الانتهاك: إضرام النار في مسجد المغير الكبير وكتابة شعارات مسيئة على جدرانه.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘عادي عاد’ .
تاريخ الانتهاك: 7 حزيران 2011.
تفاصيل الانتهاك:
في ساعات الفجر الأولى من يوم الثلاثاء السابع من حزيران 2011 استفاقت قرية المغير شمال شرق محافظة رام الله على قيام مجموعة من المستوطنين من مستوطنة ‘عادي عاد ‘ المقامة على السفوح الشمالية للقرية بإضرام النيران داخل مسجد المغير الكبير والذي يقع في وسط القرية مما أدى إلى إلحاق أضراراً فادحة بالمسجد، وإتلاف عدد كبير من المصاحف الدينية بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للمسجد بشكل كامل.
صورة 1+2: مسجد المغير الكبير بعد حرقه – رام الله
بالإضافة إلى ما تقدم، أقدم المستوطنون على كتابة شعارات عنصرية على جدران المسجد باللغة العبرية والتي تعني ‘ الموت للعرب’ و ‘ بداية الانتقام’، في صورة لتحدي مشاعر المسلمين بالدرجة الأولى وتحدي أهالي القرية البسيطة المتواضعة من خلال تلك الأفعال التي تنم عن همجية الاحتلال وتجسد عقلية الكره لما هو ليس يهودي.
وفيما يخص الآلية التي نفذ هؤلاء المستوطنين فعلتهم أكد الشيخ درويش الحج محمد إمام وخطيب مسجد المغير الكبير في مقابلة ميدانية لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: في ساعات المساء من يوم الاثنين 6 حزيران شهدت القرية نشاطاً ملحوظاً للمستوطنين بالقرب من مستوطنة ‘عادي عاد’، وكان هناك بالتوازي مع ذلك تحرك واسع لجيش الاحتلال في المنطقة، و في ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الثاني أقدمت مجموعة من المستوطنين من تلك المستوطنة على مداهمة القرية تحت جنح الظلام باتجاه مسجد القرية الكبير حيث أقدم المستوطنون على تكسير نوافذ المسجد والتسلل داخله كمجموعة من اللصوص مستغلين صمت وهدوء ليل تلك القرية الريفية المتواضعة، ليدنسوا بذلك سمهم وحقدهم داخل المسجد من خلال إشعال الإطارات والمواد الحارقة داخله مما أدى إلى اشتعال النيران بشكل كبير وبالتالي إتلاف عدد كبير من المصاحف الدينية وإحراق شبكة الكهرباء داخله بالإضافة إلى إحراق أرضية ومفارش المسجد، علاوة على كتابة شعارات دينية تدعوا إلى الانتقام من العرب على جدرانه، حيث تسلل المستوطنون بعد ذلك بحماية من جنود الاحتلال إلى خارج المسجد ليتمكنوا من الفرار بعد ذلك تاركين فعلتهم السوداء العنصرية’.
من جهة أخرى، أكد السيد فرج النعسان رئيس المجلس القروي في قرية المغير لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ إن عملية إحراق المسجد تعد سابقة خطيرة من نوعها في القرية، حيث سبق وأن اعتدى مستوطنو ‘عادي عاد’ على مزارعي القرية وعلى شجرة الزيتون، أما حرق المساجد فيعد الأول من نوعه في القرية، ويكشف بشكل صارخ أن الصراع بين الاحتلال والفلسطينيين هو صراع عقائدي قبل أن يكون سياسي فالاحتلال يريد طمس التاريخ العربي الإسلامي من المنطقة وتزوير التاريخ تلبية لمصالحهم وامتثالاً لعقلية اليمين المتطرف الذي يحكم دولة الاحتلال الإسرائيلي’ .
تجدر الإشارة إلى أن إحراق المسجد من قبل المستوطنين يصب في حلقة تدنيس المقدسات الإسلامية وهو انتهاك فاضح للأعراف والمواثيق الدولية التي تدعو إلى حرية العبادة وذلك تحت صمت مطبق ومدان من قبل المجتمع الدولي. كذلك يصب هذا الأمر في سياسة مبرمجة من قبل الاحتلال تهدف إلى تغذية عقلية التطرف الديني في المنطقة والاستهتار بمشاعر المسلمين، ويعد حرق مسجد المغير الكبير واحداً من سلسلة حرائق واعتداءات طالت عشرات المساجد في الضفة الغربية والقدس الشريف إضافة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
قرية المغير, موقع, مساحة وسكان:
تقع قرية المغير إلى الشمال الشرقي من محافظة رام الله تحديداً على بعد 22 كم عن مدينة رام الله، حيث يبلغ عدد سكان القرية حوالي 2900 نسمة حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء عام 2010 م، وتقع معظم أراضي قرية المغير في الجهة الشرقية من القرية وتصل حتى حدود نهر الأردن، وتبلغ مساحتها الإجمالية قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م نحو 33 ألف دونم.
لكن الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن عن منطقة غور الأردن منطقة عسكرية مغلقة حوّل بدوره ما يزيد عن 27556 دونماً من أراضي قرية المغير إلى منطقة عسكرية مغلقة, فزرع الألغام الأرضية في المنطقة بالإضافة إلى نشر قوات عسكرية فيها ومنع رعاة الأغنام والمزارعين من مجرد التواجد فيها تحت عنوان مناطق إطلاق نار ومناطق عسكرية مغلقة.
كما تحيط بقرية المغير ومن جهاتها الأربع عدداً من المستوطنات الإسرائيلية الأمر الذي يجعل من أراضي القرية محط أطماع للإسرائيليين في الاستيلاء عليها. فمن الناحية الشرقية للقرية, تتواجد كل من مستوطنات (تومر, جلجال, بيتسائيل و نيتف هجدود) ومن الناحية الغربية للقرية تتواجد كل من مستوطنتي ‘شيفوت راحيل’ والبؤر الاستيطانية التابعة لها و’مستوطنة شيلو’, أما من الناحية الجنوبية للقرية فتتواجد كل من مستوطنات ‘نيران, يطاف و كوخاف هشاهار,’ وأخيراً من الناحية الشمالية للقرية, تقع كل من مستوطنات ‘معاليه أفرايم و مجداليم’.