الانتهاك: استهداف خربة يرزا بالهدم من قبل قوات الاحتلال خلال مدة أقل من ثلاثة شهور.
التاريخ: 17 شباط 2011.
الجهة المعتدية: قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تقديم:
خربة يرزا ذلك التجمع البدوي في قلب الأغوار الشمالية والذي كان ومازال محط أهداف وأطماع الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته العنصرية. ففي تلك البقعة التي تتوسط الأغوار الشمالية تتجسد قصة معاناة حقيقة تعكس حقيقة التحديات التي يعيشها سكان الأغوار الشمالية جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، هؤلاء السكان الذين يعيشون حياة بدائية بسيطة يتخذون من الخيش والخشب بيوت لهم والصفيح مزارع لهم والأغنام مصدر دخل وحيد لديهم على ارض ورثو حبها أباً عن جد.
ورغم ذلك يُصر الاحتلال على تهجير السكان من بيوتهم ومن أرضهم تحت مسميات وذرائع واهية لا يقبلها المنطق والقوانين والأعراف الدولية، فلم يسلم بيت أو بركس في خربة يرزا من يد الاحتلال الإسرائيلي سواء بالهدم أو الإخطار بالإخلاء بحجة الإقامة ضمن منطقة يسميها الاحتلال ‘منطقة عسكرية مغلقة ‘.
فلم يجد أهالي خربة يرزا الذين لا يتعدى عددهم عن 70 فرداً سوى الإصرار على البقاء في أرضهم المهددة بالمصادرة في أي لحظة من قبل الاحتلال، لذلك يصر السكان على الحفاظ على ما تبقى من أرضهم المستهدفة وقطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته العنصرية.
مسجد خربة يرزا لم يكن في منأى عن عنجهية وغطرسة الاحتلال، هذا المسجد المتواضع الذي بني من الخشب والطين في منتصف عام 2010م بجهود ذاتية من قبل أهالي خربة يرزا ليكون مركزاً لعبادة الله في المنطقة، حيث ما لبث أهالي الخربة من الانتهاء من بناءه ليخطر من قبل الاحتلال الإسرائيلي بالهدم، والذي تم بالفعل في 25 من شهر تشرين ثاني الماضي، إلا أن إصرار أهالي الخربة على بناءه واستنهاضه من جديد كانت أقوى من حقد جرافات الاحتلال، حيث تم بناءه بالفعل من جديد بجود ذاتية من قبل أهالي الخربة، لكن الاحتلال أعاد استهدافه مجدداً في 17 من شهر شباط 2011 ليهدم من جديد خلال فترة تقل عن الثلاثة شهور من عملية الهدم الأولى، لكن هذه المرة تم استهداف المسجد من أساساته حيث تم هدمه بالكامل ولم يترك أي شيء فيه، فكان هدم المسجد بطريقة تعبر عن مدى حقد الاحتلال وعدم احترامه للمقدسات الدينية التي دعت الأديان السماوية إلى الحفاظ عليها سواء الإسلامية كانت أو المسيحية أو اليهودية .
تفاصيل الانتهاك:
في صباح يوم الخميس 17 شباط 2011 عند حوالي الساعة 12 ظهراً كانت خربة يرزا على موعد جديد ضمن مسلسل تفريغ الأغوار من سكانها الأصليين، حيث تقدمت جرافتين عسكريتين إسرائيليين برفقة 8 جيبات عسكرية باتجاه الخربة وشرعت بعملية هدم واسعة لعدد من بركسات الخربة البدائية، بالإضافة إلى مسجد الخربة، حيث طالت عملية الهدم 7 بركسات تعود ملكيتها لعدد من المزارعين من الخربة، بالإضافة إلى 8 بركسات تم تفكيكها قسرياً من قبل المزارعين في خطوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تطالها جرافات الاحتلال أثناء عملية الهدم الأخيرة، حيث بلغ عدد المتضررين خلال تلك العملية 64 مواطناً من بينهم 29 طفلاً.
بالإضافة إلى ما تقدم، أخطر الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مواطنين من خربة يرزا بالإخلاء الفوري خلال 24 ساعة بحجة الإقامة ضمن منطقة مغلقة عسكرياً، والمواطنين هم: فوزي محمود عينابوسي، نعيم حافظ مساعيد، فايز حامد عيد شريدة.
مشاهد من الدمار الذي حلّ بخربة يرزا بعد عملية الهدم في 17 شباط 2011:
يوضح الجدول التالي أسماء أصحاب المنشآت المهدومة ومعلومات عنها:
الرقم |
اسم المواطن |
بركسات |
حمام |
منشآت أخرى |
عدد أفراد العائلة |
الأطفال دون 18 سنة |
ملاحظات |
1 |
خالد محمد محمود مساعيد |
2 |
|
|
8 |
5 |
تم تفكيك البركسين من قبل المزارع قسرياً بناء على إخطار إخلاء سابق |
2 |
مسجد خربة يرزا |
|
2 |
1 |
|
|
تم هدم المسجد الذي مساحته 150م2 بالإضافة هدم حمامين |
3 |
محمد محمود ابراهيم ضراغمة |
2 |
|
|
4 |
|
تم هدم البركسين من قبل جنود الاحتلال |
4 |
نعيم حافظ مساعيد |
4 |
1 |
1 |
17 |
8 |
تم هدم البركسين من قبل الاحتلال، بالإضافة الى بركسين من قبل المزارع مجبراً، ومخزن يستخدم لتخزين أكل المواشي |
5 |
سامي خالد محمود ضراغمة |
1 |
|
|
5 |
3 |
تم هدمه من قبل الاحتلال |
6 |
حسن خالد محمود ضراغمة |
1 |
|
|
6 |
4 |
تم هدمه من قبل الاحتلال |
7 |
عمير خالد محمود ضراغمة |
2 |
|
|
6 |
|
يوجد بركس واحد تم هدمه من قبل الاحتلال و بركس واحد تم تفكيكه من المزارع مجبراً |
8 |
فوزي محمود عينبوسي |
2 |
|
|
8 |
1 |
تم تفكيكها من قبل المزارع نتيجة إخطار من قبل الاحتلال |
9 |
محمود فوزي عينبوسي |
1 |
|
|
10 |
8 |
تم تفكيكها من قبل المزارع نتيجة إخطار من قبل الاحتلال |
المجموع |
15 |
3 |
2 |
64 |
29 |
|
المصدر: بحث ميداني مباشر – فريق قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – شباط 2011.
يرى مركز أبحاث الأراضي في سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية بأنها تهدف إلى تفريغ الفلسطينيين من أراضيهم وتضييق الخناق عليهم وإحلال مكانهم مستعمرين يهود. وإن عملية هدم الممتلكات بأنها خرقاَ صارخاً وفاضحاً لقواعد حقوق الإنسان ومواثيق القانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف التي نصت في مادتها 53 على ((يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير)).
لمزيد من المعلومات حول الانتهاكات الإسرائيلية التي تتعرض لها خربة يرزا، يمكنكم مراجعة تقارير مركز أبحاث الأراضي السابقة وهي: