الحدث: الاحتلال الإسرائيلي يخطر احد مزارعي واد قانا بإخلاء أرضه بحجة أنها أملاك دولة.
المكان: منطقة واد قانا التابعة لبلدة ديرستيا.
الزمان: 15من شهر آذار الحالي.
الجهة المعتدية: لجنة التنظيم و التفتيش الفرعية التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
الانتهاك:
واد قانا تلك المنطقة التي لطالما كانت محط أطماع الاحتلال الإسرائيلي الذي سخر إمكانياته و طاقاته و باستخدام طرق الخداع للسيطرة على مقدرات المنطقة و ثرواتها الطبيعية، فكانت أول خطواته الإعلان عن منطقة واد قانا محمية طبيعية ، إلا انه في الوقت ذاته عمل على سرقة ثروات المنطقة حتى أضحت أخيرا مرتعا لبناء مزيد من المستوطنات والمناطق الصناعية مما افقدها رونقها وخضرتها التي كان يتغنى بها سكان القرى المحيطة به، و أصبحت المنطقة هدفا لجيش الاحتلال و قطعان المستوطنين الذين لا يتوقفون ولو لحظة عن تدمير البيئة هناك و الاعتداء على المزارعين أصحاب الأراضي في المنطقة.
ففي 14من شهر آذار الحالي أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق احد الطرق الزراعية في منطقة واد قانا و الواقعة شمال بلدة ديرستيا و ذلك في المنطقة المطلة على مستوطنة عمانوئيل المقامة على أراض واد قانا، حيث أدى ذلك إلى صعوبة تواصل المزارعين مع أراضيهم الزراعية في المنطقة و ذلك بالتزامن مع موعد حراثة الأرض . من جهة أخرى، في 15 من الشهر الحالي، أخطرت ما تسمى الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال المواطن كمال عبد الرحمن أبو كمال من بلدة ديرستيا بالإخلاء الفوري لأرضه التي يمتلكها في خلة المخماس و التي يبلغ مساحتها الإجمالية 12دونم و ذلك بحجة أنها أراض دولة، حيث أمهل الاحتلال المتصرف في الأرض خلال مدة أقصاها 35يوم لإعادة الأرض كما كانت .
يذكر أن الأرض المستهدفة لا تبعد عن بيوت القرية سوى 200 متر فقط، حيث أن صاحب تلك ارض اعتاد على حراثتها و متابعتها منذ فترة طويلة و هي مزروعة بالزيتون. يشار إلى انه بالتزامن مع الحملة المسعورة الذي ينفذها الاحتلال في استهداف منطقة واد قانا ينشط المستوطنون في سرقة الأرض و توسعة الاستيطان في المنطقة حيث يرى نظمي السلمان رئيس بلدية ديرستيا وهو ناشط في مجال مواجهة الاستيطان أن هناك سبع مستوطنات مقامة في الوادي فإلى الشمال من واد قانا توجد ( كرني شمرون، جنات شمرون، نوف اورامين ) ومن جنوب الوادي ( نوفيم، ياكير) ومن الشرق ( عمانوئيل) ، ومن جهة الغرب (معاليه شمرون) حيث وجود هذه المستعمرات تشكل خطورة بالغة على واد قانا حيث قضمت معظم أراضيها وشوهت شكل الوادي الجمالي الذي كان يتسم بالخضرة على مدار العام. و كذلك تعرض مساحات من الوادي للتخريب جراء قطع الأشجار وتعكير المياه العذبة بسبب المياه العادمة الناتجة عن المستوطنات إضافة إلى سحب المياه فيها لأغراض الري والشرب لعشرات المستوطنات في شمال الضفة.
ووادي قانا الذي يقع ضمن أراضي بلدة ديراستيا ويحتوي على عدد من الينابيع وعدد من البرك، ويعتبر الوادي احد أهم المناطق الطبيعية الجديرة بالزيارة للترويح عن النفس وذلك بسبب جغرافية المكان الخلابة، ومع إمكانية السباحة، ويحتوي على عدد من ببارات البرتقال والليمون. لكن رغم كل هذا تشكل حالة انعدام الأمن وتحرش المستعمرين بالمواطنين المقيمين والزائرين للوادي أثرت على الزراعة في الوادي، ومساحة الأراضي المزروعة تناقصت بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً، حيث فقد واد قانا أكثر من نصف الأراضي الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أراضيه بالإضافة إلى ذلك أصبحت الأراضي الزراعية المحاذية للمستعمرات بوراً غير صالحة للزراعة بسبب اعتداءات المستعمرين المتكررة على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستوطنات هذا ودفع الكثير من المزارعين إلى عدم قدرتهم على استغلال أراضيهم.
لكن و رغم كل التحديدات يواصل المزارعون في منطقة واد قانا الاعتناء بأراضيهم و زراعتها و تنفيذ عدة مشاريع زراعية بالتنسيق مع المجلس البلدي و عدد من المؤسسات الزراعية رغم انف الاحتلال و رغم كل العقبات التي يضعها الاحتلال في طريفهم، حيث يؤمن المزارعون أنهم أصحاب حق و أن جذورهم ترسخت في المنطقة بينما الاحتلال عبارة عن أعداء لا جذور لهم في المنطقة و سوف يزولون مع الزمن.