الانتهاك: إخطار بهدم طريق رئيسي معبد في قرية مردا.
الجهة المعتدية: ما تسمى لجنة البناء والتنظيم التابعة للاحتلال.
الجهة المتضررة: عدد من العائلات في قرية مردا.
تاريخ الانتهاك:17 حزيران 2010م.
تقديم:
بين مطرقة الاستيطان وسندان جدار الفصل العنصري يعيش سكان قرية مردا الفلسطينية في سجن تخضع فيه حياتهم اليومية لمزاج سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على حد سواء. ولا تختلف حياة السجناء في المعتقلات الإسرائيلية عن حياة أي مواطن فلسطيني يعيش في قرية مردا الواقعة شمال شرق سلفيت والمحاطة من كل الجهات بالأسلاك الشائكة التي تحكم الخناق على القرية ولا منفذ بهم سوى بوابتين في أول القرية وآخرها تتحكم بحركة المواطنين وحرية تنقلهم تبعاً لمزاج جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يستعمل كافة الأنواع من المضايقات كأسلوب تهجيري لسكان المنطقة التي تعتبر بمثابة إسفين يعيق أعمال التوسع في مستعمرة ‘ ارائيل’ كبرى مستوطنات الضفة الغربية والمتاخمة تماماً لحدود القرية المسالمة. فلا يخفى على الزائر إلى قرية مردا حجم المأساة اليومية التي يتعايش معها سكان القرية بشكل دائم التي تستهدف ضرب وجودهم وصمودهم في قريتهم المحاصرة.
تفاصيل الانتهاك:
ففي 17 حزيران 2010 أخطرت ما تسمى لجنة البناء والتنظيم التابعة للاحتلال الإسرائيلي أهالي القرية بقرار وقف البناء وهدم احد الطرق الرئيسية في القرية والذي تم تشييده وتعبيده خلال شهر شباط 2010 حيث يبلغ طوله 300م ويخدم هذا الطريق أهالي قرية مردا وخاصة الذين يسكنون على جانبي الطريق والذي يمرون منه بشكل يومي بالإضافة إلى كونه يخدم مساحات واسعة من ما تبقى من أراضي القرية الشمالية المحاصرة بالسياج الفاصل الذي يفصل ما بين القرية والطريق الالتفافي رقم 505 المار بأراضي القرية من الجهة الشمالية.
يذكر انه وبحسب الإخطار يلزم المجلس القروي بتدمير ما تم تشييده من الطريق الجديد حيث يدعي الاحتلال أن هذا الطريق يقع ضمن المنطقة المصنفة C من اتفاق أوسلو، وإلا سيقوم الاحتلال هو بنفسه بعملية تجريف الطريق المخطر، علماً بأن هذا الطريق تم إخطاره بالهدم للمرة الثانية على التوالي حيث كانت المرة الأولى في شهر آذار 2010.
خسائر فادحة في حال تم هدم الطريق:
يشار إلى أن الطريق المخطر البالغ طوله 300م تم تنفيذه من قبل المجلس المحلي بتمويل من وزارة المالية الفلسطينية بقيمة 200 ألف دولار حسب ما أفاد به رئيس المجلس القروي السيد صادق الخفش حيث أن هذا الطريق يعتبر ركيزة أساسية من ركائز دعم البنية التحتية في القرية و أن هدم الطريق يعني حرمان المنطقة من أي خطط مستقبلية لتطوير البنية التحتية حيث أننا كما نعلم أن إنشاء الطرق يعتبر من أساسيات تتطور أي قرية أو بلدة، فبالنسبة إلى قرية مردا سيأتي هدم الطريق إلى حرمان أربع اسر من احد مقومات الحياة في القرية علماً بأنه حسب إفادة المجلس القروي فان البيوت المتضررة هي بالأصل مرخصة من قبل ما تسمى الإدارة المدنية.
بالإضافة إلى ما تقدم سيؤدي هدم الطريق إلى إلحاق الضرر بنحو 50 دونماً من الأراضي الزراعية تقع في أطراف القرية من الجهة الشمالية وبالقرب من السياج الفاصل الذي يفصل القرية عن الطريق رقم 55 ، وهذه الأراضي لا يوجد أي منفذ عليها سوى هذا الطريق، وبهدمه تصبح الأراضي عرضة في أي وقت لمصادرة الاحتلال وتنفيذ مخططاته التوسعية عليها في قرية أصبحت محصورة ومحاطة بالمستوطنات وسياج الفصل العنصري.
قرية مردا واستهدافها من قبل الاحتلال:
تعرضت قرية مردا عشية مؤتمر كامب ديفيد عام 1978م، لحملة شرسة تمثلت بمصادرة 400 دونماً من أخصب أراضيها الزراعية والواقعة جنوبي القرية بهدف إقامة نواة مستعمرة ‘ارائيل’ على أراضيها، والتي أخذت بالتوسع المستمر على أراضي القرية وقرى كفل حارس واسكاكا بالإضافة إلى مدينة سلفيت لتصادر حتى اليوم حوالي 20 ألف دونماً من القرى المذكورة، حيث صادرت تلك المستعمرة من قرية مردا لوحدها فقط 3660 دونماً، و لم يكتف الاحتلال عند هذا الحد بل تعرضت القرية في منتصف عام 1980 لحملة جديدة لمصادرة وتدمير 120 دونماً من أراضي القرية الشمالية بهدف إقامة طريق عابر السامرة رقم 5 والمار بأراضي القرية، حيث تم اقتلاع 240 شجرة زيتون مثمرة على اقل تقدير وفق معطيات دائرة الزراعة، وبذلك احكم الاحتلال السيطرة على القرية من الجهة الجنوبية، والجنوبية الغربية بالإضافة إلى الجهة الشمالية.
يذكر أن قرية مردا في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م تعرضت إلى حملة شديدة من قبل مستعمري مستعمرة ‘ارائيل’ من خلال اقتحام البلدة عدة مرات والاعتداء على بعض الشبان بالقرية بالضرب المبرح، حيث تم تسجيل عدة حالات إصابة تم رصدها من خلال الصليب الأحمر الدولي، كما يتم بين الفترة والأخرى إطلاق عدد كبير من الخنازير البرية صوب أراضي المواطنين في القرية مسببةً بإتلاف عدد كبير من المحاصيل الزراعية الحقلية، بالإضافة إلى إتلاف عدد من ممتلكات المواطنين نتيجة إطلاق هذه الخنازير التي تتسبب في بث روح الخوف في نفوس الأطفال وكبار السن في القرية، حيث مضت فترة من الفترات لا يستطيع احد التجول من المواطنين في القرية إلا بصحبة مجموعة من الشبان لحماية أنفسهم من تلك الحيوانات المفترسة التي أطلقها المستعمرون صوب أراضي المواطنين الزراعية.
ولم يكتف الاحتلال عند هذا الحد بل أقدمت سلطات الاحتلال ضمن خطة الفصل من جانب واحد عن الفلسطينيين بإقامة طريق عابر السامرة رقم 55 والمار بأراضي القرية الشمالية الغربية حيث تمت مصادرة 110 دونمات من الأراضي الشمالية للقرية، إضافة إلى تدمير واقتلاع نحو 230 شجرة زيتون من القرية بهدف إقامة هذا الطريق.
هذا ونفذت سلطات الاحتلال إقامة جدار يحيط بمستعمرة ‘ارائيل’ مصادرة بذلك الآلاف من الدونمات الزراعية في محافظة سلفيت، حيث بلغ طول المقطع المار بأراضي قرية مردا حوالي 5كم بعرض 60-80 متراً، مدمراً بذلك 1000 دونماً بني عليها الجدار أو تم عزلها خلف الجدار العنصري، مدمرا بذلك 4000 شجرة زيتون، بالإضافة إلى عزل ما يزيد عن 5000 شجرة زيتون خلف الجدار المحيط بمستعمرة ‘ارائيل’ بحسب معطيات وزارة الزراعة الفلسطينية.
يشار إلى أن حمى مصادرة الأراضي الفلسطينية في مردا تزامنت مع حملة منظمة من قبل مستعمرو ‘ارائيل’ و سلطات الاحتلال على حد سواء الهادفة إلى التضييق على أهالي القرية، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى إقامة عبارات للمياه على طول الجدار المحيط بمستعمرة ‘ارائيل’ بهدف ضخ المياه العادمة من بيوت المستعمرة إلى الأراضي الزراعية شرقي الجدار في قرية مردا ما تسبب ذلك إلى إتلاف عشرات الدونمات الزراعية بالقرية، علاوة عن المضايقات من قبل المستعمرين بحق المزارعين الذين يحاولون استغلال أراضيهم الزراعية المحاذية للجدار في القرية.
يشار إلى أن جيش الاحتلال اعتاد بين فترة وأخرى على اقتحام القرية وفرض حالة منع التجول بالقرية بالإضافة إلى التنكيل بعدد كبير من الشبان بالقرية بحجة مطاردة ملقي الحجارة على سيارات المستوطنين المارة بطريق عابر السامرة رقم5 المحاذي للقرية، حيث شرعت سلطات الاحتلال على وضع بوابة حديدية لتتحكم بحركة تنقل المواطنين على مدخل القرية الشرقي الوحيد وذلك بعد إغلاق المدخل الغربي بشكل نهائي بواسطة الاسيجة والسواتر الترابية، علماً بأن سلطات الاحتلال في عام 2005م أقامت سياج على أراضي القرية بمحاذاة طريق عابر السامرة رقم 5 لفصل القرية عن الطريق، حيث تتعمد سلطات الاحتلال إلى التحكم بحركة الدخول والخروج من والى القرية من خلال إغلاق وفتح البوابة على المدخل الشرقي للقرية، حيث يشار إلى انه في حالة إغلاق المدخل الشرقي فإن ذلك يعني شل الحركة في القرية بشكل كبير مما سوف ينعكس ذلك أثره بشكل كبير على اقتصاد القرية وعلى الخدمات الطبية والتعليمية في القرية.
نبذة عن قرية مردا: تقع قرية مردا شمال غرب محافظة سلفيت، حيث تبلغ المساحة الإجمالية للقرية قبل عام 1978م نحو 9326 دونماً، ومسطح البناء في القرية 519 دونماً، ويبلغ مجموع السكان في القرية حتى عام 2007 نحو 2500 فرداً. خارطة 1