الانتهاك: أعمال توسعة واسعة النطاق لمستوطنتي ‘علي زهاف و بدوئيل’.
الموقع: كفر الديك – الجهة الغربية من المستوطنات.
تاريخ الانتهاك: الأول من شهر تموز 2011.
الجهة المتضررة: عدد كبير من المزارعين في بلدة كفر الديك.
تقديم:
منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967م، سعت حكومات الاحتلال المتعاقبة إلى تكرس الاحتلال وجعله أبدياً عبر وسائل عديدة أهمها توسيع المستوطنات، تلك المستوطنات التي أراد الاحتلال من وجودها أن تكون عقبة أساسية في وجه أي تسوية مستقبلية مع الجانب الفلسطيني، علاوة على كونها وسيلة لسرقة الأرض ومقدرات البلاد، لذلك كرس الاحتلال ميزانية طائلة لتنفيذ تلك المخططات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشريف.
ففي الأسابيع والأشهر الأخيرة شهدت المنطقة تصعيداً غير مسبوق في سياسة توسيع المستوطنات بما يشكل انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي، ورغم ذلك فإن تلك النشاطات تلقي الدعم والتأييد من قبل الولايات المتحدة التي تضغط على الفلسطينيين ليقبلوا بالأمر الواقع. يشار إلى أن مستوطنة ‘بدوئيل’ ومستوطنة ‘علي زهاف’ غرب محافظة سلفيت نالت نصيب الأسد في عملية سرقة الأرض والمصادرة إلى أن أصبحت مساحة الأراضي التي تم تجريفها حتى تاريخ اليوم بلغت ثلاثة أضعاف مساحتها الحالية مما ينذر بكارثة حقيقية قد تحل على المنطقة خاصة إذا علمنا بأن المنطقة المصادرة تعد من أكثر المناطق حيوية في المنطقة من حيث خصوبة الأراضي والموقع الاستراتيجي بالنسبة للقرى والبلدات المجاورة.
فبالنسبة إلى مستوطنة ‘علي زهاف’ الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من بلدة كفر الديك يتم الآن تجريف وتسوية مساحات واسعة من أراض البلدة تحديداً في منطقة خلة أبو مزهر والملسة، وطالت عملية التجريف إلى الآن ما يزيد عن 240 دونم من أراضي البلدة الزراعية مخلفة بذلك دماراً واسعاً في المنطقة.
الصور 1-4: أعمال التوسع الجارية في مستوطنتي ‘عيلي زهاف’ و ‘ بدوئيل’ – كفر الديك
إلى الغرب من بلدة كفر الديك، حيث تتجسد هناك أعمال الاستيطان وسرقة الأراضي الزراعية من خلال ما تسمى بمستوطنة ‘بدوئيل’، تلك المستوطنة التي لم تترك شيئاً من أراضي البلدة الزراعية في الناحية الغربية إلا وابتلعتها. في تلك المستوطنة التي تقع على سفح تلة تطل على البحر المتوسط وتقابل السهل الساحلي الفلسطيني المحتل منذ عام 1948م، حيث وقف هناك رئيس وزراء الاحتلال الأسبق ‘ارائيل شارون’ وقال من على ظهر السفح أن تلك المستوطنة سوف تظل إلى الأبد بيد إسرائيل ولا تنازل عن تلك المنطقة للفلسطينيين في أي تسوية كانت ، وتشهد اليوم المستوطنة أعمال تجريف وتوسيع كبيرة لدرجة أن المساحة التي تشملها التجريف تعتبر اكبر من مساحة المستوطنة القائمة بحد ذاتها، تحديداً حوض الظهر، هدفها توسعة نطاق المستوطنة واستيعاب المزيد من المستوطنين إلى تلك المنطقة، حيث طالت عملية التجريف قرابة 200 دونماً تعود ملكيتها لعائلة الديك من بلدة كفر الديك ولا زال التجريف مستمراً.
يذكر أن دولة الاحتلال بدأت بإطلاق تصريحات تشجع المستوطنين على سرقة الأرض ونهبها وهي بمثابة الضوء الأخضر للشروع بأعمال التوسعة وسلب الأراضي بدعم وتشجيع من حكومة الاحتلال. ففي الوقت الذي تدعي فيه حكومة الاحتلال نيتها الشروع بالمفاوضات مع الجانب الفلسطيني، تقوم بإطلاق العنان للمستوطنين لسرقة اكبر قدر مستطاع من الأراضي الزراعية، وتهويد المنطقة ومصادرة مقدراتها الاقتصادية والزراعية .
يذكر أن مستوطنة ‘بدوئيل’ تأسست سنة 1984، وفي عام 2010 بلغت مساحة مسطح البناء لها 537 دونماً منها 418 دونماً مصادرة من أراضي بلدة كفر الديك، وبلغ عدد المستعمرين 1088 مستعمراً. أما بالنسبة إلى مستوطنة ‘عيلي زهاف’ فقد تأسست سنة 1982، وبلغت مساحة مسطح البناء لها لغاية عام 2010م (290 دونماً) وهي مقامة على أراضي قرية كفر الديك، وبلغ عدد المستعمرين بداخلها 424 مستعمراً.