الانتهاك: ضياع المزيد من أراضي المزارعين لصالح شبكات طرق جديدة.
موقع الانتهاك: منطقة الشعب غرب بلدة ديرستيا.
الجهة المعتدية: مجلس المستوطنات في الضفة الغربية.
الجهة المتضررة: أهالي واد قانا.
تقديم:
تعد منطقة واد قانا في شمال الضفة الغربية، نموذجاً حياً لعظمة الله في الأرض لما تتمتع فيه المنطقة من سحر خلاب ووفرة الينابيع المائية والطبيعة الجميلة فيها، حيث ألهمها الله من الجمال كأنها لوحة فنية تعبر عن الطبيعة في بلادنا. إلا أنها في الوقت ذاته تعد هدفاً من أهداف الاحتلال الإسرائيلي، هذا الاحتلال الذي يواصل الليل مع النهار في سرقة مقدرات البلاد وسلب خيراتها بل وصل ذلك في ملاحقة المزارعين وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم مبادئ حقوق الإنسان وهي حقّهم في العيش بكرامة على الأرض التي ورثوها أباً عن جد.
الانتهاك:
في الأمس القريب، شرع ما يسمى مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بعملية شق طرق استيطانية جديدة لربط مستوطنات واد قانا بشبكة طرق واحدة، تخدم ما لا يقل عن سبع مستوطنات إسرائيلية بالإضافة إلى بؤرتين استيطانيتين في الواد. من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس المجلس البلدي في بلدة ديرستيا لباحث مركز أبحاث الاراضي:’ أن هناك استهداف حقيقي للوجود الفلسطيني في منطقة واد قانا، فمنذ اتفاق أوسلو عام 1993م تعد منطقة واد قانا محمية طبيعية ضمن المناطق المصنفة C,هذا يعني منع التواجد الفلسطيني في تلك المنطقة ولا يحق لأصحاب الأراضي حسب المفهوم الإسرائيلي زراعة و فلاحة الأرض في واد قانا، مما انعكس ذلك بشكل سلبي على الواقع الزراعي في الواد’.
و أضاف قائلا:’ أن مشروع ربط المستوطنات الإسرائيلية في واد قانا، يعد مقدمة لتعزيز الوجود الإسرائيلي في الواد، حيث يفهم ضمنياً بنّية الاحتلال تحويل المنطقة إلى منطقة استيطانية من الدرجة الأولى، حيث تعد تلك الطرق وسيلة لدمج المستوطنات في كتلة واحدة في المستقبل على حساب الأرض والمزارع الفلسطيني في واد قانا’.
الصور ( 1-4) الطرق الزراعية التي شقها المستعمرون الإسرائيليون مؤخراً
إغلاق العديد من الطرق الزراعية الفلسطينية
يشار إلى انه بالتوازي مع مخططات الاحتلال في ربط المستوطنات في واد قانا، فان هناك عمليات مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين تتمثل في إغلاق العديد من الطرق الزراعية التي يحاول الفلسطينيون إنشاءها بغية لخدمة أراضيهم الزراعية التي يتهددها شبح المصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. فخلال الأعوام القليلة الماضية تم إغلاق معظم الطرق الزراعية في شمال بلدة ديرستيا خاصة الطرق الزراعية المحاذية لمستوطنة ‘عمانوئيل الإسرائيلية’، كذلك هو الحال بالنسبة لطريق السلام الذي جرى هدمه مرتين متتاليتين عام 2011 م حيث يربط هذا الطريق بلدة قراوة بني حارس بمنطقة واد قانا.
وخلال الأعوام القليلة الماضية سّن الاحتلال الإسرائيلي من القوانين والتشريعات ما يكفل السيطرة التامة على ما تبقّى من أراضي الواد وضرب جميع المشاريع الزراعية التي تنفذها المؤسسات الزراعية الناشطة في المنطقة الهادفة إلى إعادة تثبيت المزارع فوق أرضه عبر إعادة زراعة مساحات كبيرة من الواد بأشجار الزيتون والأشجار المثمرة، إلا أن هذا لم يرق للاحتلال الذي ابتكر خدعة جديدة يراد بها ضرب كل المشاريع التي تهدف للنهوض في الواد، فكان قانون ‘إخلاء الأراضي وإعادتها إلى سابق عهدها بحجة أنها أراض دولة’، إحدى الطرق التي برزت على السطح خلال الأعوام القليلة الماضية، حيث أراد الاحتلال من وراء هذا القانون خلع الوجود الفلسطيني بشكل جذري من أرضه التي ورثه أباً عن جد ويمتلك الفلسطينيون من الأوراق الرسمية ما يؤكد تلك الملكية.
من جهته أكد السيد نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا لباحث مركز أبحاث الأراضي ‘أن هذا القانون هو استنباط للقوانين والتشريعات التي كانت سائدة على زمن الحكم العثماني، حيث كان متّبع على زمن الحكم التركي أنه على كل مزارع لا يستغل أرضه لمدة تزيد عن خمس أعوام تصبح أراض دولة، حيث استغل الاحتلال هذا الجانب فسنّ من القوانين ما تعرف بالمناطق العازلة أو ما اصطلح على تسميتها المناطق الأمنية المحيطة بالمستوطنات في منطقة ‘واد قانا’، واخذ على عاتقه منع المزارعين بأي شكل من الأشكال الاقتراب من تلك المناطق المقدرة بمئات الدونمات المزروعة بالزيتون واتخذ من الإجراءات ما يكفل ذلك، والآن وبعد خمس سنوات يعلن عن تلك الأراضي بأنها أراضي دولة، وسن من إخطارات الإخلاء لتلك الأراضي بما يكفل خلع الوجود الفلسطيني بشكل كامل عنها’.
يشار خلال السنوات الماضية أقيمت على أراضي الوادي وعلى الأراضي المطلة عليه (7) مستعمرات: ‘عمانوئيل من الشرق’، وتحاصره من ناحية الجنوب ‘مستوطنات (يا كير)’، وبالقرب منها ‘مستوطنة (نوفيم)’، ومن الجهة الشمالية تحاصر المستعمرات الثلاث ‘كرني شمرون’، و’جنات شمرون’ و’معالي شمرون’، الوادي من ناحية الشمال، كذلك مستوطنة ‘رفافا‘ من الجهة الغربية، علاوة على أبراج المراقبة العسكرية والطرق العسكرية التي تلتهم مساحات واسعة. يذكر أن هذه المستوطنات تشكل عقبة رئيسية أمام أي تسوية مستقبلية مع الجانب الفلسطيني، بالإضافة إلى خطر الاستيطان في ابتلاع الأخضر واليابس في الواد في حين يحرم المزارعون من مجرد غرس الأشجار في الواد المهدد في التهويد، في صورة تعكس الطابع الحقيقي للاحتلال.
اعداد: