الانتهاك : إحراق 150 دونماً في بلدة عقربا.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘ايتمار’.
الجهة المتضررة: عدد من المزارعين في بلدة عقربا.
تاريخ الانتهاك: 4 تموز 2011.
الانتهاك:
صعد مستوطنو مستوطنة ‘ايتمار’ من اعتداءاتهم على أهالي قرية عقربا وممتلكاتهم، ففي ساعات الظهيرة من يوم الاثنين الرابع من شهر تموز 2011، أقدم مجموعة من مستوطني ‘ايتمار’ على إضرام النيران في أراضي بلدة عقربا الشمالية تحديداً موقع ‘شعب الورد ‘ القريبة من مستوطنة ‘ايتمار’ الإسرائيلية. يذكر أن الحرائق أتت حسب تقديرات المجلس البلدي على نحو 150 دونماً من الأراضي الزراعية المزروعة بالزيتون، مما أدى إلى إتلاف عدد كبير من الأشجار الرومية وعدد آخر من أشجار الزيتون التي لا يقل عمرها عن 25 عاماً.
صورة 1+2: دخان يتصاعد من أراضي عقربا سببه مستعمرو ايتمار الإسرائيلية
يذكر انه وبحسب تقديرات المجلس البلدي في بلدة عقربا بلغ عدد الأشجار الرومية التي تم إحراقها بالكامل حوالي 150 شجرة، بالإضافة إلى حرق 250 شجرة بشكل جزئي عمرها حوالي 25 عاماً. يذكر أن منطقة شعب الورد منذ عام 2001 يمنع الاحتلال أصحاب الأراضي الوصول إليها بسبب قربها من مستوطنة ‘ايتمار’، وبالتالي ساعد ذلك في جعل تلك المنطقة فريسة سهلة بالنسبة للمستوطنين، حيث يعمد المستوطنون إلى سرقة ثمار الزيتون في موسم الزيتون، علاوة على تحطيم وتكسير اكبر قدر مستطاع من أشجار الزيتون التي تعتبر رمزاً لعروبة المنطقة وشاهداً حياً على الوجود الفلسطيني.
وخلال الأعوام القليلة الماضية شهدت تلك المنطقة حملة شرسة من قبل هؤلاء المتطرفين من خلال مهاجمة المزارعين الفلسطينيين أثناء تواجدهم في تلك المنطقة حيث سجل عدد كبير من الإصابات من جراء اعتداء المستوطنين، كذلك فإن تلك المنطقة كان لها نصيب كبير في حرق مساحات شاسعة من أراضيها الزراعية وتكسير وسرقة عدد كبير من أشجار الزيتون هناك تحت صمت المجتمع الدولي جراء ما يحدث في المنطقة التي تعد نموذجاً حياً للكثير من المناطق والقرى الفلسطينية التي تشهد في كل يوم نكبة حقيقية جراء ممارسات الاحتلال على الأرض.
يشار إلى أن الأراضي المتضررة جراء الحريق الأخير تعود ملكيتها إلى كل من: جبران محمود قاسم بني منية، زيد محمود قاسم بني منية، زهدي محمود قاسم بني منية، رامي خالد يوسف بني منية، زاهر محمد حسن زايد ، برهان محمد حسن بني منيه ، أيوب محمد حمدان بني جابر، حامد إبراهيم بني جابر، بالإضافة إلى عدد أخر من المزارعين في بلدة عقربا.
من جهته أكد المزارع جبران بني منيه (49عاما) لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ إن ما حدث من حرق لأشجار الزيتون الرومية هو تكرار لسيناريو عام 1948 وهي جريمة منظمة من قبل الاحتلال، يريد فيها اقتلاع تاريخنا من المنطقة، وحرقها بمثابة شهادة موت بالنسبة لنا لان تلك الأشجار هي زرعت على زمن أجدادنا وحرقها اليوم يعني انتهائنا وموتنا، فأي شعور يوصف لنا ونحن نرى الشجرة التي غرسها أجدادنا لتبقى منارة تضيء المنطقة تشتعل وتزول في لحظات ونحن ممنوعون من مجرد الوصول إليها وإنقاذها أمام عصابة من الغرباء الحاقدين’. وأكد’ أن الأشجار التي احرقها المستوطنون لا تزال تشتعل بها النيران إلى حد إعداد هذا التقرير، وهناك تقصير متعمد من قبل الاحتلال في إطفاء النيران المشتعلة في ما تبقى من أشجار الزيتون، في خطوة تشير إلى الحقد الدفين الذي يكنه الاحتلال لتلك الشجرة التي بارك الله فيها في قرآنه الحنيف، هذا الاحتلال الذي اخذ بالمماطلة في السماح لسيارات الإطفاء الفلسطينية إنقاذ ما تبقى من أشجار وذلك بهدف إلحاق اكبر ضرر في الأراضي الفلسطينية’.
خطر مستوطنة ‘ايتمار’ على أراضي عقربا:
وضع حجر الأساس للمستعمرة في عام 1984 عندما أصدرت ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية التابعة للاحتلال قراراً بإزالة النواة الاستعمارية على أراضي روجيب ونقلها من موقعها الحالي إلى أراضي جبل بلال في دير الحطب بالطائرات المروحية. وقد أقيمت المستعمرة على أيدي طلاب معهد ‘مئير’ من القدس وأطلق عليها بداية اسم ‘تل حاييم’ كإشارة لاستئناف ما يسمى بالحياة اليهودية في الموقع الذي يعتبرونه رمزاً دينياً وعقائدياً لهم والذي له ارتباطات مزعومة بـ ‘ العيزر إيتمار بنحاس’ والسبعين شيخاً حسب التاريخ اليهودي. وبعد ذلك بدأت المستعمرة بالتوسع وحول اسمها من ‘تل حاييم’ إلى ‘إيتمار’.
وحدثت عملية التوسع ببطء وصمت شديدين حتى تمدّدت مساحة البناء فيها عدة أضعاف خلال الثلاث والعشرين عاماً الماضية. وتتربع مستعمرة ‘ايتمار’ اليوم على أراضي قرى وبلدات عورتا وبيت فوريك واليانون وروجيب وبلدة عقربا وتحتل مساحة حدودها البلدية الآن 6963 دونماً، ومسطح البناء فيها 253 دونماً، وبلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية عام 2005م نحو 651 مستعمراً ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط- واشنطن) .