الانتهاك: إخطار أربعة مصانع في برطعة الشرقية بالإخلاء الفوري.
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الجهة المتضررة: عدد من العائلات من قرية برطعة.
تاريخ الانتهاك:20 تشرين أول 2010.
تفاصيل الانتهاك:
اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال صباح يوم الأربعاء 20 تشرين أول 2010 برفقة ما تسمى لجنة البناء والتنظيم التابعة للاحتلال الإسرائيلي قرية برطعة الشرقية جنوب غرب مدينة جنين والمعزولة خلف الجدار العنصري، حيث تمت خلال العملية تسليم أربعة مواطنين في القرية إخطارات إخلاء فورية لمصانع الفحم التي يمتلكونها في منطقة واد فضيل شمال شرق القرية.
يذكرانه بموجب هذه الإخطارات يمنع المواطنون من العمل في المفاحم في قرى برطعة الشرقية وأم الريحان وظهر المالح وأم الريحان المحاذية لبلدة يعبد في جنين والتي عزلها جدار الفصل العنصري.
من جانبه أكد عضو المجلس القروي في برطعة توفيق قبها لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘أن عملية مداهمة مصانع الفحم في القرية تزامنت مع قيام جنود الاحتلال بمصادرة أكثر من أربعين طناً من الأخشاب من خمسين معملاً للمفاحم في منطقة برطعة الشرقية تعود للمواطنين: جمال شريف عمارنة وياسر عثمان قبها ويشتغل فيها أكثر من ثلاثين عائلة’. وأضاف قائلاً ‘ أن هذه الهجمة ليس لها مثيل حيث ادعى ما يسمى ضابط الإدارة المدنية التابع للاحتلال الإسرائيلي خلال عملية المصادرة بأن هذه المفاحم تقع على الطريق المؤدي إلى المستعمرات القائمة في المنطقة والتي تصادر مساحات شاسعة من أراضي قرية برطعة وبلدة يعبد وهي مستعمرات ‘شاكيد’ و ‘ريحان’ و ‘حنانيت’ و ‘تل مناشيه’ وبالتالي يمنع الاقتراب من تلك المستعمرات والعمل بها ، حيث يأتي هذا بالتزامن مع ما يقوم به قطعان المستوطنين في الضفة من هجمة على كل ما هو حي، ففي كل يوم يصادرون وينهبون المزيد من الأراضي دون حسيب أو رقيب ‘. تجدر الإشارة إلى أن معامل الفحم التي جرى إخطارها بالإخلاء تعود ملكيتها إلى كل من السادة: جمال شريف عمارنه، ياسر عثمان قبها، صبري ابراهيم قبها و عدنان يوسف قبها.
الاحتلال يقرر منع توريد الأخشاب عبر معبر برطعة باتجاه المفاحم في بلدة يعبد:
تعتبر صناعة الفحم في بلدة يعبد و قرية برطعة من الصناعات الرائدة في المنطقة، حيث يعود تاريخ تلك الصناعة إلى العهد العثماني، ومع مرور الأيام أصبحت هذه الصناعة مصدراً رئيساً للدخل يعتمد عليه العديد من أبناء بلدة يعبد والقرى المجاورة. حيث كان قديماً يجمع الحطب من أحراش يعبد وبياراتها، لكن الأشجار في المنطقة حالياً غير كافية، لذلك يتم إحضار الأخشاب لفترة ليست ببعيدة من داخل فلسطين المحتلة عام 1948 عبر معبر برطعة باتجاه بلدة يعبد .
لكن بلدة يعبد وقرية برطعة التي اشتهرت بأنها عاصمة ‘المفاحم’ في فلسطين والتي اكتسبت شهرتها من تلك الصناعة على مدار قرون طويلة، هذه ‘العاصمة’ أصبحت مهددة اليوم ويمكن أن تتعرض للفناء، مما سيتسبب في وقف أرزاق آلاف العمال والقضاء على المورد الرئيسي للفحم في الضفة الغربية بعد قرار الاحتلال في أواخر شهر تشرين أول 2010 بمنع إدخال الأخشاب التي تستخدم في إنتاج الفحم النباتي إلى بلدتي يعبد وبرطعة الشرقية بحجة تأثيرها على المستعمرات القائمة في المنطقة، والتي تزامنت مع حملة مصادرة للأخشاب لأغراض إنتاج الفحم في قرية برطعة بقيمة عشرات آلاف الشواقل.
ويؤكد العاملون في هذه المهنة أن استهدافهم جزء من استهداف كل شرايين الحياة للفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف قطع أسباب صمودهم في أرضهم وبالتالي تهجيرهم عنها.
يذكر أن هذا القرار من قبل قيادة جيش الاحتلال سيكون له بالغ الأثر السلبي على واقع حياة المواطنين في المنطقة خاصة إذا ما علمنا بأن هذا القرار سيلقي بظلاله على نحو أكثر من ألفي عامل وعاملة في المفاحم وتحويلهم إلى قافلة العاطلين عن العمل في محافظة جنين، هذا بالإضافة إلى أن نحو 25 % من سكان بلدة يعبد والقرى المحيطة بها يستفيدون من صناعة الفحم التي تعتبر مصدر الرزق الرئيسي لقسم منهم، عدا عن دورها في تشغيل أصحاب صهاريج المياه، وورشات تقطيع الخشب، وأصحاب الجرارات والشاحنات والتجار وهم مرتبطون بهذا المورد الاقتصادي مباشرة، وبالتالي تدمير مورد أساسي من موارد اقتصاد تلك المنطقة التي ترتفع بها بالأصل نسبة البطالة و الفقر.
معلومات عامة عن قرية برطعة:
تقع على بعد 30كم غرب مدينة جنين بمحاذاة الخط الأخضر واقرب بلد إليها هي بلدة يعبد وتبعد عنها مسافة 11كم شرقاً ويحيط بها ثلاث خرب صغيرة هي خربة برطعة وخربة عبد الله اليونس شرقاً وخربة المنطار جنوباً ويحيط بها جدار الفصل العنصري من الجهة الشرقية والجنوبية الذي يفصلها عن الضفة الغربية، وتبلغ مساحة الخارطة الهيكلية للقرية حوالي 3500 دونم من أصل 21 ألف دونم المساحة الإجمالية للقرية وجميعها مصنفة ضمن المناطق C حسب الخارطة الصادرة في شهر أيار عام 2005، ويبلغ مجموع سكانها حسب معطيات المجلس القروي 3900 نسمة، حيث توجد عائلة واحدة في برطعة وهي عائلة قبها.
بلغ مجموع الإخطارات بوقف البناء أو الهدم في قرية برطعة حتى تاريخ اليوم ما يزيد عن 180 منشأة مخطرة بهدم أو وقف البناء، علاوة على هدم 19 منشأة في القرية حيث يبرر الاحتلال عملية إخطارها بوقوعها ضمن منطقة C من اتفاق أوسلو، ولكن يكمن السبب الحقيقي في إفراغ المنطقة والتضييق على السكان لدفعهم على الرحيل من قريتهم بشتى الوسائل والطرق.