تزامنا مع اعتراف منظمة ‘ اليونسكو ‘ بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين، وضمن سياسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي الرامية لطمس المعالم الدينية الإسلامية في الأراضي الفلسطينية، ذكر موقع (عيروتس شيفع) الإسرائيلي، أن ‘ يولى إدليشتاين ‘ وزير الإعلام وشؤون يهود الشتات في حكومة الاحتلال، قد وجه الدعوة ليهود ‘إسرائيل ‘ والعالم لجعل يوم السبت المقبل الموافق 19/11/2011، وهو ما يطلق اليهود عليه ‘سبت حياة سارة’، يوم نصرة وتأكيد على يهودية الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، زاعماً بان هذا الموقع هو موقعاً ‘ تراثيا لليهود دون غيرهم’ ، وتأتي هذه الدعوة لتحاكي أيام الجمع في ثورات ربيع العالم العربي.
وأشار الموقع الإخباري إلى أن هذه الخطوات جاءت نتيجة لمخاوف ‘ الإسرائيليين ‘ من قبول منظمة اليونسكو مطلب الفلسطينيين بالاعتراف بالحرم الإبراهيمي الشريف، كموقع أثرى فلسطيني، كما أعلن إدليشتاين أنه سيأتي شخصياً إلى مدينة الخليل؛ ليشارك في يوم ‘سبت حياة سارة’، ولكي يطبق عملياً قرار الحكومة الإسرائيلية الذي اعتبر الحرم الإبراهيمي موقعاً يهودياً.
وبحسب ‘ عيروتس شيفع ‘ فان المستعمرين في مدينة الخليل قد أصدروا بياناً يؤكدون فيه ‘إن سبت حياة سارة ‘ ليس مجرد احتفال ديني جليل، وإنما يكتسب أيضاً صبغة الدفاع عن مقدساتنا والذود عن حياضها، وها نحن نرى بأم أعيننا نبوءات السالفين تتحقق كفلق الصبح، على حد ادعائهم، زاعمين: ‘أن أرض إسرائيل المقدسة’ التي تمثل الوطن الأبدي للشعب اليهودي، باتت تدعى على لسان العالم كله فلسطين العربية، وأصبح مصير ‘أرض إسرائيل’ في مهب الريح’.
كما اعتبر بيان المستعمرين كلا من المسلمين والمسيحيين اعداءً لليهود ، فجاء في البيان: ‘إن أعداء اليهود من النصارى والمسلمين يتعاونون ويتنافسون فيما بينهم في ترويج الأكاذيب والترهات بحق اليهود، فمؤخراً قبلت منظمة اليونسكو عضوية فلسطين كدولة. ومن المنتظر إعلان الاعتراف بجبل الهيكل ‘المسجد الأقصى’ وقبر راحيل والحرم الإبراهيمي، كمواقع تراثية فلسطينية’. وأكد البيان أن اليهود لم ولن يتخلوا بأي حال كان عن ما أسماها ‘أرض إسرائيل’ أو مقدساتها، وأنهم سيضحون بالغالي والنفيس من أجل تلك المقدسات.
مطامع قديمة متجددة :
تجدر الإشارة إلى المطامع الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي منذ عشرات السنين ، كما تحتفظ الذاكرة الفلسطينية بتلك المجزرة التي نفذها احد المستعمرين ‘ باروخ غولدشتاين ‘ في الحرم الإبراهيمي فجر الجمعة 25/2/1994 ، والتي راح ضحيتها عشرات المصلين الفلسطينيين ، فضلاً عن الاغلاقات التي طالت أحياء وشوارع برمتها في البلدة القديمة من المدينة ، إذ لا يزال شارع الشهداء يشهد إغلاقاً منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا .
الصور1+2: جنود الاحتلال والمستعمرين داخل الحرم – القسم المخصص للمسلمين
وبعد المجزرة شكلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ‘ لجنة شمغار ‘ لتقصي الحقائق، حيث خرجت اللجنة بحل يتمثل في تقسيم الحرم الإبراهيمي بين المسلمين واليهود ، لتكون حصة اليهود فيه بحوالي ( 61% ) والباقي للمسلمين ، مع السماح لليهود باستخدام كافة أروقة الحرم في الأعياد اليهودية .
ويتضح للواصل إلى الحرم الإبراهيمي مدى العراقيل التي تقوم بها سلطات الاحتلال لمنع الوصول الى الحرم، حيث تنتشر البوابات الالكترونية وكاميرات المراقبة وحواجز التفتيش التي يتمركز عليها جنود وشرطة الاحتلال وعلى مدار الساعة .
الصور ( 5 -11) حواجز وبوابات تفتيش ونقاط مراقبة تحيط بالحرم الإبراهيمي
ومن بين الممارسات التعسفية التي قامت بها حكومة الاحتلال بحق الحرم الإبراهيمي ، ما أعلنت عنه حكومة ‘بنيامين نتنياهو ‘ في شهر شباط 2010 ، عن قرارها بضم الحرم الإبراهيمي ومحيط مسجد بلال إلى قائمة التراث اليهودي. ( للمزيد يرجى مراجعة تقرير مركز أبحاث الأراضي:
منع رفع الآذان:
تمعن سلطات الاحتلال في الاعتداء على حق الفلسطينيين في العبادة ، في ظل إمعانها في الممارسات التي تستهدف الحرم الإبراهيمي بشكل خاص، فهي تقوم بمنع رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي عشرات المرات خلال كل شهر، وما ذلك إلا خدمة للمستعمرين، وبدعوى أن صوت الآذان يزعج المستعمرين وينغص عليهم احتفالاتهم بالأعياد اليهودية التي تقام في الحرم الإبراهيمي.
وحسب محافظة الخليل، فان سلطات الاحتلال منعت رفع الآذان في الحرم الإبراهيمي منذ مجزرة الحرم في العام 1994 وحتى شهر آب 2011 ما يقرب من ( 7225 ) وقتا . كما تنشر مديرية الأوقات في مدينة الخليل توثيقها لعدد المرات التي يمنع فيها الاحتلال رفع الآذان في الحرم في كل شهر ، ويوضح الجدول التالي عدد الأوقات التي منع فيها رفع الآذان خلال العام الحالي 2011 وحده :-
الشهر / 2011 |
عدد المرات التي منع فيها رفع الآذان |
كانون الثاني |
30 |
شباط |
44 |
آذار |
49 |
نيسان |
68 |
أيار |
53 |
حزيران |
52 |
تموز |
52 |
آب |
50 |
أيلول |
58 |
تشرين الأول |
77 |