في الصَباح الباكر للثالث عشر من كانون الأول 2011, داهمت قُوات كبيرة من جيش الإحتلال الإسرائيلي مصحوبة بالجرافات منطقة المخرور الواقعة جنوبي غرب مدينة بيت جالا شمال مُحافظة بيت لحم حيثُ قامت وبدون سابق إنذار بهدم ثلاثة منازل صيفية قديمة تعود مُلكيتها لمواطنين من مدينة بيت جالا. أنظر إلى الخارطة أدناه:
هذا ويعود المنزل الأول الذي تم هدمُه إلى المُواطن جريس فؤاد مينا قصاصفة- زيدان ، حيث أوضح صاحب المنزل أانه قام ببنائه منذ سنوات طويلة حيث قام في الصيف الماضي بإجراء عملية ترميم للمنزل والذي لا تتعدى مساحته 20 م2 حيث يقيم فيه في أوقات متفاوتة خلال العام وخاصة عندما يقوم بفلاحة أرضه المُحاذية للمنزل. أنظر إلى الصور أدناه:
أما المنزل القديم الثاني الذي تم هدمه فيعود للمواطن خضر جودة يعقوب خليلية من مدينة بيت جالا. وفي مقابلة مع الباجثين الميدانيين لمعهد الأبحاث التطبيقية أريج – القدس ، أوضح السيد خليلية بأن منزله الذي هدمته جرافات الإحتلال الإسرائيلي، تم بناؤه قبل عشرات السنين حيث قام هو بإضافة سقف من الصفيح على مدخل المنزل وبعدها بفترة وجيزة وجد أمرا عسكريا إسرائيليا لهدم المنزل ملقى في أرضه الزراعية. وقد أضاف السيد خليلية بأن المنزل القديم تبلغ مساحته 40 م2 ويستخدمه كمصيف ومخزن لمعداته التي يستخدمها لزراعة أرضه المحيطة بالمنزل. أنظر إلى الصور أدناه:
المنزل الثالث الذي تم هدمه تبلغ مساحته 30 م2 وتعود ملكيته إلى المواطن عبد أبوعودة حيث أوضح بأن جرافات الإحتلال قامت وبدون سابق إنذار بهدم المنزل القديم بالإضافة إلى بئر أقامه في أرضه لأغراض زراعية. أنظر إلى الصور أدناه:
لمحة عامة عن منطقة المخرور
تقع منطقة المخرور جنوبي غرب مدينة بيت جالا شمالي مُحافظة بيت لحم. يحُدها من الشمال قرية الولجة بالإضافة إلى مستوطنة ‘هار جيلو’ ، ومن الجنوب بلدة الخضر، ومن الغرب قريتي بتير وحوسان ومن الشرق مدينة بيت جالا والتي تتبع إليها المنطقة. وفقا للتعديل الأخير لمسار الجدار الفاصل والذي نشرته وزارة الدفاع الإسرائيلية على صفحتها الإلكترونية في الثلاثين من نيسان من العام 2007، فإن منطقة المخرور بالإضافة إلى قرى حُوسان، نحَالين، الولجة، وادي فُوكين ، الجبعة ، خلة عفَانة ، خلة البلَوطة وبيت زكريا والتي يزيد عدد سُكانها مُجتمعين عن 23000 مواطن، ستكون في معزل، مُحاطة من جهاتها الأربع بالجدار الفاصل ومعزولة عن مراكز مدن بيت لحم، بيت جالا وبيت ساحور.
هذا وتعتبرأراضي منطقة المخرور من أكثر أراضي محافظة بيت لحم خُصوبة ، ولكن الإحتلال الإسرائيلي يحرم أصحاب الأراضي فيها من البناء على أرضهم أو زراعتها وفلاحتها للتضييق عليهم وحملهم على الهجرة الطوعية من المنطقة والتي تصنف كمنطقة ‘ج’ وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة وفقًا لاتفاقية الحُكم الذاتي – أوسلو 1995.
خاتمة
إن سُلطات الإحتلال الإسرائيلي تصعد وبشكل ممنهج من إعتداءاتها ضد المُواطنين الفلسطينيين ومُمتلكاتهم في مُختلف أرجاء الضفة الغربية من هدمٍ للمنازل ومُصادرة للاراضي وتدميرها وحرمان أصحابها من البناء عليها وزراعتها والعيش حياة طبيعية ، وفي المقابل تقوم إسرائيل وبشكل غير قانوني بتوسيع المُستوطنات الإسرائيلية والبؤر الإستيطانية وبناء جدار الفصل العُنصري وفرض الوقائع على الأرض بهدف القضاء على أية فرصة للوصول إلى سلام عادل وشامل بين الفلسطينين والإسرائيليين والذي يقوم على مبدأ دولتين لشعبين، يعيشان جنبًا إلى جنب بسلام أمن واللذان لن يتحققا الإ من خلال إحلال العدالة والشرعية وليس إقامة الجدران والحواجز والمُستوطنات.
إن ما تقوم به سُلطات الإحتلال الإسرائيلي من هدمٍ لمنازل المُواطنين الفلسطينين وتدمير لأراضيهم ومُمتلكاتهم يشكلُ خرقًا صريحًا وواضحًا لجُملة من قواعد القانون الدَولي والإنساني:
-
اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949, المــادتين (53) و (147) تنصان على أن‘ تدمير ونهب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية’ هو انتهاك جسيم للاتفاقية.
-
وايضا المادة 23 من اتفاقية لاهاي للعام 1907 من ‘تدمير ممتلكات العدو او حجزها، الا اذا كانت ضرورات الحرب تقتضي حتما هذا التدمير او الحجز.
-
والمادة 217 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948 و التي تنص على انه لا يجوز حرمان أحد من ملكه تعسفا.
- والمادة 12 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ينص على : لكل شخص موجود داخل حدود اي دولة ان يكون له حرية الحركة والتنقل وحرية اختيار مكان سكنه.
اعداد: