الانتهاك: مصادرة 5 صهاريج لنقل المياه.
الموقع: عرب العرارة – الكعابنة / الأغوار الوسطى
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي .
تاريخ الحدث: 23 آب 2011 .
تقديم:
رغم الحر الشديد وصعوبة الحياة التي يعيشها سكان الأغوار الفلسطينية، الذين تعتبر تربية الأغنام حرفتهم الوحيدة وبيوت الخيش المأوى الوحيد لديهم الذي يقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء، على ارض اعتادوا التواجد فيها منذ القدم. لكن رغم هذا فإن سكان المنطقة لم يسلموا من اعتداءات جيش الاحتلال عليهم، هذا الاحتلال الذي تفنن في أساليب القمع والترهيب مستخدماً كافة الوسائل التي لا يقبلها عقل أي إنسان من هدم للمنازل وتشريد للسكان ومصادرة المراعي والانتهاء بسرقة الأرض والمياه ومحاولة لتحويل السكان إلى تجمعات غير قانونية يجب استئصالها حسب ادعاء الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الانتهاك:
ففي صباح يوم الثلاثاء 23 من شهر آب 2011 أقدم جيش الاحتلال على مداهمة تجمع عرب العرارة الذين ينتمون بالأصل إلى عائلة الكعابنة البدوية، حيث قام جنود الاحتلال بمصادرة 5 صهاريج لنقل المياه تابعة للتجمع البدوي بحجة أن تلك الصهاريج تتواجد داخل منطقة عسكرية مغلقة حسب وصف الاحتلال والتي قصد بها المنطقة التي يتواجد بها عرب العرارة والتي تبعد مسافة 1كم شرق مستوطنة ‘ الفرد يريحو ‘ في الأغوار الوسطى.
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال قام بنقل الصهاريج المائية باتجاه معسكر لجيش الاحتلال يقع بالقرب من المنطقة، وقام بفرض غرامات مالية على أصحاب الصهاريج المائية تقدر 200 شاقل عن كل يوم تبقى فيها الصهاريج في الحجز داخل معسكرات الاحتلال. يذكر أن الصهاريج المصادرة تعود ملكيتها إلى كل من : حسين لافي كعابنة، مفلح مرعب كعابنة، فوزات عزت كعابنة، محمد يوسف كعابنة، داهش الكعابنة. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمل على مصادرة صهاريج نقل المياه من تجمع عرب العرارة ( الكعابنة) أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية وذلك كورقة ضغط يراد بها تهجير السكان من المنطقة لتنفيذ مخطط توسعة الاستيطان في الأغوار في خطوة لإحكام سيطرة الاحتلال على مناطق الأغوار.
من جهته أكد شيخ عرب العرارة السيد فواز عزت الكعابنة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن هناك استهداف مباشر لتجمع عرب العرارة الذين ينحدرون في أصولهم إلى عرب الكعابنة فلم تسلم خيمة واحدة من دون استهداف الاحتلال لها بإخطارات الهدم بحجة الإقامة في منطقة مغلقة عسكريا رغم أن الأرض نقيم عليها و نستغلها قبل إقامة المستوطنات المجاورة، بالإضافة إلى ذلك فان الاحتلال يلاحقنا في ابسط حقوقنا، و هو السكن و المياه و المراعي، و لم يسلم التجمع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 194 نسمة من ملاحقة الاحتلال له و المداهمات الليلية دون مبرر و ذلك لبث الفزع و الخوف في نفوس السكان لإجبارهم على ترك المنطقة و الرحيل إلى مناطق مجاوره، و لكن من الصعب ترك المكان فهذا المكان مصدر رزقنا و أقامتنا و لقد اعتدنا عليه رغم مضايقات الاحتلال المستمرة لنا’.
يشار إلى أن تجمع عرب العرارة يحصلون على المياه لسد حاجاتهم من مياه الشرب وتربية الأغنام عبر شراء المياه من قرية حزما شمال شرق مدينة القدس والتي تبعد عن التجمع مسافة 14كم حيث يتم نقلها عبر صهاريج خاصة إلى التجمع الذي لا يعترف به الاحتلال، وهذه العملية مكلفة بالنسبة للسكان حيث أن كل صهريج سعة 4م3 يكلف السكان 100 شيقل شامل تكاليف النقل، وهذا يزيد من الأعباء المالية على السكان في المنطقة الذين أجبرتهم ظروف الاحتلال عام 1948م على هجرة أراضيهم في منطقة بئر السبع والتوجه إلى مناطق بيت لحم وأريحا والمعرجات وفصايل للإقامة هناك، ولكن يبدو أن الاحتلال يصر على سرقة الأرض وتهجير السكان وممارسة أبشع أساليب العنصرية وإذلال السكان، في ظل دولة قائمة على سفك الدم وسرقة الأرض و التهجير القسري للسكان .
مستوطنة الفريد يرحو:
يشار إلى أن مستوطنة ‘الفريد يريحو’ تأسست عام 1979م على أراض الأغوار الوسطى تحديداً على الطريق الذي يربط مدينة القدس بمدينة أريحا، حيث أراد الاحتلال من إقامتها هو سرقة الأرض بالدرجة الأولى وقطع التواصل الجغرافي بين المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث يبلغ مساحتها الإجمالية 645 دونم ويبلغ عدد المستوطنين بها لغاية عام 2009م نحو 234 مستوطن.