الانتهاك: إحراق 340 شجرة زيتون في بلدة بروقين
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة بروخين
الجهة المتضررة: عدد من المزارعين في بلدة بروقين
تاريخ الانتهاك: 13 تشرين أول 2011
الموقع: منطقة الخلايل شمال البلدة والمجاورة لمستوطنة بروخين
تقديم:
يبدو أن الحرب على الزيتون التي يفتعلها المستوطنون في موسم الزيتون آخذة بالتصعيد والتزايد، حيث أن هذا الموسم الزراعي لقطف الزيتون لا يختلف عن غيره من المواسم الزراعية الأخرى من حيث الاعتداءات الإسرائيلية. يذكر أن قطعان المستوطنين المنتشرين في أنحاء الضفة الغربية يتبعون أساليب لا يقبلها عقل إنسان ضد شجرة الزيتون المباركة التي تعتبر رمز الخير والعطاء بالنسبة للإنسان الفلسطيني.
فهناك المئات من أشجار الزيتون التي تم إحراقها أو رش مواد كيمائية عليها بهدف إتلافها ولانتهاء بإعدامها بالكامل من خلال قطعها من جذورها بطريقة وحشية ناهيك عن سرقة ثمار الزيتون حتى الشجرة الرومية نفسها يتم سرقتها ونقلها إلى داخل المستوطنات الإسرائيلية بهدف سرقة التاريخ وتزييفه ونسبه إليهم، لكن عروبة تلك الشجرة وانتمائها الحقيقي إلى يد الفلاح الفلسطيني أقوى ممن يفترون ويزورون .
يذكر أن يوم الخميس 13 من شهر تشرين أول 2011 شهدت منطقة الخلايل شمال بلدة بروقين والمجاورة لمستوطنة ‘بروخين’ حملة شرسة من قبل المستوطنين وذلك بالتزامن مع بداية موسم الزيتون، حيث استغل هؤلاء المستوطنين وجود تلك المنطقة ضمن المناطق التي تعرف ‘بالمناطق المغلقة عسكريا’ والتي لا يسمح للفلسطينيين أصحاب الأرض من الاقتراب منها إلا في موسم الزيتون و لفترة محدودة لا تتجاوز اليومين بعد التنسيق مع جيش الاحتلال.
ففي صباح ذلك اليوم الخميس أقدمت مجموعة من المستوطنين على إشعال النيران في عدد كبير من أشجار الزيتون في منطقة الخلايل شمال البلدة وذلك بصورة متعمدة من خلال رش مواد سريعة الاشتعال على عدد كبير من الأشجار وبطريقة عشوائية ومن ثم إشعال النيران حيث أتت النيران على نحو 340 شجرة زيتون مثمرة والتي تضررت بشكل جزئي أو كلي من جراء تلك الحرائق.
يذكر أن وعورة الطريق وصعوبة تواجد فرق الإطفاء المدني الفلسطيني بسبب قرب تلك المناطق من مستوطنة ‘بروخين’ وعدم توفر ما يسمى التنسيق مع الجانب الإسرائيلي لسماح لسيارات الدفاع المدني وللمزارعين أنفسهم للوصول إلى منطقة الحريق، كل هذه العوامل كانت سبب رئيسي في انتشار الحرائق وتمددها بشكل كبير لتطال هذا العدد الهائل من الأشجار. تجدر الإشارة إلى أن الأشجار المتضررة تعود في ملكيتها في المجمل إلى عائلة آل صبرة وآل سمارة من بلدة بروقين غرب محافظة سلفيت.
مستوطنة بروخين:
يشار إلى أن مستوطنة ‘بروخين’ تأسست عام 1999م وذلك كنواة استيطانية على أراضي قرية بروقين من الجهة الشمالية الغربية من البلدة، وبعد أحداث انتفاضة الأقصى عام 2000م بدأت تلك البؤرة الاستيطانية بالتوسع بشكل ملحوظ ومتسارع حيث استغل المستوطنون أحداث انتفاضة الأقصى وصعوبة وصول المزارعين الفلسطينيين إلى أراضيهم الزراعية عبر ما يسمى بالحزام الأمني الفاصل والمحيط بالمستوطنات الإسرائيلية وذلك بأعمال التوسعة والتمدد من خلال مصادرة اكبر قدر مستطاع من الأراضي الزراعية استناداً لتعليمات ودعوات رئيس وزراء الاحتلال السابق ‘ارائيل شارون’ والذي دعى المستوطنين إلى الاستيلاء على اكبر قدر مستطاع من الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية العشوائية والتي لاقت الدعم والتأييد من حكومات الاحتلال المتعاقبة.
يذكر أن مستوطنة ‘بروخين’ اقتبس اسمها من بلدة بروقين التي فقدت وسلبت مساحات واسعة من أراضيها لصالح تلك المستوطنة، حيث بلغ مساحة تلك المستوطنة حتى عام 2009م قرابة 480 دونماً وبمسطح بناء يقدر بنحو 266 دونم، إلا أن هذه المساحة أخذت بالتمدد يوما بعد يوم بدعم وتأييد من قبل سلطات الاحتلال التي توفر أقصى الحماية والمؤازرة للمستوطنين في عملية سلب الأراضي وتوسعة المستوطنة، بل تعدى ذلك إلى اعتداء المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وسلب حقهم في العيش بكرامة واستغلال أراضيهم الزراعية التي باتت حكراً على هؤلاء المستعمرين، و ما حدث من حرق للأشجار و للأراضي الزراعية في 13 من شهر تشرين أول الحالي بفعل هؤلاء المستوطنين لأكبر دليل على حقدهم و العقلية العنصرية التي يتمتعون بها.
صورة 1+2: منظر عام لخلة الخلايل التي جرى إحراقها