الانتهاك: كتابة شعارات استفزازية و مسيئة للفلسطينيين على جدران المنازل وعلى المقابر.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة كدوميم.
الجهة المتضررة: أهالي قرية كفر قدوم.
تاريخ الانتهاك: 22 من شهر تشرين اول 2010
تقديم:
قرية كفر قدوم إلى الشرق من مدينة قلقيلية، حيث هناك تتجسد معاناة حقيقية خلفها الاحتلال في المنطقة منذ عام 1967م والذي اصطلح على تسميته عام النكبة ولكن قرية كفر قدوم منذ ذلك التاريخ إلى اليوم وهي تعيش نكبة يومية جراء ممارسات المستوطنين في المستوطنات الخمسة المحيطة بالقرية والتي تلتهم ما يزيد عن 3200 دونم من أراضي القرية لصالح النشاط الاستيطاني وتحول ما يزيد عن 8800 دونم محيطة بمستوطنات من أصل 19250 دونم من أراض القرية إلى مناطق يمنع على الفلسطينيين الوصول إليها لحماية أمن هؤلاء المستوطنون.
هؤلاء المستوطنون لا يدخرون طريقة ولا وسيلة إلا اتبعوها في محاربة أهالي القرية، فلا توجد عائلة واحدة ولا حتى شجرة واحدة في القرية إلا كانت هدفاً من قبل هؤلاء المستوطنين الحاقدين، حيث سرقوا أراضي القرية بأساليب العربدة والخداع، وقلعوا عشرات الأشجار وحرقوا ارض القرية وحتى ثمار الزيتون سرقوه، أما أهالي القرية فقد تم الاعتداء على العشرات منهم فهناك الشهيد والجريح بين أبناء القرية، وهناك بيوت دمرت فوق رؤوس أهلها ليس بأي سبب اقترفته أيديهم إلا سوى حماية أمن المستوطنين، هؤلاء المستوطنون الذين تحول قسم كبير منهم إلى قطّاع طرق ولصوص يتصيدون المزارعين والمارين بين الأراضي الزراعية في قرية كفر قدوم وينكلون بهم ويعطبون آلياتهم وان سنحت لهم الفرصة يسرقون ما بحوزتهم من عتاد وحتى المواشي والأغنام يتم سرقتها.
أما ليل قرية كفر قدوم فلا يشبه ليل أي قرية ريفية هادئة، هذا الليل الذي يستغله قطعان المستوطنون في التفنن بمداهمة بيوت القرية والتسلل إليها كاللصوص مما يعكر جو السكون الذي يحيط بالقرية ويحوله إلى بركان غضب ضد هؤلاء المستعمرين، فخلال السنوات الماضية تم تسجيل العشرات من عمليات المداهمة والتسلل الليلي من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال بهدف بث الرعب و التخريب واعاثة الفوضى داخل القرية، لكن يقظة أهالي القرية أحبطت معظم محاولات المستوطنين وأفشلت هدفها.
تفاصيل الانتهاك:
في فجر يوم الجمعة 22 تشرين أول 2010 وعند الساعة الواحدة والنصف فجراً، داهم مجموعة من المستوطنين من مستوطنة ‘كدوميم’ قرية كفر قدوم تحديداً من الجهة الشرقية من القرية عبر مدخل القرية الرئيس المغلق منذ عام 2000م، حيث اتجه هؤلاء المستوطنون باتجاه عدد من بيوت القرية وبدأوا بكتابة عبارات مسيئة وعبارات تهديد لأهالي القرية باللغة العبرية وذلك على جدران تلك البيوت، ومن تلك العبارات الانتقام من العرب ‘ Neqma‘ و ‘ 18 اخاي’ في إشارة إلى أن المستوطنين في إسرائيل في عمر 18عاماً يلتحقون في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى عبارة ‘ شفوت راحيل – بدرية عامر’ في إشارة إلى الحاجة بدرية عامر والتي استولى المستوطنون على بيتها بالقوة وطردوها تحت تهديد السلاح من البيت أمام نظر جنود الاحتلال وحولوا بيتها إلى بؤرة استيطانية سميت ‘بشفوت عامي’.
صورة 1-3: شعارات كتبها مستعمرو كدوميم على مساكن قرية كفر قدوم الفلسطينية – قلقيلية
حتى مقابر القرية لم تسلم من دنس المستوطنين، الذين اقتحموا المقبرة وقاموا بالكتابة على القبور ‘ الدولة الفلسطينية ‘ بالإضافة إلى وضع إشارة نجمة داوود الحمراء و كتابة كلمة ‘ كاهانا’ على جدران القبور.
صورة 4-5: قبور كتب عليها شعارات في قرية كفر قدوم – قلقيلية
وتعود البيوت المتضررة إلى : عبد الفتاح عبد الهادي اسعد، أيمن عبد الفتاح عبيد، نائل محمود مطيع، عبد الإله عبد الهادي علي، بالإضافة إلى منزل آخر قيد الانشاء.
يشار إلى أن شرطة وجيش الاحتلال وصلوا إلى المكان صباحاً بعد تقديم شكوى رسمية من قبل المجلس القروي وأهالي القرية، حيث أن شرطة الاحتلال اقتصر دورها على معاينة موقع الأحداث وتصوير المنطقة بالإضافة إلى اخذ إفادة بعض شهود عيان ممن شاهدوا المستوطنين وهم يدخلون القرية، وفي النهاية قامت شرطة الاحتلال بمحو وطمس أفعال المستوطنين في خطوة للتغطية على جرائمهم، علماً بأن شرطة الاحتلال لم تحرك ساكناً لفعل أي شيء لردع هؤلاء المتطرفين.
تجدر الإشارة، إلى انه تم تسجيل العديد من الانتهاكات فيما يخص اقتحام القرية من قبل العديد من المستوطنين، إلا أن هذه الاعتداءات لم يضع جنود وشرطة الاحتلال حداً لها، بل أن جنود الاحتلال كانوا يوفرون الغطاء لهؤلاء المستوطنين في التمادي في عدوانهم.