الانتهاك: استخدام مواد كيمائية أدى إلى إتلاف 55 شجرة زيتون مثمرة .
الموقع: موقع الضهرات شمال شرق بلدة ترمسعيا.
الجهة المعتدية: البؤرة الاستيطانية ‘عادي عاد’.
تاريخ الانتهاك: 21 تشرين أول 2011.
تقديم:
تعد بلدة ‘ترمسعيا ‘ العربية الفلسطينية من أشهر البلدات والقرى التي تنتج أجود أنواع الزيتون في الأراضي الفلسطينية ، فهي تتمتع بسهل خصيب و سلسلة جبال تزرع بالزيتون وتشكل مصدر للزيت تغطي حاجة المنطقة الزراعية من الزيت والزيتون. إلا أن هذه البلدة في نفس الوقت تعد هدفاً أساسياً في اعتداءات المستوطنين المتمركزين على التلال الشرقية من البلدة تحديداً في موقع الضهرات الذي يعد حلقة تربط أراضي بلدة ترمسعيا بقرية المغير المجاورة.
ففي بداية عام 2001م، وبتشجيع من حكومة الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت والتي كان يترأسها شارون نشط المستوطنين في احتلال تلك التلال وأقيمت البؤرة الاستيطانية ‘عادي عاد’ على أراضي تتبع قرى جالود والمغير وترمسعيا ومن هنا بدأت قصة معاناة حقيقة مع هؤلاء المستوطنين المتطرفين فكان الحجر والشجر والإنسان محط أهدافهم، وكان موسم الزيتون وما زال موسم يصعد هؤلاء المستوطنون من اعتداءاتهم ضد الشجرة المباركة وبشكل يندب له الجبين وباستخدام طرق وحشية لا تتماشى بالأصل مع المبادئ الإنسانية جمعاء.
تفاصيل الانتهاك:
في صباح يوم الجمعة 21 من شهر تشرين أول 2011 أثناء توجه محمود محمد العرجا (69 عاماً) من بلدة ترمسعيا إلى أرضه في منطقة الضهرات وذلك لجني ثمار الزيتون من أرضه التي لطالما تعب وسخر جزء كبير من وقته لمتابعتها في انتظار موسم زراعي يؤمن من خلاله دخل على مدار العام. لكن المفاجئ أن حقد مستوطني البؤرة الاستيطانية ‘عادي عاد’ لم يتوقف عند حد مضايقة المزارعين ومنعهم من حقهم الطبيعي للوصول إلى أراضيهم الزراعية، بل تعدى هذا الأمر إلى استخدام مواد كيمائية سامة في حقن الأشجار حتى تصل إلى عصارة الأشجار وبالتالي تسبب تلك المادة موت الأشجار بالكامل القضاء على أي فرصة مستقبلية في نموها من جديد، حيث تسلل مجموعة من هؤلاء المستوطنين تحت جنح الظلام واستخدموا تلك المادة الكيمائية والتي أدت إلى قتل 55 شجرة زيتون بعمر 30 عاماً بالكامل.
يشار إلى أن تلك الحادثة سبق وأن تكررت في نفس المنطقة من العام الماضي وأسفرت عن إتلاف 70 شجرة زيتون في نفس المنطقة وبنفس المادة حيث تم إبلاغ شرطة الاحتلال بالأمر ولكن شرطة الاحتلال كعادتها لم تتخذ إي إجراء بحق المستوطنين الحاقدين ليس على البشرية فحسب بل على الشجر والحجر أيضاً. يشار إلى أن الأشجار المتضررة تنتشر على مساحة 15 دونماً وتعود في ملكيتها إلى المواطنين: محمود محمد العرجا، سعيد طالب الكوك من بلدة ترمسعيا، بالإضافة إلى المواطن محمد سعيد أبو عليا من قرية المغير المجاورة.
من جهة أكد خبير الزيتون الفلسطيني السيد فارس الجابي لباحث مركز أبحاث الأراضي أن المستوطنون يستخدمون مادة تدعى ‘ غاغلون اربع ‘ في دهن الأشجار بعد قص جزء منها وبالتالي التسبب في جفافها وعدم نموها من جديد في المنطقة، حيث أن هذا الأثر لن يطال فقط الأشجار بل يتعدى ذلك إلى ضرب التنوع الحيوي في المنطقة وهذا مؤشر خطير على نمو النباتات وتطورها في المنطقة جميعها.
معلومات عامة عن بلدة ترمسعيا:
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة رام الله وتبعد عنها 23كم تتبع إدارياً لمحافظة رام الله، ترتفع 660م عن سطح البحر وتبعد عن الطريق الرئيسي نابلس – القدس 500م، وتقع في سهل فسيح يسمى (مرج عيد) أو (مرج العذارى) . تبلغ مساحتها الكلية حوالي 17.600 دونم، يزرع فيها الزيتون وأشجار التين واللوز والعنب، وتحيط بها أراضي قرى المغير وجالود، وسنجل والمزرعة الشرقية، وأبو فلاح، والمعروف أن أراضي قرية ترمسعيا هي وقف لمقام النبي موسى .
يبلغ عدد سكان البلدة لغاية نهاية عام 2010م قرابة 5200 نسمة يعتمدون على التجارة والأعمال الحرة في مصدر دخلهم كما تعد الزراعة عامل مساعد في تامين مصدر دخل العائلات في البلدة. صادرت سلطات الاحتلال (4000) دونم شرق البلد معظمها مشجرة بأشجار الزيتون وأقامت عليها مستوطنة (شيلو) وهي مستوطنة تأسست عام 1978م وتبلغ مساحتها 1600 دونم، حيث أن المستوطنين لم يكتفوا بمصادرة الأرض هناك بل أعلنوا عن جميع الأراضي الزراعية المحيطة بالمنطقة أراض مغلقة عسكرياً يمنع التواجد الفلسطيني بها وفي نفس الوقت نشط المستوطنون في مصادرة الأرض هناك وكانت النتيجة إقامة البؤرة الاستيطانية ‘عادي عاد’ على أراض ترمسعيا والود والمغير والتي تنهب الأرض وتعد نقطة للانطلاق في شن اعتداءات على المزارعين وأهالي وأراضي البلدة.