-
الانتهاك: تدمير جزئي لـ 60 شجرة زيتون بعمر 30 عاماً
-
تاريخ الانتهاك: 12 كانون ثاني 2012.
-
الموقع: منطقة الكرنيين في الجهة الغربية من قرية جينصافوط.
-
الجهة المعتدية: مستعمرو ‘ كرني شمرون’.
-
الجهة المتضررة : المواطن خضر مصطفى عيد.
تفاصيل الانتهاك:
لم يتمالك المزارع خضر مصطفى عيد (63عاماً) نفسه حتى أجهش بالبكاء، ذلك من شدة ما شاهده من تقطيع لأشجاره التي أفنى عمره برفقة إخوته وأولاده في زراعتها والاعتناء بها، فهذه الأشجار بالنسبة له هي الأخ والابن والصديق ينتظر موسم الزيتون بفارغ الصبر حتى يسمح له الاحتلال لساعات محدودة بالوصول إليها – حيث منع المزارعون من الوصول هناك إلا في فترات محددة من العام بعد الحصول على تنسيق مسبق من الاحتلال وذلك منذ عام 2000م – فيبدأ حينها المزارع خضر عيد بتفقد أشجاره شجرة شجرة ولا يهدأ له بال حتى يطمئن بأن أشجاره ما زالت بسلام، وأن المستوطنين من مستوطنة ‘رامات جلعاد ‘ والذين يتخذون من سفوح الجبال المطلة على منطقة’ الكرنيين’ وخاصة ارض المواطن خضر عيد مركزاً لهم لشن الاعتداءات وأعمال التخريب التي طالت الأخضر واليابس.
لكن هذه المرة تختلف عن جميع المرات الماضية، فما أن سمح الاحتلال للمزارعين في منتصف شهر كانون الثاني 2012 بالوصول إلى أراضيهم في المنطقة الغربية من قرية جينصافوط تحديداً منطقة ‘ الكرنيين’ حتى نهض المزارع المذكور منذ ساعات الصباح الباكر إلى أرضه التي لطالما اشتاق لها ولم تغب عن عينه وذهنه لحظة واحدة، و هناك عند وصوله بدأت قصة مأساة حقيقية … تلك المأساة التي تمنّى المزارع خضر عيد أن توفاه الله قبل أن يراها، فمعظم أشجار الزيتون التي تعب خضر عيد وبمساعدة أفراد أسرته على زراعتها وهو يراقب نموها شهر بعد شهر ينقل الماء إليها ويضع السماد حولها كأنها ابن من ابناه قد جرى تقطيعها، حيث أن يد الغدر عبر عنصرية الاحتلال المتمثلة بالمستوطنين من مستوطنة ‘كرني شمرون’ المقام جزء منها على أراضي قرية جينصافوط كانت السباقة في قطع وتخريب 60 شجرة من حقل المزارع المذكور بعمر 30عاماً، مع الإشارة أن الضرر الجزئي الذي طال الأشجار كان عبر استخدام المستوطنين أدوات حادة في نشر أغصان الأشجار ومن ثم التسبب في تلفها دون رحمة تذكر.
فهؤلاء المستوطنون يعتبرون شجرة الزيتون عدواً لدوداً لديهم، فهي بالنسبة للفلسطينيين تعد رمزاً للخير والبقاء والصمود وهي في نظر الاحتلال تعد جسماً غير مرغوب به يجب اجتثاثه، حيث ينبع حقد المستوطنين من حقدهم اتجاه كل ما هو فلسطيني أو عربي.
شرطة الاحتلال شريكة للمستوطنين في جرائمهم:
يشار إلى أن المزارع خضر عيد تقدم بشكوى رسمية عبر ما يسمى شرطة مستوطنة ‘كدوميم’ على فعلة المستوطنين النكراء، لكن شرطة الاحتلال بدأت بوضع العقبات والذرائع وأحياناً كثيرة استخدام أسلوب المماطلة والتسويف، في محاولة لتعطيل العدالة، فشرطة الاحتلال كما هو معهود عنها تعد الوجه الآخر للمستوطنين الذين يعيثون الخراب في الأرض في حين توفر شرطة الاحتلال الغطاء القانوني لهذه الأعمال العنصرية التي تهدف لنيل من عزيمة الإنسان الفلسطيني وإرادته.
أعمال تخريب منظمة يقوم بها المستوطنون في مختلف أنحاء الضفة الغربية:
تجدر الإشارة أن حال المزارع خضر مصطفى عيد يعكس حال العشرات بل المئات من المزارعين الفلسطينيين في القرى والبلدات الفلسطينية تحديداً في مناطق التماس مع المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لأراضي المزارعين. ففي خلال موسم الزيتون 2011م الماضي على سبيل المثال لا الحصر تم رصد وتوثيق أكثر من 70 حالة اعتداء من قبل المستوطنين على أراض فلسطينية وعلى مزارعين فلسطينيين، وكلها تمت تحت حماية من جيش وشرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ويشار إلى أن اعتداءات المستوطنين بدأت تأخذ نقلة نوعية في عدد الهجمات وأعمال التخريب وفي طبيعة تلك الاعتداءات التي طالت الإنسان والشجر وحتى البيوت والحقول ودور العبادة التي تعد من أقدس الأماكن في العالم مع العلم أنها مصانة من الاعتداءات كما ذكر في الأديان السماوية أو حتى في المواثيق والأعراف الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة. إلا أن هؤلاء المستوطنين يضعون أنفسهم فوق القانون ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم.
قرية جينصافوط في سطور:
تقع قرية جينصافوط إلى الشرق من مدينة قلقيلية على بعد 15 كيلومتر عنها، وهي في محافظة قلقيلية، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 2500 نسمة، وتبلغ نسبة البطالة في البلدة نحو 78% حيث كان يعتمد معظم الأهالي على الزراعة وعلى العمل في إسرائيل، ولكن بسبب أوضاع انتفاضة الأقصى تحول نسبة كبيرة منهم إلى سوق البطالة، توجد في القرية عائلات رئيسة منها: آل أيوب آل النبهان آل سكر آل صبرة آل علان آل نصار آل بشير
::::::::::__
[1] المصدر: مجلس قروي جبصافوط.
اعداد: