الانتهاك: محاولة إحراق مسجد علي بن أبي طالب.
تاريخ الانتهاك: 11 كانون ثاني 2012.
موقع الانتهاك: منطقة الشعب غرب بلدة ديرستيا.
الجهة المعتدية: المستوطنون اليهود.
الجهة المتضررة: أهالي بلدة ديرستيا.
تقديم:
في إطار الاعتداءات العنصرية التي يشنها المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة والتي طالت عدد كبير من المقدسات والبيوت الدينية سواء بالحرق أو التدنيس والتخريب في صورة تعكس مؤشراً خطيراً على تنامي ظاهرة التطرف العقائدي والديني وتكشف حقيقة الحركة الصهيونية التي تسعى بالتوازي مع مسلسل سرقة الأرض وتغيير معالمها، فإن تلك الحركة العنصرية تسعى إلى تجسيد واقع الحرب الدينية التي تعتبر بالأصل موجودة في الايدلوجية الصهيونية ويستند عليها المستوطنون في شن اعتداءاتهم المتفرقة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، والتي نتج عنها تشريد امة بأكملها وسلب حقوقهم وتحويلهم إلى مجرد لاجئين في عدة دول مجاورة.
الانتهاك:
مع خيوط الفجر الأولى من صباح الأربعاء 11 كانون ثاني 2012، تسللت مجموعة حاقدة من المستوطنين المتطرفين إلى بلدة ديرستيا تلك البلدة الريفية الوادعة – التي لا يعكر صفو سكونها سوى صوت الجرافات الإسرائيلية التي تدمر وتنهب مئات الدونمات من البلدة- و لك عبر مدخلها الغربي المحاذي لمنطقة واد قانا، حيث كان مسجد علي بن أبي طالب الذي أقيم في عام 2008م هي وجهتهم الرئيسة حيث يقع في منطقة الشعب غرب البلدة.
يذكر أن المستوطنون حاولوا التسلل إلى داخل المسجد ولكن الأبواب والنوافذ المُحكمة التي تحيط بالمسجد حالت دون ذلك، فما كان لهؤلاء المستوطنين سوى كتابة شعارات عنصرية باللغة العبرية على جدران المسجد منها ‘ فاتورة الثمن’ في واقع يعكس روح الانتقام والتخريب المغروسة في عقول المستوطنين حيث تكررت تلك العبارة على مساجد كثيرة تم استهدافها من قبل المستوطنين، بالإضافة إلى ذلك وضع المستوطنون شعار نجمة داوود السداسية على جدران المسجد.
وفي سياق متصل حاول المستوطنون إحراق ثلاثة سيارات فلسطينية كانت متوقفة على جانب الطريق الأولى من نوع اوبل تعود للمواطن عبد الحليم خالد منصور، وسيارة أخرى من نوع هونداي توسان تعود للمواطن خليل إسماعيل الجندي وأخرى من نوع هونداي توسان تعود للمواطن تيسير إسماعيل الجندي، حيث سكب المستوطنون مادة البنزين على السيارات وحاولوا إضرام النيران بها إلا أن يقظة أهالي الحي ومطاردتهم للمستوطنين حالت دون تحقيق هذا الهدف، حيث لاذ المستوطنون بالفرار من مسرح الجريمة عبر سيارة حمراء من نوع اوبل.
من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ هناك هجمة شرسة تشن بشكل منظم ومدروس من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين على حد سواء، فهؤلاء المستوطنون هم وجودوا بالأصل لتنفيذ أجندة الاحتلال على ارض الواقع في سرقة الأرض وتنفيذ عمليات عربدة وتخريب تطال الإنسان والحجر والشجر وتحرق الأخضر واليابس وتدنس المقامات الدينية المختلفة.’ و أضاف قائلا:‘ إن الاعتداء على مسجد علي بن أبي طالب لم يكن للمرة الأولى بل تعرض لاعتداء المستوطنين من قبل، إذ سبق وأن تم الاعتداء عليه في شهر أيلول الماضي إلا أن يقظة أبناء البلدة أفشلت هذا الاعتداء’.
بلدة دير استيا:
تقع على مسافة 6كم إلى الشمال الغربي من مدينة سلفيت، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية ما يقارب 34870 دونماً منها 610 عبارة عن مسطح البناء في القرية، حيث البلدة تعد من اكبر البلدات في المحافظة مساحةً. يبلغ عدد السكان في البلدة قرابة 5 آلاف نسمة وتعد البلدة من أكثر البلدات والقرى الفلسطينية المجاورة اهتماماً بالعلم والتعلم بالتوازي مع اهتمامهم بالزراعة وتربية المواشي، حيث تعتبر منطقة واد قانا التابعة لبلدة ديرستيا من أكثر المناطق خصوبة وتكثر بها ينابيع المياه. بالتوازي مع هذا كله فان بلدة ديرستيا تعاني من شبح الاستيطان حيث يوجد تسع مستوطنات جاثمة على أراضيها، تلتهم الأخضر واليابس وتساعد في سرقة الأرض لصالح النشاط الاستيطاني المستمر.
اعداد: