الانتهاكات: الاعتداء على مدرسة بنات الساوية الثانوية و حرق بعض أثاث المدرسة.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘عيلي’.
الجهة المتضررة: معلمات وطالبات مدرسة بنات الساوية الثانوية.
تاريخ الانتهاك: 20 تشرين أول 2010.
تقديم: يعتبر التعليم ركيزة من ركائز بناء الوطن ومؤشر لرقي الشعوب وتقدمها وتحررها من تبعات الجهل والتبعية الفكرية، ففيه تتمايز الشعوب ومن خلاله يكون تقدمها وتحضرها، ولذلك حرصت المواثيق والأعراف الدولية على النهوض بالعلم والتعلم، وتم وضع العديد من الخطط التي تكفل النهوض بالتعليم وتقليص نسبة الأمية في العالم النامي سواء ببناء المؤسسات التعليمة أو من خلال تشجيع التبادل الثقافي بين الحضارات المختلفة.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية منذ عام 1948 مروراً بعام 1967 سعى وضمن أجندته إلى بث سياسة التجهيل لدى الإنسان الفلسطيني فجنّد من اجل ذلك كافة الإمكانيات من اجل تحقيق هذا الهدف انطلاقاً من إيمانه الراسخ أن الجهل يعتبر الطريق الأفضل من بين الطرق للسيطرة على هذا الشعب الخاضع للاحتلال، فكما أن الشجر والحجر والإنسان الفلسطيني يعتبر هدفاً للاحتلال، فان العلم والحضارة أيضاً كانت هدفاً لذلك الاحتلال الذي بدوره يدعي الديمقراطية والرقي والحضارة.
تفاصيل الانتهاك:
ففي فجر يوم الأربعاء 20 تشرين أول 2010 اقتحمت مجموعة حاقدة من مستوطني مستوطنة ‘عيلي’ مدرسة بنات الساوية الثانوية والتي تقع شرقي القرية مباشرة على الطريق العام الالتفافي رقم 60 ، حيث استغل المستوطنون سكون الليل في أعمال المداهمة للمدرسة بطريقة تشبه تماماً عمل اللصوص، فقد قاموا بتكسير الأقفال التي وضعت لإغلاق بوابة المدرسة الرئيسية المطلة مباشرة على الطريق الالتفافي الرئيس، ومن ثم بعد ذلك قام المستوطنون بكتابة عبارات نابية لا تليق برقي الإنسانية على جدران المدرسة بالإضافة إلى كتابة شعارات على بوابة المدرسة الرئيسية باللغة العبرية ‘ تحية من أبطال التلال ‘ في إشارة إلى مستوطني مستوطنة ‘عيلي’ التي تتمركز على التلال الشرقية من قرية الساوية وفي وسيلة لتحدي مشاعر أهالي القرية.
بالإضافة إلى ما تقدم، قام المستوطنون خلال اقتحامهم للمدرسة التي يبلغ عدد الطالبات فيها قرابة 240 طالبة بمداهمة مستودع المدرسة حيث تم إحراق جميع محتوياته بالكامل والتي تحتوي على عدد من الأثاث المدرسي المستعمل.
صورة 2+3: آثار الحريق في مستودع مدرسة بنات الساوية الثانوية – نابلس
يذكر أن عملية الاعتداء على مدارس قرية الساوية لا تعد المرة الأولى، بل تكرر هذا الموقف اكثر من مرة سواء في مدرسة بنات الساوية الثانوية أو مدرسة ذكور الساوية واللبن الشرقية الثانوية والتي بنيت في عام 1946م. و أفاد رئيس المجلس القروي في قرية الساوية محمود حسن اسعد لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ تعتبر مدارس قرية الساوية المقامة على الطريق العام مباشرة رمزاً من رموز قرية الساوية حيث تخرج من تلك المدارس منذ العقود السبعة الماضية المئات من الطلبة ممن يساهمون اليوم في بناء مؤسسات هذا الوطن، بالإضافة إلى أنهم منتشرون في العديد من دول العالم يساهمون في بناء اقتصاد تلك الدول، إلا أن تلك المدارس تعتبر هدفاً للاحتلال الإسرائيلي من خلال مستوطنيه الذين بدورهم يعكسون أجندة الاحتلال في المنطقة، فتم الاعتداء على تلك المدارس اكثر من مرة من قبل المستوطنين وهناك العديد من طلبة المدارس أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة تعرضهم لدهس أو التنكيل بهم أو حتى إطلاق النار عليهم من قبل المستوطنين، ففي العام الماضي تعرضت مدرسة بنات الساوية الثانوية التي استهدفت اليوم لعملية مداهمة من قبل المستوطنين الذين اقتحموا ساحة المدرسة وبدئوا بإطلاق النار بشكل عشوائي نحو الصفوف الدراسية بالإضافة إلى محاولتهم لتخريب محتويات ساحة المدرسة قبل انسحابهم من المدرسة، وإلى الجنوب من القرية تحديداً حيث توجد مدرسة ذكور الساوية واللبن الشرقية الثانوية فعلى الرغم من قدم تلك المدرسة وحاجتها للصيانة فان ذلك لم يشفع لها أمام هؤلاء المستوطنين الحاقدين فخلال سنوات الانتفاضة تم اقتحام المدرسة اكثر من مرة من قبل المستوطنين الذين كانوا يطلقون النار والقنابل الصوتية صوب الطلبة بهدف إخافتهم ومنعهم من الوصول إلى المدرسة ورغم ذلك لم تنجح خططهم فإرادة الطلبة بتعلم وتحدي الاحتلال اقوى من جميع مؤامراتهم ‘.
معلومات عامة عن قرية الساوية:
تقع الساوية إلى الجنوب من مدينة نابلس وعلى مسافة 20كم منها، وتبلغ مساحة المخطط العمراني الهيكلي للقرية 340 دونماً، هذا المخطط الذي كان في عام 1967 يبلغ فقط 50 دونماً حيث تم توسيعه في عام 1993م ومنذ ذلك الوقت يرفض الاحتلال إجراء أي عملية توسعة مهما كانت الأسباب علماً بأن هذا المخطط الهيكلي لا يلبي حاجة النمو الطبيعية للسكان، وتبلغ مساحة القرية الإجمالية حوالي 11380 دونم تحيط بأراضيها قرى اللبن الشرقية، قريوت، تلفيت، قبلان، ياسوف، إسكاكا، يزرع فيها الحبوب والقطاني والقليل من الخضراوات والزيتون التي تزيد المساحة المزروعة به عن 3000 دونم.
يذكر أن قرية الساوية تعد هدف للاحتلال فهناك ما يزيد عن 65 منشأة سكنية وزراعية في قرية الساوية مخطرة بوقف البناء بحجة البناء دون ترخيص من قبل ما تسمى لجنة البناء و التنظيم التابعة للاحتلال.
بلغ عدد سكانها في عام 1967 بعد الاحتلال االاسرائيلي بلغ عددهم حوالي 829 نسمة ارتفع إلى 1600 نسمة عام 1987م. وفي عام 2005 ، بلغ عدد سكانها 2500 نسمة . يوجد حولها ثلاث خرب وهي خربة الساوية تقع في ظاهر القرية الشرقي وخربة (البرقيت) تقع في الشمال الشرقي من الساوية وخربة (كمونية) تقع بين ياسوف والساوية[1]. يشار إلى أن 32% من مساحة قرية الساوية خاصة للنشاط الاستيطاني، حيث توجد مستوطنة ‘رحاليم’ في الجهة الشمالية من القرية ومستوطنة ‘عيلي’ من الجهة الشرقية تساهم في مجملها في سرقة اراضي القرية والحد من تطور هذه القرية.
معلومات عامة عن مستعمرة عيلي.
صورة 4+5 : مستعمرة عيلي تتوسط تلال محافظة نابلس
تأسست تلك المستعرة عام 1984م على جبل علي الذي سرقت اسمه وحرفته إلى ‘عيلي’ وتوسعت منذ ذلك الوقت بشكل ملحوظ وما زالت تتوسع إلى الآن من خلال إضافة المزيد من الكرفانات إلى تلك المستعمرة. وتتربع المستعمرة اليوم على سبعة تلال تابعة لقرى قريوت وتلفيت والساوية واللبن الشرقية، حيث تضم المستعمرة اليوم كلية دينية وفندقاً سياحياً ومقبرة. وبلغ عدد سكانها عام 2005 حوالي2420 مستعمراً ومساحة حدودها البلدية 2430 دونماً من بينها 776 دونما مسطح بناء – المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط – واشنطن).
[1] المصدر: مجلس القروي الساوية