الحدث: جيش الاحتلال يقتلع 19 غرسة زيتون من منطقة واد قانا.
المكان: خلة علار غرب واد قانا.
الزمان: 11 نيسان الحالي.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: المزارع قاسم ناصر منصور من بلدة ديرستيا.
الانتهاك:
لم تدم فرحة المزارع قاسم منصور(53عاما) من سكان بلدة ديرستيا طويلاً، فبعد أن تمكن من الحصول على 50 غرسة زيتون بدعم من وزارة الزراعة الفلسطينية ليزرعها بأرضه الواقعة في خلة علار في منطقة واد قانا والتي سبق و أن تعرضت للعديد من اعتداءات المستوطنين المتكررة بحق أرضه الزراعية، فوجئ منصور في صباح يوم الاثنين 11 نيسان بقيام جنود الاحتلال الإسرائيلي باقتلاع 19 غرسة زيتون من أرضه الزراعية، و ذلك بحجة أن المنطقة تصنف كمحمية طبيعية يمنع تغيير معالمها أو حتى زراعة الأشجار بها.
يشار إلى أن جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين تعاملوا بوحشية مع أشجار الزيتون لم يكتفوا بقطع غراس الزيتون بل تعدى ذلك إلى مصادرة تلك الغراس من ارض المواطن المذكور في صورة توضح أن العقلية التي يتعامل بها الاحتلال هي واحدة سواء المستوطنون الذين ينفذون أجندة الاحتلال على الأرض أو حتى جيش الاحتلال الإسرائيلي, هكذا يقول قاسم.
يذكر أن المزارع قاسم منصور لم يتمالك القدرة على الوقوف في أرضه التي أمضى وقتاً طويلاً هو وأولاده في غراسة أشجار الزيتون و نقل الماء بشكل يومي لسقي الغراس التي يعتبرها بمثابة الابن له، و التي أراد من خلالها المحافظة على ثبات أرضه في وجه تهديدات المستوطنين، حيث تحدث بمرارة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول ‘ لقد تعرضت ارضي للكثير من الاعتداءات من قبل المستوطنين الذين لم يدخروا وسيلة أو طريقة إلا و اتبعوها في تدمير ارضي الزراعية، التي يعتبرها شوكة في حلوقهم فهم لا يريدون أي وجود لنا في منطقة واد قانا، ففي العام الماضي قطع المستوطنون 34 غرسة زيتون من ارضي الزراعية، و لم يكتفوا بذلك بل عاودوا مهاجمة ارضي مرات عديدة خلال العام المنصرم و صادروا عدة الزراعة التي امتلكها و دمروا السياج المحيط بأرضي تحت حماية جيش الاحتلال الذين وفروا الحماية للمستوطنين’.
و أضاف ‘ يوم الاثنين الماضي أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على اقتلاع 19 غرسة زيتون من أصل 50 غرسة موجودة في أرضي و التي قمت بزراعتها أنا و بمساعدة أبنائي حيث حصلت عليها بدعم من قبل وزارة الزراعة الفلسطينية، كنت امضي أنا و أولادي وقت طويل في الاعتناء بها و متابعتها بالإضافة إلى أنني كنت يومياً انقل الماء من بلدة ديرستيا إلى ارضي لري أشجاري، لكن حقد الاحتلال الذي لا مثيل له كان سبباً في ضياع جهدي و حلمي في حماية ارضي من أطماع المستوطنين، فلقد أقدم جنود الاحتلال على اقتلاع أشجاري و تخريب أرضي تنفيذا لمخطط صهيوني و هو أفراغ منطقة واد قانا من الفلسطينيين تحت ما يسمونه محمية طبيعية في حين أن الاحتلال يوفر الحماية و الدعم للمستوطنين لتخريب الأراضي الزراعية و مصادرة اكبر قدر مستطاع منها في خطة لتهويد المنطقة بالكامل’.
يشار إلى أن منطقة واد قانا بحسب تصنيفات الاحتلال الإسرائيلي تعتبر محمية طبيعية على امتداد 10 آلاف دونم هي المساحة الإجمالية لمنطقة واد قانا، حيث يحاول الاحتلال منع المزارعين الفلسطينيين أصحاب الأرض من مجرد استغلال الأرض في المنطقة من الناحية الزراعية، و بالتوازي مع هذا لا يدخر الاحتلال وسيلة و طريقة إلا ويتبعها في السيطرة على أراضي الواد لصالح النشاطات الاستيطانية في الواد حيث يوجد في واد قانا 7 مستوطنات إسرائيلية تساهم في ابتلاع الأرض و تدمير طبيعة المنطقة الجمالية، بالإضافة إلى تدمير البيئة في المنطقة عبر ضخ مياه الصرف الصحي الصادرة من المستوطنات التي تحيط بالوادي صوب أراضي الفلسطينيين.
يذكر أن الاعتداءات التي يمارسها المستوطنين بحق الأرض و الإنسان الفلسطيني اتخذت عدة أشكال منها الاعتداءات الجسدية من خلال المهاجمة المباشرة، حيث تقوم عصابة من قطعان المستوطنين بمهاجمة المزارعين الذين يعملون في أراضيهم في الوادي، ومهاجمة رعاة المواشي وسرقة أغنامهم، وكذلك إطلاق عدد كبير من الخنازير البرية صوب الأراضي الزراعية والتي تقوم بدورها بتخريب المزروعات وتدميرها.
وتسير هذه الاعتداءات المنفذة من قبل المستوطنين على قدم وساق مع سياسات جيش الاحتلال، الذي يمنع المزارعين من إقامة أسيجة لحماية أراضيهم المزروعة بالمحاصيل الحقلية، بحجة أن تلك الأسيجة تسبب الأذى للحيوانات البرية في المنطقة، حتى الخنازير البرية يمنع المزارعون من قتلها، بحجة أنها حيوانات برية، مما أدى إلى زيادة عددها بشكل ملحوظ في المنطقة، هذا بدوره ساهم بزيادة الأذى و تخريب المحاصيل الزراعية في الوادي، ناهيك عن عملية مصادرة الأراضي المستمرة لصالح توسيع المستوطنات القائمة بالوادي وحرمان المزارعين من الاستفادة منها.
وأخيرا يقول المزارع قاسم منصور بأسى، إن انعدام الأمن والاعتداء الدائم على المزارعين ورواد الوادي للتنزه والمقيمين فيه، قد أثر على عملية الزراعة في الوادي، وزادت مساحة الأراضي المهجورة، فمن المساحة الزراعية الكلية التي تقدر 10.000 دونم، أصبح نصفها بوراً والنصف الآخر مهدد ويتعرض المزارعون فيه لمضايقات حقيقية تهدد بهجرانه أيضاً.