في الثلاثين من نيسان 2011، خمسة مواطنين فلسطينيين من قرية دير إستيا شمالي محافظة سلفيت في الاجزاء الشمالية للضفة الغربية المحتلة، وبينما كانوا يزرعون أراضيهم الواقعة في منطقة وادي قانا، عثروا على خمسة أوامر عسكرية اسرائيلية معلقة على الأشجار، حيث اتضح لهم بان هذه الأوامر صدرت بتاريخ 29، نيسان، 2011، من جانب ما يسمى ب ‘ سلطة حماية الطبيعة والحدائق الوطنية في إسرائيل’ والتابعة للإدارة المدنية لجيش الإحتلال الإسرائيلي ، حيث تحمل هذه الأوامر العسكرية الأرقام : 2006، 2007، 2008،2009 ،2010 على الترتيب.
هذا وتنص هذه الأوامر على ضرورة إخلاء اصحاب الأراضي من الفلسطينيين لأراضيهم وإزالة كل ما هو موجود عليها من منشأت أو اشجار أو نباتات وإرجاعها كما كنت عليه في السابق بذريعة أان هذه الأراضي مصنفة إسرائيليًا على أنها ‘محمية طبيعية’ ، ماذا وإلا سيترتب على أصحاب الأراضي غرامات باهظة بالإضافة الى السجن وعواقب أخري لم توضحها أوامر الإخلاء. أصحاب الأراضي المستهدفة هم : (1) السيد يوسف مصطفى منصور (2) السيد شحادة محمد عوض (3) السيد مقبل عوض (4) السيد رزق أبو ناصر. أدناه نسخة عن أحد أوامر الإخلاء:
نسخة من بعض أوامر الإخلاء
السيد نظمي سلمان ، وفي مقابلة مع الباحثين الميدانيين لمعهد الأبحاث التطبيقية القدس- أريج ، وضح بأن الأراضي المستهدفة في منطقة وادي قانا تعود ملكيتها إلى مواطنين من قرية دير إستيا وهم يقومون بزراعتها وفلاحتها منذ عشرات السنين ، وفقط وقبل أيام قليلة قام جيش الإحتلال الإسرائيلي بنصب لافتة على مدخل وادي قانا كتب عليها بأنها ‘محمية طبيعية’ . أنظر إلى الصور أدناه:-
صور للأراضي المستهدفة بالأوامر العسكرية
وادي قانا …………….إستئصال ممنهج
يقع وادي قانا شمالي شرقي قرية دير إستيا ، وتحده من الشمال قرى جنصفوط ،عزون ، كفر لقيف ، ومن الغرب قريتي صنيرية وكفر ثلث، ومن الجنوب قراوة بني حسان ، ومن الشرق إماتين. حتي العام 1986، ما يزيد عن 350 مواطنا كانوا يعيشون في منازلهم في منطقة وادي قانا قبل أن يهدمها لهم الإحتلال الإسرائيلي حيث ما زالت أنقاضها موجودة حتى الان بجانب مستوطنة ‘كارني شمرون’ الاسرائيلية المحاذية.
هذا ويشتهر وادي قانا بأراضيه الخصبة الصالحة للزراعة وبطبيعتها الخلابة ووفره المياه الموجودة فيه حيث يوجد 11 نبعًا طبيعيًا في المنطقة. تبلغ مساحة وادي قانا عشرة الاف دونما تقريبا مزروعة غالبيتها بأشجار الزيتون والحمضيات واللوزريات حيث تشكل الزراعة مصدرًا رئيسيًا للدخل لعشرات العائلات الفلسطينية التي تعيش في القري المحيطة للمنطقة. أنظر الى الخارطة أدناه:
محاصرًا بثماني مستوطنات إسرائيلية غير شرعية
وفقا للموقع الإستراتيجي لوادي قانا حيث يقع بين ثماني مستوطنات إسرائيلية غير شرعية ، فقد أصبح هدفا شرعيًا لقطعان المستوطنين الإسرائيليين المقيمين في المستوطنات المحيطة ، وأيضًا لجيش الإحتلال الإسرائيلي وذلك بهدف توسيع تلك المستوطنات على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين في المنطقة، ففي شهر نيسان الماضي شهدت منطقة وادي قانا انتهاكات إحتلالية وتوسعية إسرائيلية عديدة أهُمها:-
نيسان ،2، 2011: أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي وادي قانا منطقة عسكرية مغلقة حيث منع الفلسطينيون من أصحاب الأراضي من الوصول إلى أراضيهم في المنطقة.
نيسان 11، 2011: قامت مجموعة من قطعان المستوطنين الإسرائيليين القاطنين في مستوطنة ‘عمانؤئيل’ المحاذية بفتح أنبوب المياه العادمة الخاص بالمستوطنة على أراضي المواطنين الفلسطنيين في وادي قانا الأمر الذي تسبب لهم بخسائر فادحة.
نيسان 28، 2011: عشرات من المسنوطنين الإسرائيليين القاطنين في مستوطنة ‘ياكير’ المحاذية قاموا بمهاجمة عدد من المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا يقومون بزراعة أراضيهم في منطقة وادي قانا. ولم يكتفوا بذل فحسب بل قاموا بسرقة متعلقاتهم وأجبروهم على الخروج من أراضيهم بالقوة. عُرف من المزارعين: حلوة عبد الحليم منصور ، عبد الكريم أحمد منصور، فايزة خضر منصور. أنظر إلى الجدول أدناه:-
جدول بالمستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي دير إستيا والمحيطة بوادي قانا |
إسم المستوطنة |
تاريخ البناء |
عدد المستوطنين |
المساحة- بالدونم |
جينوت شمرون |
1985 |
3000 |
790 |
نوفيم |
1986 |
400 |
641 |
ريفافا |
1991 |
827 |
321 |
كريات نيتافيم |
1982 |
438 |
2 |
عمانؤئيل |
1981 |
2700 |
840 |
كارني شمرون |
1978 |
6300 |
295 |
معالي شمرون |
1980 |
574 |
146 |
ياكير |
1981 |
1000 |
661 |
المجموع |
****** |
15,239 |
3,696 |
المصدر: قاعدة بيانات معهد أريج 2011 |
قرية دير إستيا…………………. لَمحة عامة
دير إستيا ، قرية فلسطينية صغيرة تقع على بعد 7 كلم شمالي مدينة سلفيت ، و 25 كلم عن مدينة نابلس. يحيط بالقرية عدد من القري الفلسطينية مثل زيتا ، حارس، كفل حارس، إماتين ، عزون ، قراوة بني حسان ، بدية. يبلغ عدد سكان القرية 4,680 نسمة ( الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 2010)، غالبيتهم يعملون في قطاع الزراعة. تبلغ المَساحة الإجمالية لقرية دير إستيا 34,102 دونمًا ، 487 منها تشكل منطقة البناء العُمراني للقرية.
الخَاتمة
إن دولة الإحتلال الإسرائيلي تسيرُ قدمًا في مخططاتها الإحتلالية والتوسعية كجزء من خطة طويلة الأمد لإحكام سيطرتها على الأراضي الفلسطينية من خلال توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية وتجزئة المناطق الفلسطينية إلى جزر ومعازل ، ناهيك عن إحكام سيطرتها من خلال جدار الفصل العنصري وذلك بهدف القضاء على أي فرصة لاقامة دولة فلسطينية مستقبلية ذات سيادة ،متواصلة جغرافيًا وقابلة للحياة.
إن مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين وإخلائها تحت أي ذريعة يعتبر خرقا صريحا وواضحا لجملة من قواعد القانون الدولي والإنساني وانتهاكًا للإتفاقيات والمعاهدات الدولية مثل:
المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 تنص على أنه ‘ لا يجوز لدولة الإحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها ‘. و المادة 174 ‘يحظر تدمير ومصادرة الممتلكات التي لا تبررها الضرورة العسكرية وينفذ بصورة غير مشروعة وتعسفية’.
المادة 23 من إتفاقية لاهاي تنص على ‘ يحظر تدمير ومصادرة الممتلكات التي لا تبررها الضرورة العسكرية وينفذ بصورة غير مشروعة وتعسفية’.
المادة 12 من الميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ينص على : لكل شخص موجود داخل حدود اي دولة ان يكون له حرية الحركة والتنقل وحرية اختيار مكان سكنه.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)