في يوم الأحد الموافق 26 شباط 2012 قامت جرافات الاحتلال بهدم منزلين في منطقة جبع، وتعود ملكيتهما للشقيقين موسى سالم موسى كعابنة، وشقيقه أحمد سالم موسى كعابنة، وذلك بحجة عدم الترخيص والسكن ( غير القانوني ) في المنطقة. وأفاد الشيخ موسى كعابنة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي : في حوالي الساعة الرابعة عصراً من مساء يوم السبت حضرت قوة عسكرية وقامت بجولة حول مساكننا دون أن يسألوننا أو يحدثوننا، فقط قاموا بجولتهم وانسحبوا، وعند الساعة 11:30 مساءً، سمعنا أصوات مُحركات الجرافات والآليات العسكرية التي أتت من أجل أن تقوم بهدم منزل أخي أحمد كعابنة (متزوج وله 4 أطفال ). وكانت برفقتهم الإدارة المدنية وضابط من مستوطنة ‘آدم’ القريبة من المساكن، وأكثر من 60 جُندياً قاموا بمحاصرة المساكن ومنعوا أحد من الاقتراب منها، وقاموا بتهديد شقيقي أحمد بالاعتقال حينما حاول الاعتراض على الهدم.
ويضيف الشيخ موسى : وكان برفقة الجنود عُمال، حيث قاموا بإخراج الأثاث من داخل المسكن بشكل جزئي، بعدها شرعت جرافات الاحتلال والبالغ عددها 2 بهدم المسكن المبني من الإسمنت والمسقوف بالصفيح، والذي تبلغ مساحته 50 متراً مربعاً، والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام.وبعد الانتهاء من عملية هدم منزل أخي ، تقدمت آليات الاحتلال نحو منزلي، وتوقفت أمامه، وأمروا العُمال بإخلاء المنزل من الأثاث، حيث قاموا بإخراج عائلتي المكونة من 7 أفراد 5 منهم أطفال ، أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 6 أشهر، وكان هذا في حوالي الساعة 12:30 بعد منتصف الليل ثم هدمت جرافات الاحتلال المنزل الذي تبلغ مساحته 55 متر مربع، والمكون من غرفتين ومطبخ وحمام وبرندة صغيرة.واستمر الهدم لغاية الساعة الواحدة والنصف فجراً. وبعد الانتهاء أخبرهم الضابط العسكري أنه سيعود قريباً لهدم ما تبقى من مساكن.هذا وتُقدر خسائر المنزلين بـ 50,000 شيقل، وهم الآن يسكنون الخيام التي قدمتها لهم وكالة الغوث في الأمم المتحدة .وهذا ليس الهدم الأول ، فقبل 4 أشهر تم هدم بركسين ومنزل للعائلة .
ويضيف الشيخ موسى: إن مُعاناتنا لا يمكن وصفها، فنحن نسكن والقلق يُحيطنا من كل صوب، فأثناء الليل تكون المنطقة شبه عسكرية من كثرة وجود جنود الاحتلال في محيطنا وداخل أراضينا، عدا عن أن المضايقات التي يقوم بها مستوطنو ‘آدم’ الذين يحاولون الوصول لمساكننا والاعتداء عليها، إن أطفالنا يُعانون من الوصول إلى مدارسهم، فشارع الموت ( وهو شارع حزما الذي شهد العديد من الحوادث التي أودت بحياة الكثير من المواطنين) يفصل بين مساكننا والمدارس التي تقع في بلدة جبع، فطريقهم الوحيد للوصول إلى المدرسة يتم من خلال (قناة) ارتفاعها حوالي متر واحد من أجل أن يصلوا إلى الشطر الآخر من بلدة جبع. وهذه القناة تكون بالشتاء ‘طين’ وبالحر تكون وكراً للأفاعي والزواحف السامة.
مشاهد من الدمار الذي حلّ بعائلة كعابنة – جبع
هذا ويسكن عرب الكعابنة منطقة جبع منذ السبعينيات، قبل أن تُقام مستوطنة ‘آدم’ والتي تتوسع شيئاً فشيئاً على أراضي جبع، وتحاول سلطات الاحتلال إزالة مساكنهم وطردهم من المنطقة من أجل توسيع المستوطنة وضم أكبر جزء ممكن والسيطرة عليه. ويختم الشيخ موسى كلامه بالقول: مهما حاولوا أن يمارسوا ضغطاً علينا، سواء هدم مساكننا أو اعتقالنا، فلن نرحل عن أرضنا، نحن السُكان الأصليين …وسنبقى باقون.
اعداد:
مركز أبحاث الاراضي – القدس