الحدث: أخطار روضة أطفال بوقف البناء و مصادرة كرفانين في تجمع عرب الخرابشه.
المكان: عرب الخرابشه شمال قرية العوجا في محافظة أريحا.
الجهة المعتدية:جش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المضرره: سكان تجمع عرب الخرابشه.
تاريخ الحدث: 8 أيلول الحالي.
الانتهاك:
لم تدم فرحة سكان عرب الخرابشه القاطنين إلى الشمال من قرية العوجا على مسافة 3كم عن القرية طويلاً وذلك بانتهاء معاناة لطالما سعى سكان التجمع جاهدين لحلها ألا وهي مشكلة التعليم لأبناء التجمع البدوي. ففي بداية شهر أيلول 2011 حصل أهالي تجمع الخرابشة البالغ عددهم قرابة 120 مواطناً على تمويل من خلال مركز معا للعمل التنموي لإقامة روضة أطفال بسيطة في التجمع البدوي مصنوعة من الخشب والخيش بالإضافة إلى أدوات تدريسية بسيطة إضافة إلى الحصول على كرفانين ليتم استخدامهما في تدريس أبناء التجمع البدوي الذين كانوا يضطرون إلى التوجه إلى قرية العوجا المجاورة والتي تبعد مسافة 3كم عن القرية وذلك بهدف الدراسة في مدارس القرية.
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت التجمع البدوي ظهيرة يوم الخميس الثامن من شهر أيلول 2011 ، حيث سلم جنود الاحتلال أهالي التجمع البدوي إخطاراً يتضمن وقف بناء روضة الأطفال في القرية بحجة البناء دون الحصول على التراخيص اللازمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مع مواجهة محكمة بيت إيل في 12 من شهر تشرين أول المقبل للنظر في وضعية الروضة المخطرة بوقف البناء، بالإضافة إلى ذلك قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة الكرافانين من داخل التجمع البدوي والذين تم التبرع بهما لأغراض تدريس الطلبة من أبناء التجمع حيث تم نقلهما إلى احد معسكرات الجيش القريبة.
الصور 1-3: منظر عام لتجمع عرب الخرابشة المهدد
من جهته أكدت السيدة سلام أبو خربيش المشرفة على روضة الأطفال التي تم إخطارها بوقف البناء لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن هناك هدفًا من قبل الاحتلال في مصادرة الكرافانين وإخطار الروضة بوقف البناء وهو منع التعليم في المنطقة بالإضافة إلى ضرب كل أوجه التقدم في المنطقة وبالتالي تحويل التجمعات البدوية إلى تجمعات مشتته بدائية في كل شيء يسهل السيطرة عليها من قبل الاحتلال وطردها في أي لحظة’.
وأضافت: ‘ إن روضة الأطفال كانت معدة لاستيعاب 14 طفلاً من التجمع البدوي، وبإخطار روضة الأطفال التي لم يتم افتتاحها بالأصل لتخطر بوقف البناء فان الأمل في تدريس هؤلاء الأطفال أصبح مستحيلاً، بسبب عدم توفر أي رياض أطفال في المنطقة كذلك صعوبة إرسالهم إلى روضة أحباب الله في قرية العوجا في كل صباح، كذلك هو الحال بالنسبة للطلبة القاصرين الذين تم مصادرة الكرفانين المعدين لتدريسهم حيث كان من المقرر استيعاب 12 طالب في الكرفانين بعمر من 8 حتى 12 عاماً إلا أن مصادرتهما أيضاً خلقت جوا يصعب فيه تدريس هؤلاء الأطفال، حيث لا يستطيع أهالي تجمع عرب الخرابشة إرسالهم كل يوم إلى قرية العوجا بهدف الدراسة وهذا بدوره خلق معضلة كبيرة تحول دون تدريس أبناء التجمع البدوي’.
من جهة أخرى أكد السيد سليمان رومانين رئيس مجلس قروي العوجا لباحث مركز الأراضي’ أن هناك خطط و برامج من اجل النهوض بالتجمعات البدوية المحيطة بقرية العوجا، ألا أن الاحتلال الإسرائيلي يعطل أي مشروع مقترح يخدم أهالي المنطقة بحجج واهية من بينها أن المنطقة مغلقة عسكريا أو بسبب القرب من المستوطنات المقامة و غيرها من الحجج و الذرائع حتى مشروع توزيع صهاريج لنقل المياه على التجمعات البدوية في المنطقة و المقدم من منظمة الأغذية و الزراعة العالمية تم إيقافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فهل أصبحت أيضا مياه الشرب خطرا على امن دولة الاحتلال الإسرائيلي، و هل أيضا الماء بات الأهالي محرمون منه لصالح هؤلاء المستعمرين الذين ينعمون بخيرات أرضنا و نحن محرمون منها’.
تجدر الإشارة إلى أن تجمع عرب الخرابشة ينحدر أصولهم من مناطق بئر السبع في المناطق المحتلة عام 1948م حيث جرى تهجيرهم بالقوة من أراضيهم الزراعية إلى مناطق جنوب الخليل، لكن قسوة الحياة دفعتهم إلى الهجرة إلى مناطق الأغوار لتأمين المراعي لأغنامهم والحصول على المياه بالإضافة إلى العمل بالزراعة هناك.
ويبلغ عددهم اليوم قرابة 120 نسمة، حيث جرى تهجير السكان خلال السنوات العشر الماضية ثلاث مرات، إلى أن استقروا بالقرب من قرية العوجا، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم إلى اليوم مهددون بالطرد في أي لحظة فهم إلى اليوم يعيشون أجواء نكبة عام 1948م ما دام الاحتلال جاثم في المنطقة. لكن بصمودهم وثباتهم في أرضهم باتوا شوكة في حلق الاحتلال الذي لم تفلح جميع مخططاته إلى اليوم في تفريغ المنطقة من السكان ولا بأي شكل من الأشكال فهم عنوان الثبات والصمود على الأرض.