الحدث: مصادرة ثلاثة جرارات زراعية في قرية الجفتلك.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تاريخ الحدث: 30 آذار 2011.
الانتهاك:
قرية الجفتلك سلة فلسطين الغذائية كما اصطلح على تسميتها في السابق فالمنطقة تشتهر بوفرة المناخ المناسب ووفرة المياه و الأراضي الزراعية.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى تدمير القرية و سلب السكان ابسط حقوقهم التي تنادى بها الأعراف الدولية و منظمات حقوق الإنسان، فحارب الاحتلال الزراعة و صادر الأراضي، وحتى المياه الوفيرة التي تتمتع بها القرية بصفتها فوق نهر من الماء صادرها الاحتلال منها محولا إياها إلى قرية منكوبة عطشى تفتقد لأدنى مقومات الحضارة في القرن الحادي و العشرين.
صورة 1+2
في الأمس القريب مع بداية موسم الزراعة الربيعية في الأغوار الفلسطينية، أقدم جيش الاحتلال على مصادرة 3 جرارات زراعية تعود ملكيتها إلى اشرف شريف أبو دحيلة، مجلي أبو دحيلة وفارس أبو حطب من قرية الجفتلك و ذلك بحجة عدم وجود أوراق ثبوتية بحوزة أصحاب تلك الجرارات، حيث فرض الاحتلال غرامات مالية باهظة بحق أصحابها بالإضافة إلى مصادرة الجرارات الزراعية و التي تستخدم في نقل الماء و حراثة الأرض في القرية ، و ذلك إلى حين إحضار أوراق ثبوتية.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى ولو لحظة واحدة عن معاقبة السكان في قرية الجفتلك والتي تعتبر الزراعة مصدر معيشتهم الأوحد، حيث أن الاحتلال على مدار السنوات الماضية استخدم كل السبل لتدمير القطاع الزراعي، من خلال سياسة الإغلاق وأخرى بمصادرة الأراضي ومرة أخرى بتضييق الخناق على السكان ومنع المزارعين من قطف المحاصيل أو ري المزروعات و صادر معظم المراعي و حول الأراضي الزراعية إلى مناطق تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي، و صادر غالبية الآبار الارتوازية البالغ عددها 32بئرا، حتى بيوت القرية تحولت إلى مناطق عسكرية مغلقة.
فهناك حصار شامل ومبرمج لإرغام السكان على ترك أراضيهم والتخلي عنها, فقد حول الاحتلال معظم أراضي قرية الجفتلك والتي تمتد حتى نهر الأردن و البالغ مساحتها الإجمالية قرابة 32الف دونم إلى مناطق عسكرية مغلقة و الحقيقة أن ذلك لخدمة المخطط الاستيطاني الإسرائيلي في الأغوار بحجة أنها مناطق حدودية.
قرية تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
يشار إلى انه حتى اليوم لا زالت الجفتلك تعيش تحت وطأة القوانين والإجراءات العسكرية الإسرائيلية التي حالت دون وجود مخطط هيكلي للقرية فقوات الاحتلال ترفض المصادقة على المخطط الهيكلي ويعيش السكان ظروف مأساوية ، فلا زال الاحتلال الإسرائيلي يحرم سكان القرية من البناء ويرفض منحهم التراخيص اللازمة بحجة أن المنطقة تعد ضمن التصنيف الإسرائيلي من الفئة (ج) ويعني ذلك أنها تخضع لسيطرة أمنية ومدنية إسرائيلية كاملة.
ومعلوم أن منازل الجفتلك عبارة عن أبنية متواضعة وبسيطة من الطين والبلوك كما قال صباح مساعد رئيس المجلس القروي في الجفتلك لباحث مركز أبحاث الأراضي ‘ أمام التعقيدات الإسرائيلية لم يكن أمامنا خيار لنحافظ على حياتنا وابسط حقوقنا سوى البناء بأي ثمن للحفاظ على حقنا ووجودنا ولكن في المقابل فان الحياة تعكس واقع الظلم والإجرام الذي ارتكب بحق أهالي القرية الذين يعيشون مرغمين ومقهورين حياة بدائية بكل معنى الكلمة فأدنى المستلزمات والاحتياجات الأساسية ممنوعة وغير متوفرة مثل الماء و أما شبكة الكهرباء فهي بدائية لا تفي بالغرض و رغم أن المنطقة تعيش على بحر من المياه ولكن الاحتلال دمر الآبار ومصادر المياه واستولى على ما تبقى منها ونحن نتلقى المياه وفق المزاج الإسرائيلي’ .
يذكر أن قرية الجفتلك شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية، إخطاراً بالهدم لما يزيد عن 28 منشاة سكنية و زراعية بحجة عدم الترخيص الذي يرفض الاحتلال بالأصل منحه للسكان، فالاحتلال يراهن على أن السكان في ظل الظروف سالفة الذكر سيهجرون أرضهم طواعية، و لكن السكان يرفضون كل مخططات الاحتلال كما يؤكد السيد وليد الكعابنة احد الناشطين في القرية، و الذي أكد ‘ أن جميع مخططات الاحتلال سوف تنتهي بالفشل لان السكان هنا تربطهم بالأرض علاقة قوية فهي ارض الآباء و الأجداد فليس من السهل اقتلاعهم منها’.
انتعاش في المستوطنات المجاورة:
على الجهة المقابلة لقرية الجفتلك، حيث تقع مستوطنة الحمرا و مستوطنة مسواه و التين تنشطا في عملية التوسع و ابتلاع الأراضي بدون ثمن، بالإضافة إلى سرقة ماء قرية الجفتلك عبر نقلها عبر أنابيب ضخمة للمنطقة، أو من الآبار التي حفرها الاحتلال في الجفتلك باتجاه حاووز يقع في أعلى جبال الجفتلك ليتم نقلها بعد ذلك باتجاه المستوطنتين، لينال نصيب الفرد الواحد في المستوطنة أضعاف حصة الفرد في الجهة الفلسطينية المقابلة.
وعلى الطريق المؤدي إلى القرية عبر الطريق المسمى (خط 90) تنتشر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مزروعة بالنخيل، والعنب والتي هي في غالبيتها للمستوطنين لتشير إلى نوع آخر من الاستيطان الزراعي في منطقة، و لكن بالرغم من هذا ستبقى جذور سكان قرية الجفتلك متمسكة بالأرض التي لا يعرفون غيرها، فهم الماضي و الحاضر و المستقبل في المنطقة التي تشهد جغرافية الصراع على الأرض.