الانتهاك: منع المزارعين ومربي الأغنام من استغلال أراضيهم الزراعية.
الموقع: سهل البقيعة شرق مدينة طوباس.
تاريخ الانتهاك: الأحد 14 آب 2011.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الانتهاك:
شرع جيش الاحتلال مع بداية تموز 2011 بحملة جديدة للتضييق على رعاة الماشية والأغنام في سهل البقيعة شرق مدينة طوباس، وذلك من خلال المطاردة لعدد كبير من المزارعين ومنعهم من استغلال أراضي السهل بحجة أنها مناطق تدريبات عسكرية ومناطق مغلقة عسكرياً. ففي صباح يوم الأحد 14 آب 2011 أقدم جنود الاحتلال على مطاردة مربي الأغنام في المنطقة وتحذيرهم شفوياً من الاقتراب من مساحات شاسعة في سهل البقيعة وإلا سوف يتم مصادرة جميع رؤوس الأغنام التي بحوزة المزارعين وتكبيد المزارعين خسارة فادحة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة كان لها بالغ الأثر السلبي على المزارعين ورعاة الماشية في سهل البقيعة الذين تعتبر حرفة تربية الأغنام والزراعة مصدر دخلهم الوحيد، حيث تصب تلك العملية في إطار ضرب قطاع الثروة الحيوانية في المنطقة وتفريغ المنطقة من السكان. تجدر الإشارة إلى انه حتى عام 2009م وحسب دائرة البيطرة في محافظة طوباس يقدر عدد الثروة الحيوانية في سهل البقيعة حوالي 15 ألف رأس 85% منها ماعز وأغنام وما تبقى '15%'[1] أبقار ودجاج ونحل، و تبلغ نسبة العاملين في هذا القطاع من سكان المنطقة حوالي 75% وما تبقى '25%' يعمل في القطاع الزراعي وتحديداً الزراعة الحقلية، وكانت أعداد الثروة الحيوانية بالمنطقة تقدر حتى العام 2000 بحوالي 40 ألف رأس غير أنها في تراجع مستمر -يكاد يكون يومي- نظراً للاستهداف المباشر من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتسارع الإجراءات القمعية على الأرض[2].و في ظل هذا التراجع في كل عام باتت الثروة الحيوانية مهددة في سهل البقيعة جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض.
أسباب تراجع الثروة الحيوانية في سهل البقيعة:
1. الاستيطان: ساهم الاستيطان بشكل رئيس بمحدودية المناطق الرعوية بسهل البقيعة وانحسارها بمساحات مصادرة ضيقة بلغت 5 آلاف دونم بعد أن كانت حوالي 20 ألف دونم رعوي يضاف إليها مساحات رعوية مترامية تصل للحدود الأردنية، وقد استهدفت المناطق الرعوية بهجمة استيطانية مطلع السبعينات من القرن الماضي حين أنشأت على أراضي سهل البقيعة 4 مستوطنات زراعية في المنطقة في العام 1972 هي مستوطنة 'بقعوت وأرجمان' و'روعي'، وفي العام 1978 تم إنشاء مستوطنة 'الحمرا'، هذه المستوطنات كان لها دور كبير في التهام معظم المراعي في المنطقة وضمها لصالح المستوطنات وما يسمى بالحزام الأمني المحيط بالمستوطنات.
2.المواقع العسكرية والتدريب : بلغ إجمالي المساحات الرعوية المصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لغرض إنشاء مواقع عسكرية وميادين مفتوحة تتبع لها لغرض الرماية والتدريب الحي حوالي 5000 دونم من سهل البقيعة، وكان لعمليات المصادرة هذه والإعلان عن مساحات ملحقة كمناطق عسكرية مغلقة أسوأ الأثر على تربية الماشية خلال العامين الماضيين، وكل ذلك نتيجة الإجراءات القمعية التي مارسها جنود الاحتلال بحق الرعاة ومربي الثروة الحيوانية سواء من مصادرة الأراضي الرعوية أو نتيجة ملاحقة الرعاة وهدم منشآتهم السكنية وحظائر الماشية ما دفع قسم كبير منهم لهجرة المنطقة والمهنة.
يشار إلى انه يوجد في سهل البقيعة عدد من معسكرات التدريب لجيش الاحتلال و هي: معسكر روعي، معسكر بقعوت، معسكر سمرا، بالإضافة إلى عدد من المعسكرات المغلقة.
3.خندق الفصل: توالت عمليات المصادرة والتضييق على الرعاة ومربي الثروة الحيوانية في سهل البقيعة وصولاً للعام 2000 حين شقت آليات الاحتلال خندقاً بعرض سهل البقيعة عازلة 40 ألف دونم من مساحته الإجمالية المقدرة بحوالي 60 ألف دونم خلف الخندق بطول 2 كم وعرض 4 متر وعمق 4 متر كذلك ما اضطر مئات الرعاة في المنطقة لهجرة المنطقة مع عشرات الآلاف من ماشيتهم ما كان له أسوأ الأثر على مهنة تربية الماشية في المنطقة[3].
لمحة عامة عن سهل البقيعة:
يقع سهل البقيعة في محافظة طوباس في شق الأراضي الغورية من المحافظة وتمتد أراضيه -التابعة في معظمها لأهالي بلدة طمون- حتى المنطقة الحدودية المتاخمة للملكة الأردنية شرقا على مساحة قدرها حوالي 60 ألف دونم مملوكة في معظمها لأهالي بلدة طمون وقسم محدود لأهالي مدينة طوباس. يبلغ عدد التجمعات في سهل البقيعة 8 تجمعات سكانية منها خربتان و 6 تجمعات عشوائية، ويمتهن غالبية قاطنيها تربية الماشية بشكل أساسي إضافة إلى الزراعة الحقلية، وتعود جذور قاطني المنطقة بغالبيتهم إلى بلدة طمون وقسم محدود إلى مدينة طوباس ومحافظة الخليل ممن وفدوا مع ماشيتهم إلى المنطقة طلبا للكلأ واستقروا فيها.
[2] وزارة الزراعة، مديرية بيطرة طوباس
[3] محافظة طوباس
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس