الانتهاك: الاحتلال الإسرائيلي يتلف العشرات من الدونمات الزراعية أثناء التدريبات العسكرية.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: المزارعون في منطقة وادي المالح.
تاريخ الانتهاك: 20 /05/ 2011.
يواصل جنود الاحتلال الإسرائيلي حرق العشرات من الدونمات الزراعية في منطقة واد المالح أثناء تدريباتهم العسكرية, يشار إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يعمدون أثناء عملية التدريبات في منطقة المالح إلى استخدام قنابل الإنارة و القذائف التي من شانها إحراق المناطق الرعوية في الأغوار الشمالية وبالتالي إلحاق أضرار فادحة بمربي الماشية في الأغوار الشمالية.
ففي 20 من شهر أيار الحالي و كنتيجة حتمية لتدريبات جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة المالح اندلعت النيران بمساحات واسعة من الأراضي الرعوية في المنطقة، حيث أتت النيران على مساحة 70 دونماً في تلك المنطقة وساعد جفاف القش و الرياح الشرقية على امتداد النيران مساحات واسعة في المنطقة. من جهته أكد عارف ضراغمه رئيس مجلس مشاريع مضارب البدو في منطقة المالح ‘ على أن الاحتلال الإسرائيلي يعمد في موسم الصيف إلى تكثيف عمليات التدريب العسكرية في منطقة واد المالح، تلك المنطقة التي تصنف 80% من أراضها كمناطق تدريب عسكرية ومناطق ألغام، فالخاسر الوحيد هو المزارع و مربي الماشية الذين أصبحوا مهددين داخل منازلهم وفي أراضيهم حتى المراعي المحيطة باتت مهددة نتيجة تدريبات الاحتلال الإسرائيلي’.
وأضاف‘ هذه ليست المرة الأولى التي تحرق بها المراعي، بل تكرر هذا العمل مرات كثيرة في الأغوار الفلسطينية وأدى ذلك إلى خسارة عدد كبير من المراعي علاوة على الأضرار التي تلحق بالحقول المجاورة، فالاحتلال لا يلتف إلى هؤلاء السكان البدو القاطنين في المنطقة و لا يكن أي اعتبار لهم بل على العكس فجميع الحرائق مفتعله هدفها النيل من صمود المواطن هنا في الأغوار’.
من جهته أكد الدكتور بنان الشيخ أستاذ التنوع الحيوي في جامعة القدس‘ أن هناك خطراً حقيقياً على التنوع الحيوي في منطقة الأغوار نتيجة الحرائق المتكررة، فمنطقة الأغوار تمتاز بوجود عدد لا بأس به من النباتات النادرة على مستوى فلسطين التاريخية، وأن تلك الحرائق المتكررة التي يفتعلها جيش الاحتلال تؤدي إلى تقلص المساحات الموجودة عليها تلك النباتات بل انقراضها بالكامل إذا ما استمر عليه الوضع خلال السنوات القادمة، وبالتالي فان خطر تلك الحرائق يتعدى قضية استهداف السكان الفلسطينيين إلى درجة ضرب البيئة الجميلة في الأغوار الفلسطينية’.
تجدر الإشارة إلى انه في الوقت التي تسيطر به 37 مستعمرة على 1200 كم2 من مساحة الأغوار الفلسطينية أي ما يعادل 50% من مساحة الأغوار و يقطن بها 6000 مستوطن، تعتبر 44% مناطق عسكرية وحدودية وبيئية مغلقة ولا تشكل 6% المنطقة المتبقية للفلسطينيين والذين يبلغ عددهم حوالي 54 ألف نسمة يعيش أكثر من نصفهم في مدينة أريحا وضواحيها مجمل ما هو متاح للفلسطينيين. ورغم المساحة الهائلة للأغوار التي تقدر بحوالي 30% من أراضي الضفة الغربية إلا أن إجراءات الاحتلال جعلت المناطق السكانية فيها من أكثر المناطق ازدحاماً نتيجة منع التوسع السكاني في المناطق في كل الأغوار منذ الاحتلال فلم يعطى للأغوار سوى منطقتين, عرفت حسب اوسلوا مناطق ‘ أ ‘ وهي العوجا وأريحا وخمس مناطق ‘ب’ فقط .
في حين ينشط الاحتلال الإسرائيلي في بسط نفوذه في الأغوار، مدمراً البيئة هناك و مسيطراً على الموارد الطبيعية و المائية بشكل كامل، و الانتهاء بتحويل قسم كبير من أراضي الأغوار إلى قواعد لتدريب الجيش معرضاً حياة السكان و المنطقة إلى خطر حقيقي نتيجة تبعات تلك التدريبات التي بالإضافة إلى أنها تسببت بإزهاق أرواح العشرات من سكان الأغوار دمرت أيضاً المئات من الأراضي التي من المفترض أنها لو استغلت من الناحية الزراعية لكان لها مردوداً جيدً على المنطقة ككل، لكن سياسة الاحتلال ومخططاته تقف عائقاً و سداً منيعاً أمام فرص السلام و أمام نهضة المنطقة فيها.