الانتهاك: إخطار مسكنين و3 بركسات بوقف العمل والبناء.
الموقع: تجمع عرب الرماضين الجنوبي جنوب مدينة قلقيلية.
تاريخ الانتهاك: 2 شباط 2012.
الجهة المعتدية: ما تسمى لجنة التفتيش اللوائية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: عائلتين من تجمع الرماضين الجنوبي (17 فرداً) من بينهم (7 أطفال).
تقديم:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف تجمع عرب الرماضين الجنوبي بإخطارات وقف البناء أو الهدم، فهذا التجمع البدوي الذي اقترن اسمه بالظلم والاستبداد الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في كل يوم بسبب د الممارسات العنصرية من قبل الاحتلال بحق الأرض والإنسان والشجر الفلسطيني لا زال يجسد واقع سياسة العزل التي يمارسها الاحتلال من جانب وسياسة تهجير السكان من جانب آخر.
فبالنسبة لتجمع عرب الرماضين الجنوبي فإن كل إنسان في التجمع يعيش قصة مأساة لا تقل عن المأساة التي لحقت بهم إبان نكبة عام 1948م ، ففي ذلك العام تم تهجير السكان قسراً من بلادهم من منطقة بئر السبع إلى مناطق جنوب الخليل، لكن صعوبة الحياة وقلة المراعي دفعت بهم الى الهجرة من جديد إلى الأغوار الفلسطينية والى المناطق المحيطة بمدينة قلقيلية.
ولكن مع هذا كله لم يسلم هذا التجمع ولو ليوم واحد من اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين على حد سواء، والنتيجة هي أنها أصبحت معظم بيوت تجمع عرب الرماضين الجنوبي مخطرة بالهدم والترحيل وأصبح مصير ما يزيد عن 200 نسمة رهينة بيد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين من مستوطنة ‘الفيه منشيه’ المجاورة، الذين يواصلون الليل مع النهار في التضييق على السكان وسلبهم ابسط حقوقهم التي كفلتها لهم مبادئ حقوق الإنسان.
تفاصيل الانتهاك:
يذكر أن صباح الخميس الثاني من شهر شباط 2012 لم يكن بأفضل حال بالنسبة لتجمع عرب الرماضين الجنوبي، ففي ساعات الظهيرة اقتحمت قوة من جيش الاحتلال برفقة ما تسمى لجنة التفتيش اللوائية التابعة للاحتلال الإسرائيلي تجمع الرماضين الجنوبي المحاصر، حيث سلم جنود الاحتلال مواطنين من التجمع إخطارات عسكرية تتضمن وقف البناء لمنشآتهم السكنية والزراعية وذلك بحجة البناء دون الحصول على التراخيص اللازمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مع الإشارة إلى أن المنطقة التي يقيم عليها تجمع الرماضين الجنوبي تعتبر ضمن المناطق المصنفة C من اتفاق أوسلو.
حيث أمهل الاحتلال أصحاب المنشآت المتضررة حتى 23 من شهر شباط 2012 وهو موعد جلسة البناء والتنظيم فيما تعرف محكمة بيت ايل من اجل الشروع بإجراءات التراخيص. تجدر الإشارة هنا، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض إجراءات معقدة على أصحاب المنشآت السكنية والزراعية في المناطق المصنفة C من اجل الشروع في إجراءات الترخيص، وفي نهاية المطاف يماطل الاحتلال في منح التراخيص اللازمة وبالتالي يكون مصير معظم المنشآت المخطرة هو الهدم.
الجدول التالي يبين معلومات عامة عن أصحاب المنشآت المخطرة بوقف البناء في تجمع عرب الرماضين الجنوبي في الثاني من شهر شباط 2012:
المواطن المتضرر
|
عدد أفراد العائلة
|
الأطفال دون 18 عام
|
الأضرار
|
ملاحظات
|
بيت
|
بركس
|
كساب باجس الشعور
|
9
|
5
|
1
|
1
|
مخطر سابقا
|
عدنان لطفي الشعور
|
8
|
2
|
1
|
2
|
مخطر سابقا
|
المجموع
|
17
|
7
|
2
|
3
|
|
المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.
عرب الرماضين الجنوبي في سطور:
يقع تجمع عرب الرماضين الجنوبي، إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، وعلى مسافة تقدر بحوالي 1.5كم غرب مستوطنة ‘ألفية منشيه’ المقامة على أراضي المواطنين هناك، حيث يعيش داخل التجمع حوالي 60 عائلة – أي نحو 200 فرداً-، موزعين على 100 منشأة ما بين سكنية وزراعية، وهي منشآت بدائية مبنية من الصفيح والخيش، حيث يعتمد عرب الرماضين في معيشتهم على الزراعة وتربية المواشي، بالإضافة إلى الأعمال الحرة.
منذ إقامة الجدار العنصري عام 2002م، أدى ذلك إلى عزل تجمع عرب الرماضين الجنوبي وعرب أبو فردة (150 نسمة) بالإضافة إلى تجمع الضيعة ( 279 نسمة) وواد الرشا (180 نسمة) ورأس طيرة (410 نسمة)، وذلك في جيب واحد عرف (GHETO) حيث أصبحوا بالإضافة إلى الجدار العنصري محاطين بمستوطنة ‘إلفيه منشيه’، وأصبحت هناك بوابتين تتحكمان في عملية الدخول والخروج من وإلى التجمع، الأولى الحاجز العسكري رقم ( 109) والذي تبعد عن تجمع عرب الرماضين الجنوبي مسافة 3كم، والتي تربط التجمع بطريق رقم 55، والبوابة رقم (1351 ) والتي تربط التجمع بقرية رأس عطية وتبعد عن تجمع الرماضين الجنوبي 6كم.
وفي بداية عام 2009م، وبناءً على توصيات المحكمة العليا الإسرائيلية شرعت الآليات الثقيلة التابعة للاحتلال الإسرائيلي بأعمال التجريف بهدف تعديل مقطع جدار الفصل العنصري في المنطقة، والذي نتج عنه إخراج تجمعات رأس طيرة، الضيعة وواد الرشا خارج جدار الفصل العنصري، وبقي الرماضين الجنوبي داخل (GHETO) حيث حاول جيش الاحتلال مراراً طرد السكان من المنطقة إلا أن مخططات الاحتلال باءت بالفشل بسبب تمسك أهالي الرماضين بأرضهم ورفضهم الخروج منها، وبناءً على قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلية بعد عدة جلسات طويلة في أروقة المحكمة، اتخذت المحكمة في صيف عام 2008م قراراً يقتضي بموجبه عدم التهجير الإجباري لعرب الرماضين من أرضهم بالقوة، حيث استندت المحكمة في قرارها هذا بناءً على الأدلة والإثباتات التي تؤكد ملكية أهالي الرماضين لأرضهم قبل قدوم الاحتلال بسنوات عديدة.
ومنذ ذلك الوقت وحتى تاريخ اليوم وسكان تجمع عرب الرماضين الجنوبي يعيشون في صراع مرير مع الاحتلال، فما حدث في بداية شهر شباط الحالي لدليل واضح على أن الاحتلال لا يلتزم بقرارات محكمته العليا، بالإضافة إلى أن الاحتلال يؤمن فقط بعقلية سرقة الأرض وتهجير السكان بالجملة، فما نعيشه اليوم وفي كل يوم لأكبر دليل على ذلك فبالنسبة لتجمع عرب الرماضين الجنوبي فان هناك ما يزيد عن 90 منشأة مخطرة بالهدم أو وقف البناء، وحال هذا التجمع يعكس حالة العشرات المنتشرة في غور الأردن والذين هم أيضاً عرضة لمضايقات الاحتلال الإسرائيلي.
اعداد: