الانتهاك: اقتلاع 300 غرسة زيتون .
المكان: منطقة واد قانا.
تاريخ الحدث: 28 من شهر حزيران الماضي.
الجهة المعتدية: سلطة حماية البيئة الإسرائيلية بالتنسيق مع جيش الاحتلال.
الجهة المتضررة: المزارع كمال عبد الرحمن محمد عبد الرحمن.
الانتهاك:
في قرصنة جيدة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة واد قانا شمال مدينة سلفيت، أقدم جيش الاحتلال في صباح يوم الثلاثاء 28 حزيران على خلع 300غرسة زيتون أعمارها تتراوح ما بين سنتين إلى ست سنوات تعود ملكيتها للمواطن كمال عبد الرحمن محمد عبد الرحمن من سكان بلدة ديرستيا . وتقع الغراس التي تم تقطيعها في المنطقة الغربية من البلدة في منطقة ‘قطان الجامع’ ، حيث تواجد في المكان عدد كبير من جنود الاحتلال وأكثر من عشرة مركبات عسكرية بالإضافة إلى ضابط من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال الإسرائيلي ، وقد استغرقت العملية أكثر من ثلاثة ساعات شارك فيها مجموعة من جنود الاحتلال المسلحين وكذلك ‘حفار’ ، و استخدم ماتور لقص الشجر و تم مصادرة كافة الأشجار التي تم اقتلاعها وقطعها بوضعها في عربة يجرها جيب ابيض اللون تابع لما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية .
وكان المواطن المذكور قد تلقى أمر بإخلاء أرضه و إعادة الأرض إلى ما كانت عليه بالسابق و ذلك بتاريخ 15 آذار الماضي، حيث يبرر الاحتلال ذلك بان منطقة وادي قانا محمية طبيعية لا يجوز تغيير معالمها. تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال السابق قد أعلن بالسابق بان منطقة واد قانا التي تمتد على مساحة 10 إلف دونم، تصنف بأنها محمية طبيعية بحسب اتفاق أوسلو الموقع مع الجانب الفلسطيني، و هذا بدوره أعطى المبرر لجنود الاحتلال في ممارسة أقصى أشكال الترهيب و القمع بحق المزارعين الفلسطينيين ممن يمتلكون أراض زراعية في منطقة الوادي.
في حين أطلق الاحتلال العنان للمستوطنين بممارسة كافة أشكال العربدة و سرقة الأرض الزراعية، محولين بذلك منطقة وادي قانا إلى منطقة منكوبة بفعل ممارسات الاحتلال حيث تشهد منطقة وادي قانا بشكل شبه يومي العديد من الاعتداءات التي تهدد هوية الوادي، والوجود الفلسطيني. فمن يقترب من المكان يرى كيف اعتلت المستوطنات القمم الجبلية المحيطة بالوادي، وكيف تواصل هذه المستوطنات زحفها لخنقه، وطرد السكان الأصليين، فاليوم أصبحت سفوح الجبال المحيطة بالوادي علامات على خطورة الاستيطان. هذا في وقت أن البناء والتوسع العمراني في المستوطنات تزايد بوتيرة مستعرة، مما ينذر بكارثة حقيقية تهدد الوجود الفلسطيني بالكامل في منطقة الوادي.
الأمر الآخر الذي لا يقل خطورة عن الاستيطان، هو ما يسمى سلطة حماية الطبيعة الإسرائيلية، هذه السلطة التي تسخر طاقاتها لطرد الفلسطيني من أرضه. فقد بدأت تحرك يقوم على فكرة أن وادي قانا محمية طبيعية. وخطورة هذا القرار وهذا التوجه تكمن في إجراءات مختلفة منها ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال بحق المزارع كمال عبد الرحمن قبل5 أيام ، فما حصل مع المزارع المذكور يعكس حال عشرات المزارعين في وادي قانا ، حيث منع الأهالي من زراعة الأشجار وذلك للحفاظ على الطبيعة حسب ادعاء الاحتلال وعدم الإخلال بالتوازن الطبيعي، حيث لم تسمح سلطات الاحتلال للأهالي بزراعة أراضيهم بالأشجار، بل فوق هذا كله وجه الاحتلال عدد من الإخطارات التي تتضمن منع المزارعين من استغلال منطقة وادي قانا و خلع الأشجار التي زرعها الفلسطينيون بحجة أنها لا تتوافق وقانون الطبيعة الإسرائيلي.
و يبقى الوجود الفلسطيني في منطقة واد قانا محفوف بالمخاطر، و هذا يتطلب وقفة حقيقة أما مخططات الاحتلال الهادفة إلى سرقة الأرض و المياه علاوة على تغيير الطابع العربي للمنطقة عبر زرع تلك المستوطنات الإسرائيلية التي وجدت لتنفيذ مخططات الاحتلال و تدمير البيئة الفلسطينية.