الانتهاك: إتلاف 20 شجرة زيتون في قرية بورين.
الموقع: خلايل أبو التفاح جنوب القرية.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘يتسهار’.
الجهة المتضررة: مزارعين من القرية.
تاريخ الانتهاك: 26 تشرين ثاني 2011.
تفاصيل الانتهاك:
تعتبر شجرة الزيتون العمود الفقري في حياة المزارع الفلسطيني في الريف الجنوبي من محافظة نابلس فعلاوة على أنها تعتبر رمز للخير والعطاء إلا أنها تعتبر في الوقت نفسه مصدر رزق للعديد من العائلات في قرية بورين والقرى المجاورة لها، لذلك يحرص المزارع الفلسطيني على العناية بها وإعطاءها جل اهتماماته وإمكانياته. يذكر أن مستوطني مستوطنة ‘يتسهار’ القاطنة على الأراضي الفلسطينية في بورين وعوريف بالإضافة إلى بلدة حوارة يشكلون مصدر قلق وهم يومي للسكان المحليين، فهؤلاء السكان لم يسلموا يوما واحد من بطش المستوطنين الذين يتفننون باستخدام أساليب التخريب والتدمير واقتلاع الأشجار حيث تعتبر المواسم الزراعة من أكثر الفترات تصعيداً من قبل المستوطنين.
ففي هذا الموسم الزراعي 2011 لم يختلف عن سابقيه من المواسم الزراعية في السنوات الماضية من حيث الطرق والأساليب التي يستخدمها المستوطنين في مهاجمة السكان والاعتداء عليهم فقد نالت قرية بورين نصيباً عالياً في عدد الاعتداءات التي شنها المستوطنين على الأرض والسكان والتي كان آخرها في ساعات الصباح الباكر من يوم الأحد 27 تشرين ثاني عندما أقدمت مجموعة من المستوطنين على مهاجمة قرية بورين تحديداً في المنطقة المعروفة باسم خلايل التفاح المحاذية لمستوطنة ‘يتسهار’.
يشار إلى أن المستوطنين استخدموا أدوات حادة في قص وتخريب نحو 20 شجرة زيتون مثمرة في تلك المنطقة مما أدى إلى إلحاق الضرر بها بشكل كبير حيث استخدم المستوطنون أدوات حادة في قص وتخريب الأشجار من مناطق حساسة في تلك الأشجار التي يزيد عمرها عن 70 عاماً وتعود ملكيتها إلى المواطن سعيد مصطفى قادوس من قرية بورين.
يشار إلى أن منطقة خلايل التفاح لا يستطيع أهالي القرية وحتى المزارعين من الوصول إليها بحجة أنها تقع ضمن ما يسمى بمنطقة الحزام الأمني لمستوطنة ‘يتسهار’ و بالتالي لا يسمح للمزارعين بالوصول إليها إلا فقط خلال موسم الزيتون وتحت مراقبة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبهذا يستغل المستوطنون عدم تواجد المزارعين في المنطقة في عمليات التخريب والتدمير المنظم بهدف النيل من عزيمة وإرادة المزارع الفلسطيني والذي رغم كل العقبات لا زال واقفاً في وجه جميع المخططات والمؤامرات التي تحاك ضده وضد كل إنسان حر في هذا العالم.
تجدر الإشارة إلى أن المستوطنين يخوضون من مختلف مستوطنات الضفة وخاصة مستوطنة ‘يتسهار’ منذ سنوات حرباً ضد الزيتون الفلسطيني فهم يحرقون عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية ، ويقطعون مئات الأشجار، ويهاجمون المزارعين في حقولهم، عدى عن كون الفلاح الفلسطيني هو أيضاً هدف للمستوطنين من خلال الاعتداء عليه بالضرب أو القتل أحياناً كثيرة.
إذن- في المشهد الفلسطيني المماثل اليوم في قرية بورين نتابع عملياً حروباً ‘إسرائيلية’ مفتوحة ضد الإنسان والحجر والشجر، ولعل الحرب الاحتفالية ضد شجرة الزيتون الفلسطينية هي الأشد ضراوة في هذه الأيام التي تعتبر جزءاً من موسم الزيتون 2011، كونها رمزاً للأرض والشعب والذاكرة والتاريخ والاقتصاد والصمود…!
فالذي نشهده هناك على امتداد مساحة الضفة حرباً ‘إسرائيلية’ شاملة على الزيتون الفلسطيني، حيث يحترق ‘النفط الأخضر’ الفلسطيني بنيران ‘المستوطنين’ وجنود الاحتلال، وحيث تتحول مواسم قطف الزيتون الفلسطيني إلى مواسم رعب وقتل ودماء… وتتحول الشجرة المباركة إلى ضحية للاقتلاع والتدمير على يد لصوص الأرض والتاريخ .