الحدث: حفر خندق بطول 5كم جنوب قرية عاطوف في سهل البقيعة.
المكان: جنوب قرية عاطوف في سهل البقيعة.
الزمان: بداية شهر نيسان 2011.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: التجمعات البدوية في سهل البقيعة .
المقدمة:
تعتبر الزراعة العامل الفقري لسكان الأغوار الفلسطينية، علاوة على أن الأغوار اشتهرت في الماضي بأنها سلة الغذاء الفلسطيني. يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى السيطرة على الأراضي الزراعية في الأغوار عبر إقامة العشرات من الكيبوتسات و المستوطنات الزراعية، هذه المستوطنات التي أخذت بالتوسع الزراعي على حساب المواطنين الفلسطينيين بحيث تنهب الأرض و المياه الفلسطينية ، و تحول سكان الأغوار إلى عمال لصالح الاحتلال الإسرائيلي، عدى عن أنهم محرمون من استغلال أراضيهم و مياههم التي سلبها الاحتلال و حول قسم كبير من الأراضي إلى مناطق لتدريب جيش الاحتلال و مناطق مزروعة بالألغام الأرضية، حتى رعاة الأغنام لا يسمح لهم برعي أغنامهم نتيجة ممارسات الاحتلال و المستوطنين على حد سواء.
السيطرة على سهل البقيعة:
بدأ الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة الماضية بحفر خندق بطول 5كم و بعمق 2م إلى الجنوب الشرقي من خربة عاطوف في الأغوار الشمالية، حيث أن هذا الخندق من شانه عزل ما يزيد عن 25الف دونم من أصل 60 ألف دونم المساحة الإجمالية لسهل البقيعة لصالح النشاطات الاستيطانية لا سيما مستوطنة بقعوت و تكريس الوجود الاحتلالي في المنطقة.
صورة 1-2
يشار إلى أن خندق الفصل العنصري الذي ينفذه الاحتلال يعد الثاني من نوعه ، ففي عام 2000م شرع الاحتلال بحفر خندق يقع إلى الجنوب من الخندق الحالي بعمق 2م و بطول 3كم مما أدى إلى عزل 15الف دونم من أراضي سهل البقيعة في ذلك الوقت، علما بان الأراضي التي تم عزلها لصالح مستوطنة بقعوت تعد في معظمها أراضي رعوية كانت مقصد التجمعات البدوية من الخرب و المضارب البدوية المنتشرة في الأغوار الشمالية مثل خربة يرزا و خربة عاطوف، الحديدية، حمصه، خربة سمرا، و غيرها من الخرب البدوية المنتشرة على أطراف سهل البقيعة، و هذا بدوره أدى إلى تدمير قطاع الثروة الحيوانية الذي تقلص إلى النصف مقارنة ما قبل عام 2000م و بعده، أي قبل أقامة خندق الفصل العنصري الأول و بعده.
يشار إلى أن خندق الفصل العنصري الجديد الذي تنفذه حكومة الاحتلال الإسرائيلي الآن في نيسان 2011م ما هو إلا مخطط جديد ليس فقط للسيطرة على المزيد من الأراضي لصالح المستوطنات الزراعية القائمة في المنطقة بل تعدى ذلك إلى ضرب قطاع الزراعة و تربية المواشي التي كانت تزدهر بها المنطقة، و هو مؤشر خطير يهدد سكان الخرب في المنطقة.
علاوة على ما تقدم، فان خندق الفصل العنصري الجديد سيكون عقدة أمام التواصل ما بين سكان الخرب البدوية المنتشرة في المنطقة، خاصة إذا علمنا أن الاحتلال الإسرائيلي حذر سكان الخرب البدوية من الاقتراب من المناطق المحاذية للخندق، ففي 7من شهر نيسان الحالي قام جنود الاحتلال بتحرير غرامات مالية بحق رائد أنيس عبد الله عودة مبلغ 1000شيكل، كذلك المزارع يوسف سليمان بشارات بنفس المبلغ نتيجة تواجدهما في المنطقة المحاذية لخندق الفصل العنصري الجديد.
استمرار في سياسة هدم الخرب في التجمعات البدوية في سهل البقيعة:
بعد الحملة التي شنها الاحتلال بحق أهالي سهل البقيعة من هدم بيوتهم البسيطة و مطاردة رعاة الأغنام و مصادرة ما بحوزتهم ، قام الاحتلال بتجميع المتبقين من الأهالي المبعثرين بشكل عشوائي في تجمع واحد على مساحة تقدر بحوالي 200 دونم و هي خربة عاطوف ، كما جمعت بعض السكان المتبقين من تجمعات مبعثرة أخرى كالحديدية على سبيل المثال، بعد أن عملت على استهداف تجمعات أخرى وترحيل غالبية سكانها كما هو الحال في خربة الرواق.
وكان هدف تجميع السكان هو التضييق على مربي الثروة الحيوانية المنتشرين في سهل البقيعة الذي صودر حوالي 60% من أراضيه، علما بأن مصدر الدخل الوحيد للقاطنين في المنطقة هو اعتمادهم على تربية الماشية. ومن المعروف أنه كلما كان مربو الماشية مبعثرين في المساحات الرعوية الشاسعة والمفتوحة يصعب ملاحقتهم ، لذا تم عزلهم وتركيزهم في مساحة ضيقة، لتسهيل التعامل مع من تبقى منهم .
يذكر أن التجمعات البدوية في سهل البقيعة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، و تعد هدفا لجيش الاحتلال الإسرائيلي و قطعان المستوطنين الذين يداهمون تلك الخرب بين الفترة و الأخرى و يقومون بتدمير الحظائر وملاحقة الرعاة وتدمير آليات الاحتلال البراميل الحديدية الخاصة بتخزين مياه ري الماشية، وإتلاف الأسلاك الشائكة الخاصة بحظائر الماشية، ومصادرته صهاريج المياه المستغلة لنقل المياه لغرض شرب الأفراد والماشية و ينكلون بالأهالي.
وكذلك يمنع الأهالي من إضافة أي تعديل بسيط على بيوتهم المصنوعة من الصفيح، تلك البيوت البسيطة التي يعتبرها الاحتلال شوكة في حلوقهم فلا يوجد بيت واحد أو بركس واحد في تلك التجمعات ألا و اخطر بالهدم أو سبق هدمه في صورة تجسد واقع الاحتلال في المنطقة، فهذا الاحتلال سلب الأرض و الماء و حول أبناء المنطقة إلى غرباء في نظر الاحتلال لا يملكون حتى حق تقرير المصير داخل بيوتهم المتواضعة.