمركزوا على مدخل البلدة أثناء وقوع المواجهات, عدا عن إصابة عدد من المواطنين بالأعيرة المطاطية والرصاص الحي في مناطق المواجهات.
انتهاكات بحق الأفراد
الاحتلال يلهو ويستهتر في قنبلة الصوت عبر إلقاءها مُباشرة نحو أب يحمل طفلته: في يوم الأحد الموافق 12 شباط 2012 تم الاعتداء المُتعمد من قِبل شرطي من حرس الحدود على المواطن رامي عصمت يوسف عبيد بينما كان هو وعائلته المكونة من زوجته وابنته (رفيف 3 سنوات) وابنه (هادي 6 أشهر) حينما قام بإلقاء قنبلة صوتية في اتجاههم أثناء وقوع المواجهات في البلدة.
حيث أفاد المواطن رامي لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: كنت عائداً من عملي إلى منزل عائلة زوجتي في العيسوية، وكان ذلك في حوالي الساعة الثالثة والنصف مساءً ، وعندما وصلت كان هناك مواجهات في البلدة بين الشُبان وشرطة الاحتلال التي كانت تُطلق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي ضد الشُبان، وخوفاً على أطفالي من استنشاق الغاز المُسيل للدموع ومن أصوات القنابل التي أرعبتهم، قررت العودة للمنزل مع زوجتي وأطفالي، وعندما خرجت كُنت أحمل ابنتي رفيف (3سنوات) ومتوجهين نحو السيارة، وكانت سيارة شُرطة وحوالي 4 من قوات حرس الحدود يوجهون أسلحتهم نحو الشُبان، وعندما رآنا أحدهم، قام بإلقاء قنبلة صوتية باتجاهنا والذي كان يبعد عني حوالي 5 أمتار، وهو يرى أنني أحمل ابنتي وزوجتي تحمل ابني، فاصطدمت القنبلة في وجهي وارتدت إلى الخلف ثُم انفجرت قبل أن تصل الأرض ، مما أدى إلى (شرخ) أنفي، حيث بدأ ينزف كميات كبيرة من الدم، وكنت أسمع صوت ابنتي وهي تصرخ وتبكي، والتي أُصيبت بالهلع نتيجة دوي صوت القنبلة، وتوجهت نحو الشُرطة وكنت اصرخ فيهم: لماذا تُطلق القنبلة علينا وأنت ترانا عائلة ومعنا أطفال؟؟ لكنه قام بدفعي.
ويضيف رامي: بعدها تم نقلي إلى مستشفى جبل الزيتون، وبقيت هُناك أكثر من ساعتين دون علاج، ثُم قام الطبيب بتشخيص حالتي فقام بتحويلي إلى مشفى هداسا عين كارم وذلك لسوء حالة أنفي، وتوجهت إلى هداسا عين كارم وهناك تم إجراء صور أشعة وفحوصات، تبين أن هنالك ثُقب في الوجه مع تهشم عظمة الأنف، كما وتم تحديد موعد لإجراء عملية جراحية،ى وبقيت في هداسا لمدة ثلاث أيام، حيث كنت وما زلت أشعر في صعوبة في التنفس وانسداد في أنفي.
وقالت رفيف ( 3 سنوات ) عندما سألها الباحث : ماذا حصل لوالدك ؟ فترد قائلة :’الجيش ضرب بابا ورمى علينا قنبلة وبابا كان كلو دم وأنا خفت منو ‘
الاحتلال يعتدي على عائله داخل منزلها قبل أن يعتقل أبناءها:
قامت قوات من شُرطة الاحتلال بالاعتداء على عائلة العيساوي في داخل منزلها وذلك يوم الأحد الموافق 12 شباط 2012 في بلدة العيسوية، والتي كانت تشهد مواجهات بين الشُبان وقوات الشُرطة وحرس الحُدود.
وأفادت شيرين طارق أحمد العيساوي، 33 عاماً وتعمل مُحامية والتي تم الاعتداء عليها لباحث مركز أبحاث الأراضي: في حوالي الساعة الرابعة عصراً كُنت عائدة إلى منزلي، وكانت هُنالك مواجهات بين شبان البلدة وُقوات الاحتلال المتمثلة في حرس الحدود والقوات الخاصة، وعندما دخلت المنزل كانت أمي وزوجة أخي وأطفالها الذين كانوا يبكون من صوت قنابل الصوت التي كانت تدوي خارج المنزل. ونظرت من خلال النافذة فوجدت 3 سيارات شُرطة تقف باب المنزل، وكان هُنالك شرطي يقوم بتصويب بندقيته نحو الشُبان، بحيث أنه اتخذ من البيت غطاءاً له، وقتها خرجت وطلبت منه أن يبتعد عن المنزل لأنه في هذه الحالة سيقوم الشُبان بإلقاء الحجارة على المنزل كونه مُختبئ بداخله، فبدأ بالصراخ علي وهو يتقدم نحوي ويقول لي من أنت لتطلُبي مني أن أرحل، أنا استطيع الدخول إلى داخل المنزل أيضاً، في هذه اللحظة لحق به 3 من أفراد الوحدة الخاصة، وحاولوا الدخول إلى المنزل، وكان معهم ضابط المنطقة ويُدعى ‘إريك’، فقال ماذا يحصل؟ فأخبرته ماذا حصل، فقال لي انه يُريد الدخول لرُبما هنالك شُبان يختبئون داخل المنزل، لكن الباب كانت زوجة أخي قد أغلقته عندما سمعت الصُراخ خوفاً على أطفالها، فأحضر شُرطي آلة من الحديد تُستخدم لخلع الأبواب، لكنهم اكتشفوا الباب الخلفي الذي كان مفتوح، فدخل شُرطي وقام بفتح الباب من الداخل لقوات الشُرطة، حينها قام شُرطي بضربي ولطم وجهي بالحائط أكثر من 5 مرات، وكانت تقف والدتي التي بدأت بالصُراخ فقام شُرطي آخر بضربها على كتفِها بواسطة الحديدة التي كان سيخلع الباب بها، وبدأوا يضربوننا ونحن ملقون على الأرض بأيديهم وأرجلهم داخل المنزل، وكانوا يضربوننا على جميع أنحاء أجسادنا وخاصة الرأس، واستمروا بالضرب لمدة نصف ساعة، وسمعت صوت أخي شادي (31 عام) الذي كان على مدخل المنزل يسأل ماذا يحصل ؟؟ ما هذا ؟؟ فقامت قوة من الشُرطة بضربه والاعتداء عليه وكان عددهم حوالي 6، ثُم قاموا بتقييدي أنا وأخي شادي وسحبنا إلى داخل سيارة الشُرطة، التي قامت بنقلنا إلى مخفر حرس الحدود الجديد على أطراف العيسوية والذي رفض أن يتسلمنا نتيجة الضرب والكدمات على وجوهنا، حيث سمعت أحد المسؤولين في المخفر يُخاطب الشُرطة بأنه لن يكون مسؤول عن حالة الاعتقال هذه، فتم نقلُنا إلى مخفر شارع صلاح الدين، وهُناك كان في انتظارنا قوات من الشُرطة مُقنعين، الذين انهالوا علينا بالضرب بأيديهم وأرجلهم (وهذه الوحدة كُنت أسمعهم يُنادون عليها عبر أجهزة الإرسال بالوحدة 245)، وكان هُنالك 9 شُبان من البلدة مُقيدين ويتم الاعتداء عليهم، ثُم اقتادوني للتحقيق وهناك وجهوا لي تهمة إعاقة عمل الشُرطة، وبقيت في التحقيق لغاية الساعة الـ 03:30 فجراً ، حيث أطلق سراحي مُقابل حجز بيتي 5 أيام وكفاله 5000 شيقل، أما أخي شادي فقد تم تحويله إلى المسكوبية للتوقيف ، والذي تم الإفراج عنه في تاريخ 14 شباط 2012.
وعندما عُدت للمنزل علمت أن والدتي قد نُقلت لمشفى هداسا جبل الزيتون، والتي تبين من خلال الفحوصات أنها تُعاني من رضوض وكدمات في جسدها وكتفها، علماً أنها تعاني من مرض هشاشة العظام وتستعين بعكاز للتنقل، إضافة إلى أنها تُعاني من مرض السُكري .
إن هذا الاعتداء الوحشي ‘المُتعمد’ على عائلة العيساوي، والتنكيل بها، يُخفي نية الاحتلال في تحقيق ما يسعى إليه من خلال هذا الاعتداء، وهو إعادة اعتقال سامر طارق أحمد العيساوي، وهو ابن العائلة، شقيق شيرين. والذي تم الإفراج عنه عبر صفقة تبادل الأسرى الأخيرة. وذلك عن طريق الاعتداء على أهل المنزل من أجل أن يكون هو بالبيت ويتم إعادة اعتقاله. سامر كان محكوم عليه 30 عاماً، أمضى منها 10 سنوات . لكن سياسة الاحتلال تسعى إلى إعادة اعتقال من شملتهم الصفقة، خاصة وأنهم مُحاصرون في مدينتهم ويمنعون من السفر ودخول الضفة الغربية.
كما أن هُنالك دلالات توضح التعمد في عملية الاعتداء :
1. قيام ضابط المنطقة ‘إريك’ باستدعاء وحدة من حرس الحدود وتمركزها مُقابل المنزل واستفزاز المواطنين من أجل جر الحي إلى مواجهة.
2. تمركز الشرطة داخل ساحة المنزل وإطلاق النار منها على الشُبان من أجل أن يعترض سُكان أهل المنزل لتكون ذريعتهم الاقتحام.
3. تم الاعتداء على شادي عندما علموا أنه شقيقها ظناً منهم أنه سامر، وبعدها فوراً تم اعتقالهم ونقلهم من المكان.
ويُذكر أن العائلة قد تعرض مُعظم أبناءها للاعتقال لسنوات طويلة، عدا أنها قدمت ابنها (فادي طارق أحمد العيساوي 16 عام ) شهيداً خلال مواجهات في بلدة العيسوية والتي اندلعت إثر موجة الغضب التي اعقبت مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
الأطفال يستفيقون على صوت الجنود في منزلهم وهم يعتدون على والدهم
في صباح يوم الأربعاء الموافق 15 شباط 2012 وعند الساعة السابعة والنصف قامت وحدة من شُرطة الاحتلال بالاعتداء على المُواطن ياسر محمد إبراهيم منيّر (46) عاماً من حي واد الجوز، وذلك أمام منزله قبل أن تلحق به وتقتحم منزله وتعتقله.
وأفاد ابنه إسحق 23 عاماً لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: كل صباح يقوم والدي بتوصيل إخوتي الأطفال إلى مدارسهم، ويعود بعدها للمنزل من أجل أن يستعد للخروج إلى عمله، حيث يعمل سائق أجرة، وعند خروجه صباحاً ليستعد لإيصال أطفاله، وجد سيارة شُرطة إسرائيليه تقوم بمُخالفة أحد جيرانه الذي كان يشتم الاحتلال، فقال له المواطن ياسر: ‘ طول بالك قربت نهايتهم’. فكان من بين شُرطة الاحتلال شُرطي يعرف العربية وسمعه وهو يقول العِبارة، فاستوقفه الشُرطي وقام بدفعه والاعتداء عليه، ثُم قام بِرشه في وجهه بغازٍ مُدمع، فعاد والدي إلى المنزل مُسرعاً ليقوم بغسل وجهه وتغيير ملابسه التي أصبحت رائحتها مليئة بالغاز دون أن يعلم أن شُرطة الاحتلال تستعد له، وما هي دقائق حتى اقتحم حوالي 7 من أفراد شُرطة الاحتلال المنزل وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب في المنزل أمامنا – أطفاله- وتم تقييده واعتقاله وهو حافي القدمين، واقتادوه إلى شُرطة شارع صلاح الدين وهم يعتدون عليه. وياسر متزوج وله 7 أبناء 4 منهم أطفال.
للمزيد من التفاصيل اضغط هنا PDF :
اعداد: