الانتهاك: إغراق عشرات الدونمات بمياه المجاري وإتلاف 220 شجرة زيتون مثمره.
الموقع: أراضي دير الحطب.
التاريخ: 26 تشرين أول 2010.
الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘ألون موريه’.
الجهة المتضررة: 27 مزارع من قرية دير الحطب.
تقديم:
مع بداية موسم الزيتون من كل عام يصعد المستوطنون المتطرفون القاطنين في مستوطنات الضفة الغربية من اعتداءاتهم المتكررة ضد الأرض والمزارع الفلسطيني بالإضافة إلى شجرة الزيتون المباركة التي لم تسلم من بطش هؤلاء المستوطنين، فقد تم استهدافها مرات عديدة بالحرق والقلع أو حتى رشها بمادة سامة تتغلغل إلى عصارة الشجرة وتؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء عليها بشكل نهائي، حيث يعتبر موسم الزيتون لهذا العام حافلاً بالكثير من الاعتداءات من قبل المستوطنين التي تنوعت في أشكالها وطالت عدد كبير من حقول الزيتون في الريف الفلسطيني وخاصة تلك الحقول المجاورة لتلك المستوطنات.
أما بالنسبة إلى مستوطنو مستوطنة ‘الون موريه’ فقد اعتمدوا أسلوباً مغايراً عن تلك الأساليب التي تم إتباعها في باقي المستوطنات في شمال الضفة ألا وهي ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري الصادرة عن بيوت المستوطنة وعن تجمع المصانع في مستوطنة ‘الون موريه’ باتجاه الأراضي الزراعية في قرية دير الحطب خاصة موقع الجاغوب الذي يعتبر من المناطق المغلقة فلا يسمح للمزارعين من الوصول إليه إلا بعد الحصول على تنسيق مسبق من قبل الاحتلال.
تلك مياه المجاري التي يعاني وعانى منها المزارع في قرية دير الحطب منذ تأسيس المستوطنة، حيث تسير المياه القادمة من منازل المستوطنة ومياه المجاري القادمة من المنطقة الصناعية في نفس المستوطنة في خطين متوازيين ليعزلا ما لا يقل عن 50 دونماً من أراضي القرية تقع بين المجريين الذين يسيراً مسافة لا تقل عن 1كم قبل أن يلتقي في نقطة واحدة ليكملا طريقهما باتجاه الأودية المجاورة.
تفاصيل الانتهاك.
يذكر انه في صباح يوم الثلاثاء 26 من شهر تشرين اول 2010، وأثناء توجه 27 مزارعاً برفقة عائلاتهم إلى أراضيهم الزراعية الواقعة ضمن منطقة الجاغوب حوض (3) من قرية دير الحطب الشمالية والمحاذية لمستوطنة ‘الون موريه’، حيث كانوا بفارغ الشوق والحنين لرؤية أراضهم الزراعية التي لطالما حرموا من الوصول إليها دون أي مبرر يذكر سوى أنها منطقة عسكرية مغلقة يمنع الاقتراب منها بحجة حماية أمن المستوطنين في مستوطنة ‘الون موريه’، فلا يسمح للمزارع الفلسطيني صاحب الأرض من الوصول إليها إلا يوم واحد في السنة خلال موسم الزيتون.
يشار إلى أن أهالي القرية حضروا منذ ساعات الصباح الباكر في انتظار السماح لهم بالدخول إلى أراضهم الزراعية، إلا أن جنود الاحتلال اخذوا بالمماطلة بالسماح لهم بالدخول حتى الساعة التاسعة صباحاً، حيث اتجه المزارعون صوب أراضهم الزراعية التي لطالما انتظروا الدخول إليها وتفقد أشجارها يوم بعد يوم ساعة وراء ساعة، لكن وقع المصيبة كان كبيراً عندما رأوا أن مياه المجاري القادمة من بيوت ومصانع المستوطنة قد أغرقت ما لا يقل عن 120 دونماً في منطقة واد الجاغوب المحاذي للجبل الذي تقع عليه مستوطنة ‘الون موريه’ مسبباً بدمار وجفاف 220 شجرة زيتون بشكل كامل والتي يقدر عمرها بما لا يقل عن 50 عاماً، حيث تحولت أغصان الأشجار إلى أغصان جافة لا حياة فيها بدون أوراق أو ثمار، تلك الأشجار التي كان من المفترض أن تحتضن حبات الزيتون إلا أن حقد المستوطنين حولها إلى أشجار يابسة لا فائدة منها بعد اليوم، حيث أن على ما يبدو أن عملية ضخ مياه المجاري تجاه تلك الأشجار كانت منذ فترة طويلة، حيث استغل المستوطنون عدم قدرة المزارعين من الوصول إلى المنطقة في الأيام العادية في ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري صوب الأشجار.
صورة 1+2+3: أشجار الزيتون تحولت إلى أشجار جافة لا حياة فيها بعد ضخ المياه العادمة باتجاهها – دير الحطب / نابلس
يذكر أن حجم الكارثة لم يقف عند هذا الحد فلقد حولت مياه المجاري 120 دونم من حقول الزيتون إلى مكرهة صحية حيث تتجمع برك مياه المجاري بين الأشجار مخلفةً ضرر بيئي وإلى تحويل ثمار أشجار الزيتون الواقعة ضمن مستنقع مياه المجاري إلى ثمار لا تصلح للاستهلاك البشري بسبب ارتفاع سمية تلك الثمار حيث طال هذا الضرر ما لا يقل عن 140 شجرة زيتون، هذا بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي تنفر المتواجدين في تلك المنطقة، ورغم ذلك أصر المزارعين أصحاب الأرض على البقاء وتحدي الاحتلال وممارساته التي لا تتفق مع القوانين والأعراف الدولية بشيء.
صورة 4+5: أشجار زيتون تقع ضمن مستنقع مياه المجاري / دير الحطب – نابلس
وأفاد المواطن عبد الكريم حسين لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ إن هذا الاعتداء لا يعتبر الأول الذي الحق أضراراً كبيرة بأشجار الزيتون في دير الحطب بل تم خلال الشهرين الماضيين رصد العديد من الاعتداءات، وهذا الاعتداء يدل على همجية الاحتلال ويعبر عن مدى الحقد الدفين تجاه تلك الشجرة المباركة، من جهتنا لقد ابلغنا شرطة الاحتلال بالأمر حيث حضرت إلى المكان ولمسنا من خلال أفعالهم عدم الجدية في ملاحقة المعتدين المستوطنتين حيث وعدوا بالمتابعة ولكنني اشك في نواياهم تجاه ذلك، بل على العكس فهم يشجعون المستوطنين على التمادي من خلال السماح لهم بإدخال عدد كبير من البيوت المتنقلة إلى حدود المستوطنة، بالإضافة إلى إقامة قاعدة عسكرية لحماية المستوطنين تقع بالقرب من بيوت القرية’.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الأشجار المتضررة تعود في ملكيتها إلى عدد من المزارعين عرف منهم : انيس اسماعيل اسماعيل، فواز فوزي حسين، صالح يوسف حسين، يعقوب يوسف حسين، علي محمد حسين، مصطفى سليم حسين، علي محمد حسين، عارف سلمان حسين، محمد راتب مصطفى عودة، حامد جبر عودة، لطفي جبر عودة، نواف سلمان عمران، احمد محمود احمد حماد/ محمد محمود احمد حماد، محمد محمود احمد حماد، راجح محمد عودة، عرسان محمد عودة، حسن محمد عودة.
يذكر أن قرية دير الحطب تقع إلى الشرق من مدينة نابلس على بعد 5.5 كم، وتبلغ مساحة أراضيها الإجمالية حوالي 10,875 دونماً منها 318 دونماً عبارة عن مسطح البناء، تحيط بها أراضي قرى طلوزة، عزموط، سالم، وبيت دجن. ويقدر عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2007 2,213 نسمة، وصادرت المستوطنات من أراضيها نحو 389 دونماً.