الانتهاك: حرق 17 رأس من الأغنام في خربة الطويل.
الجهة المعتدية: عدد من قطعان المستوطنين.
الجهة المتضرره: المزارع سمير محمد خضر بني فضل.
تاريخ الاعتداء: 18 كانون أول 2010.
تقديم:
سعى الاحتلال منذ اليوم الاول لاحتلال الضفة الغربية الى إحكام سيطرته المطلقة على أراض الضفة الغربية وامتصاص كامل ثرواتها، فكانت من بين تلك الطرق والأساليب التي انتهجها الإحكام في تحقيق أهدافه زرع الأراضي الفلسطينية بالمستوطنات الإسرائيلية، تلك المستوطنات التي باتت تنتشر في كافة أنحاء الضفة الغربية تنهش الارض وتلحق الأذى بالنسبة للإنسان الفلسطيني، حيث أن المستوطنين هم بالأساس وسيلة لفرض أجندة الاحتلال على الارض حيث يعتبر التطرف وكره كل ما هو عربي هي في صلب عقيدتهم التي تعتبر مدارسهم الدينية عندهم منبع لها.
يذكر ان اعتداءات المستوطنين اخذت عدة مناح والتي تصب في هدف واحد وهو القضاء على الفلسطينيين، حيث لم تتوقف الاعتداءات عند الاعتداء على المزارعين الفلسطنين وسلبهم حقهم بالعيش بكرامة على الارض التي ورثوها أباً عن جد، بل تعدت لدرجة حرق وتدنيس دور العبادة التي دعت الاديان السماوية وكذلك المبادئ والأعراف الدولية إلى حمايتها، كذلك طالت اعتداءات المستوطنين مصادرة الأراضي وقطع وحرق شجرة الزيتون المباركة، لتسلك تلك الانتهاكات منحنى آخر لتكون الخراف – مصدر دخل الكثير من الاسر الفلسطينية – هدفاً لبطش المستوطنين، تلك الاغنام التي تسير في مناكب الارض بأمر خالقها غايتها البحث عن الماء والغذاء لم تسلم من شر هؤلاء المستوطنين.
تفاصيل الانتهاك:
يذكر انه في صباح يوم السبت 18 من شهر كانون اول 2010 أثناء عمل المزارع سمير محمد خضر بني فضل (41عاماً) من بلدة عقربا في رعي خرافه التي تعتبر المصدر الوحيد والأساسي للدخل لديه في اراضي خربة الطويل التابعة لبلدة عقربا وعلى مقربة من الطريق العام المؤدي الى مستوطنة ‘جيتيت’ ومستوطنة ‘معاليه افرايم’، فإذا هو تفاجئ بمجموعة من قطعان المستوطنين تسير مشياً باتجاهه حيث اخذوا بالصياح عليه للوقوف في مكانه، إلا أن المزارع المذكور من شدة خوفه هرب من المكان حيث فشل المستوطنين الذين اخذوا بمطاردته في القبض عليه.
صورة 1- 4: آثار الحريق على الأغنام الفلسطينية ( المصدر: مجلس قروي عقربا)
يشار الى ان قطعان المستوطنين بعد ذلك عمدوا إلى الإحاطة بالأغنام وتوجيهها إلى منطقة مليئة بالقش اليابس، حينها اضرم المستوطنون النار حول قطيع الاغنام مما ادى الى إحراق 12 رأس من الأغنام بالكامل في حين اصيبت 5 رؤوس من الاغنام بجروح وحروق بليغة لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على العطاء والإنتاجية، كذلك تضرر خاروفين بشكل سطحي وبذلك تكبد المزارع الممذكور اثر ذلك الحادث بأضرار بليغة قدرت بأكثر من 9000 دينار أردني، وذلك بفعل اعتداء قطعان المستوطنين الذين لاذوا بالفرار من الموقع بعد فعلتهم النكراء نحو الطريق العام ليستقلوا سيارة بعيداً عن الحادث.
في مقابلة مع باحث مركز ابحاث الاراضي تحدث السيد سمير بني فضل بمرارة شديدة وحزن شديد بما حل عليه والذي عقب قائلا ‘ امتلك 19 رأس من الأغنام البياض ( خراف) والتي تعتبر مصدر دخلي الوحيد الذي أعيل به أسرتي المكونة من 8 افراد، حيث اعيش في خربة الطويل منذ سنوات طويلة باستقرار وحياة كريمة، إلا أن المستوطنين المتطرفين منذ أن وطأت أقدامهم المنطقة لم يمر علينا شهراً واحد دون متاعب وكوارث بفعلة هؤلاء المتطرفين الذين لا يدعونا و شاننا فهم يهاجموننا في بيوتنا في خربة الطويل ويطاردون رعاة الأغنام لردهم عن عملهم، حتى أراضينا التي نمتلكها منذ عشرات السنين قبل الاحتلال باتت محرمة علينا نتيجة التوسع الاستيطاني في المنطقة، ففي الأمس احرق هؤلاء المتطرفين خرافي التي هي مصدر رزقي الوحيد الذي به أؤمن قوتي وقوت عيالي، وقبل عام هدموا بيتي وشردوا عائلتي فماذا يريدون مني هل اصبح بيتي وخرافي مصدر تهديد على أمنهم كما يدعون؟ في حين يسرقون ارضنا ويشردون عائلاتنا بآلياتهم الثقيلة ويمارسون أبشع طرق الإرهاب بغير حساب بدون أي سبب، ويتساءل سمير: أي ظلم حل بنا في هذا الزمان، اين القانون الانساني الذي يتحدث عنه العالم؟’.
معلومات عامة عن خربة الطويل:
تقع هذه الخربة والتي هي تابعة لأراضي عقربا شرق بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، تحديداً على حوض رقم (10) من أراضي بلدة عقربا الزراعية، حيث تبعد عن مسطح البناء في بلدة عقربا حوالي 1,5 كم. هذه الخربة هي مجموعة من الخراب القديمة التي منها الإسلامية ومنها الرومانية مثل خربة تل الخشبة، خربة مراس الدين وخربة العرقان . وتحتوي على عدد من الآبار القديمة التي تنتشر في جميع أنحاء الأراضي الزراعية مما يدل على أن الخربة كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم الأزمنة، حيث ساعد طبيعة المناخ المعتدل في فصل الشتاء على أن تكون أراضي الخربة صالحة للزراعة الشتوية المنتشرة بكثرة بالإضافة إلى وفرة المراعي بها ما شجع الكثير من المزارعين في بلدة عقربا على استغلال أراضيهم وحتى الإقامة بها ولا يوجد مزارع واحد من البلدة لا يمتلك أراض زراعية في هذه الخربة.
أهم مزروعات المنطقة القمح والشعير والبقوليات وبعض الخضروات البعلية، ناهيك عن ذلك فإن أصحاب المواشي يستغلون المناطق الوعرة الجبلية منها في فصل الربيع لرعي مواشيهم التي يقدر عددها 30000 رأس من الأغنام، وحوالي 1500 رأس من الأبقار وهذه المواشي تعتبر سلة غذائية للألبان والأجبان لكافة أبناء الوطن، كما كانت المنطقة وما يجاورها من المناطق الغورية سابقاً سلة غذائية لإنتاج القمح الذي يسد حاجة مواطني البلدة، وما زاد عنه يباع في أسواق مدن فلسطين.
تحتضن الخربة حوالي 30000 دونماً من الأراضي الزراعية والرعوية، منها حوالي 8000 دونماً أراضي رملية جبلية لا تصلح للزراعة، وهناك 15 ألف دونم تستخدم للزراعة الحقلية والمراعي و 7000 آلاف دونماً خاضعة للنشاط الاستعماري وإقامة المستعمرات. قسم قليل من هذه الأراضي تابع إلى ما يسمى بمنطقة B والقسم الأكبر تابع إلى ما يقال لها منطقة C ويوجد جزءاً من هذه الأراضي مقام عليه مستعمرات إسرائيلية مثل مستعمرة جيتيت ( تأسست عام 1973، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م 191مستعمر، المساحة الإجمالية 1720دونم، البعد عن الخط الأخضر 37كم ) ومستوطنة معالي أفرايم ( تأسست عام 1970، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م هو 1423مستعمر، المساحة الإجمالية 4778 دونم)وامتداد مستوطنة ايتمار ( تأسست عام 1984م، عدد المستعمرين لغاية عام 2005م هو 651 مستعمر، المساحة الإجمالية 7189دونم، البعد عن الخط الأخضر 28كم)
تجدر الإشارة أن أهالي خربة الطويل البالغ عددهم حوالي 500 نسمة يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة وتربية المواشي علماً بأن هؤلاء السكان ينحدرون من العائلات الرئيسية في بلدة عقربا وهي: بني جابر، بني أمنية، أديرة، بني فاضل، بني جامع ، ميادمة.
من الجدير بالذكر، أن المزارعين ومربي الماشية في خربة الطويل يتعرضون إلى مضايقات كبيرة من قبل قوات الاحتلال والمستعمرين، من حيث مطاردة مواشيهم وآلياتهم الزراعية ويتعرضون للطرد من المنطقة أو السجن أو سحب بطاقات الهوية أو هدم البركسات الزراعية أو إتلاف خيام المزارعين وما تحويه من أثاث، حيث سبق أن أقدم مستعمرو مستعمرة ‘ألون موريه’ على سرقة أغنام المواطن عبد الله عبد الغني بني جابر وعددها 20 رأس في ربيع عام 2007م، ونتج عن تكرار اعتداءات المستوطنون أن قاموا بقتل عدد من المزارعين منهم محمد حمدان بني جابر (58عاما) والشاب يحيى عطية بني منيه (18عاما) أثناء قيامهم برعي الأغنام في المناطق المحيطة بمستعمرة ‘ألون موريه ‘.
بالإضافة إلى ما تقدم يعمد جنود الاحتلال إلى إغلاق معظم المداخل المؤدية إلى خربة الطويل في محاولة إلى التضييق على سكان الخربة من الجهة المحيطة بمستعمرة ‘معاليه افرايم’، هذا بالإضافة إلى التضييق عليهم في حفر آبار الجمع حتى رعي الماشية واستغلال الأراضي الزراعية.
للمزيد من المعلومات حول الانتهاكات الإسرائيلية ضد خربة الطويل والواقعة في بلدة عقربا في محافظة نابلس يمكنكم مراجعة تقارير مركز أبحاث الأراضي السابقة وهي التالي: