الانتهاك: إخطار أربعة عائلات في خربة الفارسية بالرحيل خلال 24 ساعة
الموقع : خربة الفارسية
الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي
تاريخ الانتهاك: 15 آب 2010
تفاصيل الانتهاك:
بين الرمال الغورية الجافة وبين ثنايا جبال شاهقة … في الأغوار الشمالية الفلسطينية التي تعانق جبال الأردن تقع خربة الفارسية، حيث يوجد هناك أناس يجسدون في هذا الزمان مأساة حقيقية حلّت بقوم يقطنون المنطقة منذ زمن قديم يزرعونها ويفلحونها، ويعيشون فيها بسلام حياة بسيطة في بيوت من الخيش والصفيح بالكاد تحميهم من حر الصيف برد الشتاء إلا أن حبهم للأرض والبقاء فيها جعلهم يتحدون أقصى الظروف المناخية للبقاء هناك.
ورغم ذلك فان الاحتلال الإسرائيلي يصر على اقتلاعهم من المنطقة بشتى الطرق والوسائل التي تتجسد من خلالها صور العنصرية والظلم بما لا يقبله عقل وضمير البشرية، مبررين ذلك تارة بأن منطقة الفارسية منطقة عسكرية مغلقة رغم القيود وأوراق الطابو التي يمتلكها أهالي المنطقة، وتارة أخرى يتحجج الاحتلال بأن هؤلاء الأهالي يشكلون مصدر إزعاج وقلق للمستعمرين القاطنين في مستعمرات ‘شدموت مخورا’ و ‘مسكيوت’ التي تقع على أراضي الفارسية في منطقة واد المالح، هؤلاء المستعمرين لا يجمعهم سوى هدف واحد وهو سرقة أراضي المنطقة وطرد السكان منها بدون أي مبرر يقبله القانون، في دولة تعتبر نفسها أصلاً فوق القانون.
‘ سأبقى أعيش هنا، فانا ولدت هنا و أبنائي عاشوا هنا لا اعرف غير هذه المنطقة التي اقطن فيها وتعتبر مصدر دخلي ودخل أبنائي، لو هدموا بيتي ألف مرة لن اترك هذا المكان’
بهذه الكلمات البسيطة استهل المزارع علان لافي ضراغمه (49عاما) حديثه عشية تلقيه إخطاراً عسكرياً يُلزم من خلاله في مدة أقصاها 24 ساعة على ترك المكان وتفكيك خيمته التي تبرعت له بها هيئة الصليب الأحمر الدولي بدلاً من بيته المتواضع المصنوع من الخيش والخشب الذي هدمه الاحتلال في بداية شهر آب الحالي، و لك ضمن مسلسل عمليات الهدم التي تشنها قوات الاحتلال في منطقة الفارسية، بحجة الإقامة في منطقة عسكرية مغلقة حسب ادعاء الاحتلال.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي في 15 من شهر آب الحالي، سلم أربعة عائلات من خربة الفارسية إخطارات بالرحيل عن المنطقة خلال 24 ساعة، حيث أن هذه العائلات تقطن داخل خيم بسيطة تبرع بها الصليب الأحمر الدولي بالإضافة إلى مجلس الوزراء الفلسطيني بدلاً عن بيوتهم التي فقدوها في عمليات الهدم الأخيرة في الخامس من آب الحالي.
الجدول التالي يبين معلومات عن المواطنين المتضررين من الإخطارات التي وزعها الاحتلال في 15 آب 2010:
الرقم |
المواطن المتضرر |
عدد افراد ألعائله |
الأطفال دون 18 |
المنشآت المتضررة |
بيوت |
بركسات |
1 |
صلاح جميل يوسف ضبابات
|
12 |
6 |
3 |
2 |
2 |
شامخ مصطفى يوسف ضراغمه |
6 |
4 |
1 |
1 |
3 |
يحيى مصطفى يوسف ضراغمه |
2 |
— |
1 |
|
4 |
علان لافي ضراغمه |
9 |
7 |
2 |
1 |
المجموع |
29 |
17 |
7 |
4 |
تجدر الإشارة إلى أن منطقة الأغوار الشمالية، شرق محافظة طوباس في فلسطين تتعرض لسياسة تهويد ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذ يتسلم السكان، وبشكل يومي، إخطارات هدم منازلهم، وذلك بحجج وذرائع أمنية واهية، كاعتبارها مناطق عسكرية مغلقة ومناطق تدريب للجيش الإسرائيلي. هذا بالإضافة إلى الاعتداءات اليومية من قبل الجنود والمستوطنين على منازل وممتلكات السكان هناك والتي تفتقر للحد الأدنى من الظروف الصحية، وذلك بهدف ترحيلهم عن أرضٍ ورثوها منذ مئات السنين عن آبائهم وأجدادهم، واستغلالها في أعمال التوسع الاستيطاني الذي يلتهم أراض الأغوار بوتيرة متسارعة. حيت وصفت من قبل حكومات الاحتلال المتعاقبة بالسور الواقي الشرقي لدولة إسرائيل، والذي يفصلها عن محور الشر.
فالزائر إلى مناطق الأغوار يلاحظ أن عدداً من قرى الأغوار تحولت إلى مناطق مزروعة بمخلفات الاحتلال والألغام سريعة الانفجار، وقد أودت هذه الألغام بحياة عشرات المواطنين وتسببت في إصابة العديد منهم، خلال الفترة الماضية في قرية يرزة. وعين المالح والفارسية بالإضافة إلى مناطق متفرقة من الأغوار.
يذكر أن خربة الفارسية تعرضت خلال الشهرين الماضيين لعملية هدم هي الأكبر والأعنف في منطقة الأغوار، إذ هدم الاحتلال أكثر من 125 منزلاً وحظيرة أغنام وبركسات حبوب وأعلاف، فيما تسبب ذلك في تشريد عشرات السكان البالغ عددهم 300 نسمة إلى مناطق مجاورة. وحتى من بقي في قرية الفارسية فسيظل يواجه مصاعب عدة، أهمها شح المياه، وتمييز الاحتلال في توزيع المياه، إذ يستهلك المستوطنون في الأغوار 6 أضعاف ما يستخدمه الفلسطينيون، فيما يمنع الاحتلال السكان من حفر آبار للمياه، ما يضطرهم إلى شراء المياه من القرى المجاورة وبأسعار باهظة، وهذا بالإضافة إلى أن أراضي خربة الفارسية باتت موزعة من جميع الجهات إما مناطق ألغام أو مناطق تدريب عسكرية وما تبقى فهو خاضع للنشاط الاستيطاني، كما ان بيوت ومزارع الفارسية تفتقد إلى أبسط مقومات الحياة، وهي منطقة تسودها الأخطار والانتهاكات الإسرائيلية.